حذرت مصر الولايات المتحدة وإسرائيل من أن توجه الفلسطينيين إلى سيناء بسبب قصف الاحتلال على جنوب غزة قد يؤدي إلى “تمزق” في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وفقاً لما قاله أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، لموقع “أكسيوس” الأمريكي، الخميس 8 ديسمبر/كانون الأول 2023.
وحتى 3 ديسمبر/كانون الأول، تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة، أو ما يقرب من 85% من السكان، أصبحوا نازحين داخلياً، وفقاً لـ”الأونروا”، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في منتدى أسبن الأمني بواشنطن العاصمة، الخميس، إنه سيكون “من غير المناسب ويتعارض مع القانون الدولي” إذا تم تهجير المدنيين الفلسطينيين من غزة إلى مصر.
وأضاف: “هذا ليس هو السبيل للتعامل مع الصراع. لا ينبغي معاقبة المدنيين الفلسطينيين ولا ينبغي أن يغادروا أراضيهم”.
ويوجد شكري في واشنطن مع عدد من وزراء الخارجية العرب الآخرين للاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لبحث الحرب في غزة.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء “خط أحمر” بالنسبة لمصر ولن تسمح به مهما كانت التداعيات.
فيما يقول مسؤولون إسرائيليون إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، أخبر المسؤولون المصريون، وضمن ذلك في الجيش وفي جهاز المخابرات، نظراءهم في الجيش الإسرائيلي والشاباك بأنهم قلقون للغاية بشأن تداعيات العملية في جنوب غزة لمصر.
وأعرب المصريون عن قلقهم من أن تؤدي الأزمة على حدودهم مع غزة إلى عبور آلاف اللاجئين الفلسطينيين الحاجز الحدودي ومحاولة العثور على مأوى في سيناء، وفقاً لثلاثة مسؤولين إسرائيليين.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن المصريين أبلغوا إسرائيل أن مثل هذا السيناريو يمكن أن يخلق أزمة خطيرة في العلاقات بين مصر وإسرائيل.
وقال مسؤول أمريكي إن مصر تشارك الولايات المتحدة المخاوف نفسها، وشدد على أن المسؤولين المصريين حذروا من “قطيعة” مع إسرائيل إذا حدث ذلك.
ملك الأردن يحذّر
في السياق، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أنه “لا يمكن فصل” الضفة الغربية عن قطاع غزة، معتبراً أن كليهما “يشكلان الدولة الفلسطينية الواحدة”.
كما حذر من أن الوضع في قطاع غزة سيزداد “تدهوراً” إذا ما استمرت العمليات العسكرية، داعياً إلى “وقف فوري” لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
جاء خلال اتصالين هاتفيين مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وفق بيانين للديوان الملكي، تلقت الأناضول نسخة من كل منهما.
وفي الاتصال الذي تلقاه من بايدن، دعا الملك عبد الله إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وحماية المدنيين.
ولفت إلى “أهمية الحفاظ على التنسيق الوثيق وبذل الجهود لإنهاء الحرب والوصول إلى السلام”، وتناول الاتصال “بحث ضمان إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية الكافية إلى غزة دون تأخير”، وبيّن أن “الوضع الإنساني سيزداد تدهوراً إذا ما استمرت العمليات العسكرية” الإسرائيلية في قطاع غزة.
وجدد عاهل الأردن رفضه أية محاولات للتهجير القسري للفلسطينيين داخل قطاع غزة أو خارجه، أو محاولات إعادة احتلال أي جزء من القطاع.
كما حذر من أية محاولة لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة “اللتين تشكلان معاً الدولة الفلسطينية الواحدة”.
وتطرق الملك والرئيس بايدن إلى التطورات “الخطيرة” بالضفة الغربية والقدس وضرورة الحفاظ على الهدوء، حيث اعتبر ملك الأردن أن “التصعيد الإسرائيلي الخطير وعنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، قد يوسعان الصراع ويخلقان الفوضى في الضفة الغربية”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الخميس 17 ألفاً و177 قتيلاً، و46 ألف جريح، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.