قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” إن 23 فلسطينياً استشهدوا وأصيب آخرون، مساء الثلاثاء، 19 مارس/آذار 2024 بقصف إسرائيلي استهدف اللجان الشعبية المشرفة على توزيع المساعدات عند “دوار الكويت” في مدينة غزة، في الوقت الذي قالت فيه حركة حماس إن استهداف إسرائيل للجان الشعبية التي كانت تؤمن المساعدات جنوب مدينة غزة، دليل سادية “الاحتلال”، بهدف تهجير الفلسطينيين من غزة.
قصف إسرائيلي استهدف اللجان الشعبية
وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” قالت في بيان لها: “استشهد 23 مواطناً على الأقل وأصيب آخرون، مساء الثلاثاء، في غارة شنها طيران الاحتلال على تجمع للمواطنين عند دوار الكويت في مدينة غزة”.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية قولها إن “الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعاً للجان شعبية شكّلها الوجهاء والعشائر لتأمين نقل المساعدات من دوار الكويت إلى مدينة غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 23 مواطناً على الأقل وإصابة آخرين”.
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل قوافل المساعدات في غزة، ففي فبراير/شباط 2024 أطلقت قوات إسرائيلية النار على مئات الفلسطينيين خلال تجمعهم جنوب مدينة غزة في انتظار الحصول على مساعدات إنسانية في شارع الرشيد، فيما يعرف بـ”مجزرة الطحين”، ما خلَّف 118 قتيلاً و760 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
حماس تندد بالانتهاكات الإسرائيلية
في سياق موازٍ، قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن استهداف إسرائيل للجان الشعبية التي كانت تؤمن المساعدات جنوب مدينة غزة، دليل سادية “الاحتلال”، بهدف تهجير الفلسطينيين من غزة.
وقالت “حماس” في بيان، إن “استهداف جيش الاحتلال النازي للجان الشعبية والعشائرية التي كانت تؤمّن توزيع المساعدات عند دوار الكويت، جنوب مدينة غزة، وارتقاء عدد من الشهداء، لهو دليل إضافي على سادية الاحتلال الصهيوني”.
وأوضحت أن “الاحتلال يتقصد ضرب أية هياكل محلية أو عشائرية وطنية تقوم بتنظيم وتوزيع المساعدات، بهدف نشر الفوضى والفلتان الأمني، تنفيذاً لمخططه الخبيث الرامي لدفع شعبنا للنزوح عن أرضه”.
“حماس” أكدت أن “تصاعد العدوان الدموي الصهيوني لن يكسر إرادة شعبنا، ولن يزعزع صموده، وشعبنا الفلسطيني وعشائره وكافة قواه سيمضون متحدين لقطع الطريق على هذا العدو المجرم، وعلى مخططاته”.
وطالبت “المجتمع الدولي وكافة الهيئات الدولية والإقليمية بالوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية بكبح جماح هذا العدو النازي، الذي يُمعن في قتل أبناء شعبنا سواء بالقصف الهمجي أو بسلاح التجويع الذي يطبِقه على مرأى ومسمع من العالم أجمع”.
قلق أمريكي
في حين أعربت الإدارة الأمريكية عن “قلقها العميق” إزاء خطر المجاعة الوشيك في قطاع غزة، رغم الانتقادات التي تعرضت لها بسبب دعمها لإسرائيل التي تمنع دخول المساعدات إلى القطاع.
جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، في تصريحات صحفية على متن الطائرة خلال جولة انتخابية للرئيس جو بايدن، الثلاثاء. وأشارت إلى أنه لا يمكن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزة، مؤكدة ضرورة إدخال المزيد من المساعدات.
ولفتت إلى أن واشنطن تجري محادثات مستمرة مع الأطراف المعنية بما في ذلك إسرائيل بشأن إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقالت: “رأينا تقرير (الأمم المتحدة) الأمس الذي يشير إلى وجود خطر وشيك لحدوث مجاعة في غزة، ونشعر بقلق بالغ إزاء ذلك، كما يكشف التقرير فإن حجم المساعدات التي تصل إلى الناس في غزة غير كافٍ، ويتعين على الجميع أن يبذلوا المزيد من الجهود، وأن تضمن إسرائيل دخول هذه المساعدات إلى غزة بسلاسة وبشكل مستدام”.
وذكرت أنهم يعملون جاهدين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وأشارت إلى أنه في حال تم التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، فيمكن آنذاك إطلاق سراح الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى غزة.
وفيما يتعلق بـ”استخدام إسرائيل الجوع كأداة حرب”، واعتباره “جريمة حرب”، اكتفت بيير بالقول: “لا أستطيع الحديث بهذا الموضوع”.
غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات
في حين قال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 إن 15 شخصاً على الأقل استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلاً في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة. وقال مسعفون إن عمليات الإنقاذ لا تزال جارية، إذ يُعتقد أن بعض الضحايا محاصرون تحت أنقاض المبنى المكون من ثلاثة طوابق.
في سياق متصل، قال شهود عيان لـ”الأناضول”، مساء الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر مرضى على مغادرة مجمع الشفاء الطبي، بينما قام متطوعون بنقل بعضهم “وهم بحالة حرجة” إلى المستشفى المعمداني شرقي مدينة غزة.
وأشار الشهود إلى استمرار إطلاق النار وأصوات الاشتباكات العنيفة في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة. وأضافوا أن القصف المدفعي الإسرائيلي ما زال متواصلاً على محيط المجمع الطبي.
ووفق الشهود، فإن المرضى الذين أجبرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة المستشفى كانوا بحالة حرجة، وتطوع بعض المواطنين لنقلهم إلى المستشفى المعمداني.
وحتى الساعة 20:20 (ت.غ)، لم يصدر تعليق عن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول الأمر، لكنه قال في بيان في وقت سابق الثلاثاء، إن عمليته العسكرية بمجمع الشفاء مستمرة “حتى الانتهاء منها بشكل جيد والقضاء على جميع المخربين في المكان”، وفق تعبيره.
حصار مستشفى الشفاء
من جانبها، قالت وزارة الصحة بغزة في بيان، الثلاثاء، إن “المرضى والطواقم الطبية المحتجزين بمجمع الشفاء الطبي يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي دون إفطار لعدم توفر الماء والطعام نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال”.
ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام، جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
يذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم “إبادة جماعية” في حق الفلسطينيين وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.