أفاد موقع Axios الأمريكي في تقرير نشره يوم الثلاثاء 19 مارس/آذار 2024 بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المكالمة التي جمعتهما يوم الإثنين 18 مارس/آذار، بأنه لا يحاول تقويضه سياسياً، وذلك حسبما علم الموقع من مصدرين مطلعين على المكالمة.
الرئيس الأمريكى جو بايدن يطمئن نتنياهو
كانت المرة الأولى التي انتاب القلق فيها نتنياهو بأن البيت الأبيض يحاول تقويضه، بعد أن خرج الوزير الإسرائيلي بيني غانتس، وهو أيضاً عضو في مجلس الحرب والخصم السياسي الرئيسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في زيارة إلى واشنطن قبل أسبوعين.
زادت شكوك نتنياهو عندما قال بايدن في مقابلة أُجريت مع قناة MSNBC في وقت سابق من هذا الشهر، إن نتنياهو يؤذي إسرائيل أكثر مما يساعدها.
كذلك نشرت الدوائر الاستخباراتية الأمريكية تقييمها السنوي غير السري، الذي قال إن مستقبل نتنياهو السياسي يواجه خطراً، وهو ما عزز المخاوف التي تعتري نتنياهو.
لكن ما أغضب نتنياهو هو خطاب قبل أيام أدلى به زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر. قال شومر إن نتنياهو ضل طريقه ودعا إلى عقد انتخابات جديدة في إسرائيل عندما تهدأ رياح الحرب. وأيّد بايدن لاحقاً الانتقادات التي وجهها شومر إلى نتنياهو.
انتخابات مبكرة في إسرائيل
في سياق موازٍ، توصلت استطلاعات الرأي التي نُشرت الأربعاء 13 مارس/آذار عن طريق ثلاث قنوات تلفزيونية رئيسية إسرائيلية، إلى أن غالبية الإسرائيليين يريدون انتخابات مبكرة عندما تنتهي الحرب، وأنه إذا أُجريت الانتخابات اليوم، فسوف يُهزم نتنياهو عن طريق منافسه الوزير بيني غانتس.
خلال المكالمة التي جمعتهما الإثنين، اشتكى نتنياهو من خطاب شومر وتأييد بايدن له. وادعى أيضاً أن الهجوم السياسي المعلن ضده في الولايات المتحدة يعد تدخلاً في السياسات الإسرائيلية، وذلك حسبما قالت المصادر.
وأوضحت المصادر أن بايدن تصدى لهذا الحديث، وأبلغ نتنياهو بأنه لا يحاول تقويضه وليست لديه نية للتدخل في السياسات الداخلية الإسرائيلية.
في حين قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض خلال إحاطة صحفية الإثنين، إن نتنياهو “أثار شواغل لديه حول مجموعة من الأمور التي ظهرت في الصحافة الأمريكية”.
وقال مصدر إن الحقيقة التي تشير إلى أن نتنياهو نقل شكواه إلى بايدن ساعدت في تصفية الأجواء.
وقد ألمح سوليفان إلى أن نتنياهو، الذي اتُّهم على مدى السنوات بالتدخل في السياسات الأمريكية، هو من يحاول التأثير على الرأي العام الأمريكي، وليس العكس.
حيث قال سوليفان: “ترى رئيس الوزراء (الإسرائيلي) يتحدث في قناة تلفزيونية أمريكية عن المخاوف حول تدخل الأمريكيين في السياسة الإسرائيلية، ثم يكون سؤالك هو: هل يجب على الأمريكيين أن يتحدثوا عن السياسات الإسرائيلية، وهو ما لا نفعله في واقع الأمر بنفس قدر حديثهم عن سياساتنا”. ولم يرد البيت الأبيض ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الأسئلة التي أرسلها إليهم موقع Axios.
تحذير من عملية رفح
في حين قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية في رفح سيؤدي إلى تفاقم الفوضى في غزة، مشيراً إلى أنهما اتفقا على أن يجتمع وفدان من الجانبين في واشنطن لبحث الأمر.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحفيين إن البلدين سيجريان مباحثات شاملة تتعلق بسبل المضي قدماً في غزة؛ حيث تشتد أزمة إنسانية بعد ستة أشهر من القتال. وأضاف سوليفان أن الاجتماع قد يُعقد هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنه لن تُنفذ أي عملية في رفح قبل المحادثات.
وذكر سوليفان، ملخصاً رسالة بايدن لنتنياهو: “الفوضى تسود المناطق التي طهرها الجيش الإسرائيلي، لكن (الوضع) لم يستقر” في غزة، وستتفاقم الأزمة الإنسانية إذا مضت إسرائيل قدماً في هجومها على رفح.
وأضاف: “أجرينا العديد من المباحثات على مختلف المستويات بين جيشينا وجهازي المخابرات لدينا ودبلوماسيينا وخبراء الشؤون الإنسانية، لكن لم تتَح لنا الفرصة بعد لإجراء مناقشة استراتيجية شاملة ومتكاملة”.
وتشهد العلاقات بين بايدن ونتنياهو توتراً متزايداً بسبب الوضع في غزة. ووصف سوليفان المكالمة الهاتفية بأنها “عملية”. وقال إن بايدن لم يهدد بتقليص المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وذكر سوليفان أن بايدن أبلغ نتنياهو بأنه يحتاج إلى استراتيجية محكمة تجاه غزة، “بدلاً من أن تقتحم إسرائيل رفح”. وأكد مجدداً دعم الولايات المتحدة للجهود الإسرائيلية للقضاء على مسلحي حماس الذين هاجموا جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما أكد سوليفان أن مروان عيسى، الرجل الثالث في صفوف حماس، قُتل في عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي. ولم تعلق الحركة.
وهذه المكالمة هي الأولى بين الزعيمين منذ 15 فبراير/شباط 2024، وتأتي في غمرة توترات محتدمة بين إسرائيل وأقرب حلفائها بشأن أسلوب تعامل نتنياهو مع الحرب الدائرة في غزة.
وقال نتنياهو إنه ناقش مع الرئيس الأمريكي التزام إسرائيل بتحقيق جميع الأهداف التي حددتها للحرب وهي القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل بعد ذلك. وأضاف في بيان أن هذا سيُنفذ “مع تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف”.
في حين دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، وهو مؤيد دائم لإسرائيل وأرفع مسؤول أمريكي يهودي منتخب، في كلمة ألقاها يوم الخميس إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، وقال إن نتنياهو يمثل عقبة أمام السلام.
وأشاد بايدن بالخطاب في اليوم التالي، وقال إن مخاوف شومر يشاركه فيها كثيرون من الأمريكيين.
في حين رد نتنياهو محتداً يوم الأحد وقال في حديث لشبكة “سي.إن.إن” إن خطاب شومر “غير لائق بالمرة”. وأكد نتنياهو مرة أخرى في اجتماع لمجلس الوزراء أن القوات الإسرائيلية ستتوغل في رفح التي تمثل آخر مكان آمن نسبياً في قطاع غزة الصغير المزدحم، وذلك على الرغم من الضغوط الدولية على إسرائيل للحيلولة دون سقوط المزيد من القتلى المدنيين.