قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 إن 15 شخصاً على الأقل استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة. وقال مسعفون إن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية، إذ يُعتقد أن بعض الضحايا محاصرون تحت أنقاض المبنى المكون من ثلاثة طوابق.
مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة
في سياق متصل، قال شهود عيان لـ”الأناضول”، مساء الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر مرضى على مغادرة مجمع الشفاء الطبي، بينما قام متطوعون بنقل بعضهم “وهم بحالة حرجة” إلى المستشفى المعمداني شرقي مدينة غزة.
وأشار الشهود إلى استمرار إطلاق النار وأصوات الاشتباكات العنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة. وأضافوا أن القصف المدفعي الإسرائيلي ما زال متواصلاً على محيط المجمع الطبي.
ووفق الشهود، فإن المرضى الذين أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة المستشفى كانوا بحالة حرجة، وتطوع بعض المواطنين لنقلهم إلى المستشفى المعمداني.
وحتى الساعة 20:20 (ت.غ)، لم يصدر تعليق عن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول الأمر، لكنه قال في بيان في وقت سابق الثلاثاء، إن عمليته العسكرية بمجمع الشفاء مستمرة “حتى الانتهاء منها بشكل جيد والقضاء على جميع المخربين في المكان”، وفق تعبيره.
حصار مستشفى الشفاء
من جانبها، قالت وزارة الصحة بغزة في بيان، الثلاثاء، إن “المرضى والطواقم الطبية المحتجزين بمجمع الشفاء الطبي يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي دون إفطار لعدم توفر الماء والطعام نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال”.
ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
اعتقال العشرات من مجمع الشفاء
في سياق موازٍ، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، باعتقاله نحو 300 فلسطيني خلال عمليته العسكرية المستمرة في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: “يواصل الفريق القتالي للواء 401 بالتعاون مع قوات شايطيت 13 (قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية) ووحدة دوفدفان (وحدة خاصة من المستعربين) بقيادة الفرقة 162 والشاباك (جهاز الأمن العام)، مداهمة مستشفى الشفاء”.
وأضاف: “اعتقلت القوات في مستشفى الشفاء العشرات من المخربين البارزين في منظمتي حماس والجهاد الإسلامي، المتورطين في توجيه الإرهاب إلى الضفة الغربية، وناشطين في المنظومة المعلوماتية وفي الوحدة الصاروخية التابعة لتنظيم الجهاد”، على حد زعمه.
وتابع: “يتم التحقيق مع المشتبه بهم في المنطقة من المحققين الميدانيين للوحدة 504 في شعبة المخابرات العسكرية، ثم يتم نقلهم لمزيد من التحقيق من الوحدة والشاباك داخل إسرائيل”. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي: “تم اعتقال حوالي 300 مشتبه به والقضاء على العشرات من المخربين”، وفق تعبيره.
ونقل البيان عن المقدم “دوتان” قائد الكتيبة 932 (تتكون من 6 سرايا تعمل ضمن لواء المشاة ناحال) قوله: “نقوم حالياً بمداهمة مستشفى الشفاء وخلال المداهمة رصدنا مخربين يختبئون في هذه المنطقة، وتمكنا من القضاء على عدد منهم والعثور على عدد كبير من الأسلحة”. وأضاف دوتان: “نواصل حالياً العملية حتى الانتهاء منها بشكل جيد والقضاء على جميع المخربين في المكان”.
في وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلنت “كتائب القسام” في بيانين منفصلين استهداف 7 آليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي ومجموعة من الجنود بمحيط مستشفى الشفاء بقذائف “الياسين “105”، والإيقاع بهم بين قتيل وجريح.
في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط في اللواء 401 في معارك بمحيط مستشفى الشفاء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلانه عن مقتل جندي في معارك بالمنطقة ذاتها.
جدير بالذكر أن الحرب الاسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة؛ ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.