عاد مفتي مصر السابق الدكتور علي جمعة لإثارة الجدل من جديد، وذلك يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024، وذلك بالحديث عن الجنة والنار، في رده على سؤال لأحد الأطفال في برنامجه الذي يقدمه على إحدى القنوات المصرية، وهو الرد الذي أثار الجدل على منصات التواصل الاجتماعي وتضمن انتقادات كثيرة للرجل.
الحديث عن الجنة والنار
مفتي مصر السابق علي جمعة رد على سؤال حول عذاب المنتحر بسبب الألعاب الإلكترونية، وهل سيعذبه الله أم سيرحم جهله وعدم اكتمال وعيه؟ قائلاً: “بندعو الناس من زمان إلى الرحمة والحب، وليس إلى الكراهية، وبنقول فيه ناس عاوزة تشوفها سودة، لكنها ليس كذلك، لا الدنيا كده ولا الآخرة كده، الحياة ليست فقط اللي إحنا فيها، ولكن الآخرة برضه لقوله تعالى: “وإن الدار الآخرة لهي الحيوان”، هل انتوا فاكرين إن القبر حفرة من حفر النار، إحنا مؤمنين بأنه روضة من رياض الجنة، فشوف الخطاب عامل إيه، يسيب الروضة اللي من رياض الجنة والفرحة بلقاء الله ويخلوها ثعبان أقرع اللي موردش فيه حاجة ويخلوها عذاب القبر، وأنا مالي بعذاب القبر ويعذبني ليه؟”.
المفتي السابق قال كذلك في رده على سؤال لطفلة من الحضور في برنامجه على إحدى القنوات المصرية: “انتوا فاكرين إن يوم القيامة، هيبقى أهوال؟ أيوه فيه كتب بتقول كده، ولكن فيه المتحابين على منابر من نور يوم القيامة، و7 يظلهم الله في ظله، انتوا فاكرين أنه يوم القيامة ليس فيه شفاعة؟ ده فيه 70 ألف شفيع يشفع في 70 ألف شفيع، وعدد المسلمين في الأرض 2 مليار بس، شوفه قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء، فلما حد يسأل الرد بييجي أن الموت أسود وياخدنا من الدار إلى النار.. وهنبدأ العذاب من القبر”، مضيفاً أن جماهير المسلمين يعتقدون أن الوعد والوعيد لا بد أن ينفذ، وعلق بالقول: “ربنا أخبرنا بأن هناك جنة ونار، طيب لو أن الله ألغى النار يوم القيامة هنقوله لا.. ما يدخل كل الناس الجنة، هو فعال لما يريد، وده وارد، وعلماء مسلمين كتير قالوا إنه وارد، وده يبقى كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضروري يعملها، ويبقى معمولة لينا حتى لا نؤذي أحداً والخوف من الله تعالى”..
انتقادات للمفتي السابق علي جمعة
حديث المفتي السابق حول إمكانية أن يلغي الله “سبحانه وتعالى” النار، أثار الكثير من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، فقال رشاد حامد في تعليقه على الفتوى، في حسابه على “إكس”: “حديث الشيخ علي جمعة عن أن الله قد يلغي النار ويدخل كل الناس الجنة، يعيدنا لأصل من أصول الإيمان عند أهل السنة، وهو أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده أبداً، ولكن وعيده قد يتخلف بمشيئته، وهذا ما نفهمه من الآية: “وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً”، والآية تقول إن الله سبحانه وتعالى، يبتغي من الوعيد أن يجتنب الناس المعاصي وأن يعتبروا ويتعظوا ويتوبوا ويذكروا الله، فيكون ذلك مانعاً من أن ينفذ الله وعيده”.
كذلك قال إياد الحمود: “مفتي مصر السابق علي جمعة يثير الجدل مجدداً بقوله: هناك جنة ونار، طيب لو ربنا ألغى النار يوم القيامة هنقوله لا؟ هو فعّال لما يريد، يعني وارد ربنا يلغي النار يوم القيامة ويدخل كل الناس الجنة، وده يبقى كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضروري يعملها”.
في حين قال مراد علي المتحدث الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة المصرية في تغريدة له على منصة “إكس”: “ما زلنا ننتظر من علماء الأزهر ومن #شيخ_الأزهر الرد على تخاريف #علي_جمعة. السكوت لم يعد مقبولاً. نحن أمام حملة ممنهجة لتحريف الدين ولنشر الخزعبلات. @alimamaltayeb يا فضيلة الإمام، هل توافق على هذا الرأي: هل فعلاً وارد ربنا يلغي النار ويدخل كل الناس الجنة في الآخرة؟”.
في حين قال الباحث المصري عمار علي حسن: ” يا د.علي جمعة: وربما يكون أملاً كاذباً.. لكن كيف سيتساوى هناك القاتل والمقتول، والسارق والمسروق، والصادق والكاذب. لو أدرك الناس أن العقاب مرفوع هناك، لازدادت الحياة هنا توحشاً”.
كان المفتي السابق قد أثار الجدل بعد بث أولى حلقات برنامج علي جمعة الرمضاني بعد رده على أسئلة بشأن قضايا جدلية، مثل العلاقات خارج إطار الزواج، والاحتفال بميلاد المسيح، عليه السلام، وقضية دخول غير المسلم للجنة، والتي طُرحت عليه في برنامج “نور الدين”.
فيما تسببت أجوبة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، حيث تلقى برنامج علي جمعة، سؤالاً من طالب: هل علاقة شاب بفتاة خارج نطاق الزواج تعتبر حراماً؟
أجاب علي جمعة سؤال الطالب قائلاً: “بتقول عبارة خارج نطاق الزواج، العبارة هذه خاطئة، كون أن ولد يكلم بنت طب ما المجتمع كله بيكلم، كلمة علاقة في اللغة معناها أن هناك لقاء، وهناك بسمة بين الطرفين وهناك سلام وبعد السلام تبقى قبلة”. ورد الطالب: “لا محصلش القبلة”، فيجيب جمعة: “تبقى مش علاقة”.
أضاف جمعة: “علاقة دي معناها اتفقوا أن هما يهربوا من أهاليهم عشان يتجوزوا، ودا يعني الماحي في جميع النواحي، ليس معهم مهر أو شبكة أو شقة أو نفقة، ولا هم مستعدين لهذا العفاف الذي يحدث بعد الزواج”، حسب ما ذكرته وسائل إعلام مصرية.
مفتي مصر السابق قال كذلك: “إذا كانت هناك نيات موجودة كاستدراج يبقى حرام، لا يسمى عفاف، لكن لو كان هناك الأسئلة بين الطرفين مثال: زميلتي أخذت منها الكراسة، المحاضرات، وبدأت تشتكيلي بعض الأحوال التي تمر بها بين أسرتها، فهذا يعتبر عبر التاريخ كان بيحصل، لكن كان أساسه العفاف”.
فيما سأل الطالب مفتي الجمهورية السابق خلال حديثه: “ينفع أحب البنت وأكلمها وأحجزها عشان لما نكبر أتجوزها؟”. رد جمعة: “ينفع أنك تحب وينفع أنك تحب الخلق كلهم، وماشي ينفع أنك تكلمها وتحجزها”.
كما قال جمعة: “هو القضية في منتهى البساطة، هل هناك عفاف ولا مفيش عفاف؟”. واختتم إجابة السؤال قائلاً: ليه بيقولك أن اللي بيحب خايف عليه أنه يستدرج، لكن لو هو ملتفت لنفسه واضح في ذهنه يبقى ماشي، لو نفترض أن العفاف بدأ يهتز تقوم منسحب فوراً”.