هدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، جماعة “حزب الله” اللبنانية بتحويل العاصمة بيروت وجنوب لبنان إلى “غزة وخان يونس”، في إشارة إلى العدوان الذي يمارسه جيش الاحتلال في القطاع، وأدى إلى استشهاد الآلاف، وذلك على خلفية مقتل إسرائيلي في منطقة الشال الحدودية بصاروخ مضاد للدروع.
رئيس حكومة إسرائيل دوّن على حسابه، على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” قائلاً: إذا اختار “حزب الله” بدء حرب شاملة، فسوف يحوّل بيروت وجنوب لبنان إلى غزة وخان يونس.
كما نشر شريط فيديو آخر على نفس المنصة، خلال لقاء مع جنود الاحتلال في الجبهة الشمالية في الحدود مع لبنان، وعنونه بـ”رسالة إلى نصر الله”، تحمل تهديدات مباشر إلى الأمين العام للجماعة، حسن نصر الله.
يأتي هذا، بعد ساعات من إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلية، مقتل إسرائيلي بصاروخ مضاد للدروع أُطلق من لبنان في منطقة الشمال الحدودية. إذ قالت نجمة داود الحمراء (الإسعاف) على منصة “إكس” إن مسعفيها أُبلغوا بوفاة رجل يبلغ من العمر 60 عاماً.
من جهتها قالت “القناة 12” الإسرائيلية، إن القتيل سقط “نتيجة إصابته بنيران صاروخ مضاد للدروع أُطلق من لبنان”، في الوقت الذي كانت صفارات الإنذار تدوّي في منطقة الجليل الأعلى، قرب الحدود اللبنانية.
قتلى من “حزب الله”
في تطور جديد بالتصعيد، أعلن “حزب الله”، مقتل 3 من عناصره بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب حدود لبنان الجنوبية، وتنفيذه 5 عمليات ضد مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود.
الحزب نعى مقاتليه من مدينة الهرمل بمحافظة البقاع شمال شرق لبنان، قائلاً: “ارتقيا أثناء قيامهما بواجبهما الجهادي”، وفق 3 بيانات منفصلة.
بمقتل هذه العناصر اليوم، ترتفع حصيلة قتلى “حزب الله” إلى 93 منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث بدأت الاشتباكات المسلحة في المناطق الحدودية بين الحزب والجيش الإسرائيلي، وفق بيانات سابقة صادرة عنه، تابعتها الأناضول.
بحسب رصد مراسل الأناضول، بلغ مجموع المدنيين اللبنانيين الذين قُتلوا بقصف إسرائيلي منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 23 شخصاً، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، إضافة إلى جنديّ في الجيش اللبناني.
قصف متبادل
من جهة أخرى، قال الحزب في بيان، اطلعت عليه الأناضول، إن عناصره “استهدفت تجمعاً لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة ميتات بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة”.
في وقت سابق الخميس، أعلن “حزب الله” أن مقاتليه “استهدفوا موقع معيان باروخ الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، وحققوا إصابات مباشرة، كما استهدفوا موقع المرج الإسرائيلي، للمرة الثانية خلال اليوم”.
كما أشار إلى أن مقاتليه “استهدفوا موقعي المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيهما إصابات مباشرة”.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن “مدفعية الجيش الإسرائيلي استهدفت أطراف بلدة رميش الحدودية، بالقذائف الفوسفورية”.
وكانت الوكالة أوضحت في وقت سابق اليوم، أن الطيران الحربي الإسرائيلي “شن غارة قرب مبنى تعاونية السجاد في بلدة كونين جنوب لبنان تسببت بأضرار في المبنى”.
وأضافت أن “قصفاً إسرائيلياً على تلة حمامص (جنوب) تسبب بإصابة لبناني، نُقل إلى مستشفى مرجعيون الحكومي”، واصفة حالته بـ”المستقرة”.
الوكالة ذكرت أن “أطراف بلدات حولا ومركبا ووادي السلوقي جنوب لبنان تعرّضت لقصف مدفعي إسرائيلي”.
وأضافت أن “بلدات علما الشعب وطير حرفا والضهيرة في القطاع الغربي على الحدود أيضاً، تعرّضت لقصف مدفعي إسرائيلي، دون أن يسفر عن وقوع أضرار”.
الصحفيون مستهدَفون بلبنان أيضاً
فقد دعت منظمة العفو الدولية، الخميس، إلى التحقيق بالهجمات الإسرائيلية على الصحفيين جنوب لبنان، باعتبارها “جريمة حرب” محتمَلة، وذلك في بيان صادر عن المنظمة أن الغارات الإسرائيلية التي وقعت في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الصحفيين، وأسفرت عن مقتل الصحفي بوكالة رويترز عصام العبد الله، وإصابة 6 آخرين “كانت على الأرجح هجوماً مباشراً على مدنيين، ويجب التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب”.
المنظمة الحقوقية قالت في البيان إنها “تحققت من مقاطع مصوّرة وصور، وفحصت مكان الحادث”، كما أضافت أنه “كان من الواضح أنها كانت لمجموعة من الصحفيين، وأن الجيش الإسرائيلي كان يعلم أو كان ينبغي أن يعرف أنهم مدنيون، إلا أنه هاجمهم على أي حال في غارتين جويتين منفصلتين، بفارق 37 ثانية”.
كذلك، شددت المنظمة الحقوقية على ضرورة فتح “تحقيق مستقل ومحايد في هذا الهجوم المميت”.
في وقت سابق اليوم، أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن “الضربتين الإسرائيليتين على صحفيين بجنوب لبنان مؤخراً، هما هجومان متعمّدان على مدنيين، يستدعيان تحقيقاً (قضائياً) حول حدوث جريمة حرب”، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع منظمة العفو الدولية في بيروت؛ للكشف عن نتائج تحقيقين منفصلين أجرتهما المنظمتان حول هجوم إسرائيلي على مجموعة صحفيين جنوب لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول، أسفر عن مقتل صحفي، وإصابة 6 آخرين.
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 قتيلاً و46 ألف جريح، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
كما يتبادل الجيش الإسرائيلي إطلاق النار منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول مع “حزب الله” وفصائل فلسطينية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وتخطى عدد قتلى الصحفيين جراء الهجمات الإسرائيلية على مدى شهرين، حصيلة قتلاهم خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث، بحسب إحصاء مؤسسات معنية رصدته الأناضول.