كشفت تجربة أُجريت في الحي التجاري بلندن، نتيجة “مذهلة” بخصوص “الزمن” في الطوابق العليا بناطحات السحاب، وقالت إن أي شخص يعمل بدوام لثماني ساعات في الطابق الـ61، سوف يتمتع بيوم عملٍ أقصر مقارنة بالموظف الذي يعمل في الطابق الأرضي، وذلك حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 17 مارس/آذار 2024.
وإذا سبق لك وشعرت بالملل وأنت جالس في العمل، تعدّ الساعات حتى يأتي موعد العودة إلى المنزل، فهذه التجربة تشير إلى أن العمل في أحد المكاتب القريبة من أعلى طوابق ناطحات السحاب يمكن أن تجعل اليوم يمر أسرع، ولكن قبل أن تقدم على هذه الخطوة يجب أن تحذر؛ لأن الفارق لن يكون هائلاً، لأنه ببساطة لن يتجاوز واحداً من مليار جزء من الثانية.
الفرق ليس كبيراً لكنه حقيقي
وقد يستغرق ذلك 1.1 مليون عام من هذه النسبة اليومية -أي حوالي ثلاثة نانوثانية كل 24 ساعة- من أجل أن يوفر في نهاية المطاف ثانية واحدة من وقت الدوام. ومن ثم فإنها بكل تأكيد ليست أفضل طريقة إذا كنت تحاول استعادة التوازن بين الحياة والعمل، أو اللحاق بالقطار مبكراً.
قُدّم هذا الدليل لإثبات تأثير تنبأت به نظرية النسبية للعالم الكبير ألبرت أينشتاين، الذي يُعرف بتمدد الزمن بفعل الجاذبية.
تفرض الأجرام الكبيرة، مثل الكواكب والنجوم، تأثير جاذبية ليس فقط على الفضاء، بل أيضاً على الزمان. فإذا كنت قريباً من جرم ضخم، حيث تكون الجاذبية أقوى، فسوف يبدو الوقت كما لو أنه يمر أبطأ، مقارنة بأي شخص بعيد عن هذا الجرم، حيث تكون الجاذبية أضعف.
تجربة حقيقية
سعى المختبر الفيزيائي الوطني (NPL)، وهو المؤسسة التي تشرف على المعايير المستخدمة في القياسات العلمية، لإثبات المبدأ عن طريق أخذ ساعة ذرية شديدة الدقة إلى الطابق 61 في 22 بيشوبس جيت، التي تعد أطول بناية في مدينة لندن بطول يبلغ 28 متراً.
ترك الفريق الساعة لمدة 43 يوماً قبل أن تنضم مرة ثانية إلى ساعة ذرية أخرى كانت موجودة في المختبر الفيزيائي الوطني في ضاحية تدينغتون جنوب غرب لندن.
وأوضحت صحيفة The Times أن الساعة التي كانت موجودة في الطابق المرتفع كانت أسرع
بـ70 إلى 130 نانوثانية مقارنة بالساعة التي ظلت على الأرض. وتجدر الإشارة إلى أن النانوثانية يساوي جزءاً من مليار جزء من الثانية.
إذ إن مرور الوقت أسرع بـ130 نانوثانية على مدار 43 يوماً يعادل تسارع الوقت بحوالي 1 نانوثانية خلال الدوام الذي يستمر لثماني ساعات.
قالت متحدثة باسم المختبر الفيزيائي الوطني: “صحيحٌ أنه على مدار مدة البرهنة على الظاهرة يظهر هذا بكمية ضئيلة فحسب، لكن الانعكاسات عميقة. على سبيل المثال، يعني هذا أن أي شخص سيتقدم في العمر إذا كان في أعلى البرج أسرع من أي شخص على الأرض”.
لكنها أضافت أن خطر التقدم في العمر قبل الأوان طفيف. وأوضحت: “سوف تحتاج الساعة إلى قضاء حوالي مليون سنة في الطابق 61 ببناية 22 بيشوبس جيت، قبل أن نرى فارقاً بثانية واحدة بينها وبين الساعة التي على الأرض”.
وعلى صعيد الخيال العلمي، تجدر الإشارة إلى أن مبدأ تمدد الزمن بفعل الجاذبية جرى عرضه بصورة لافتة في فيلم Interstellar للمخرج كريستوفر نولان.