قال شاهد من رويترز إن شحنة ثانية من المساعدات تضم نحو 400 طن من المواد الغذائية لغزة غادرت ميناء لارنكا القبرصي، السبت 30 مارس/آذار 2024، وسيتم نقل المساعدات إلى غزة على متن سفينة شحن ومنصة تقطرها سفينة إنقاذ، في حين حث مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إسرائيل لتسريع الموافقة على إجلاء المرضى من قطاع غزة، وعلاج الحالات الحرجة.
نقل المساعدات إلى غزة على متن سفينة
ستكون هذه ثاني شحنة من المساعدات تخرج من قبرص، بعد أن دشنت السلطات القبرصية بالتعاون مع إسرائيل ممراً بحرياً لتيسير وصول البضائع مباشرة إلى الجيب الفلسطيني المحاصَر بعد فحصها في قبرص.
ورتبت هذه المهمة مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، مع مؤسسة أوبن آرمز الخيرية الإسبانية، بتمويل رئيسي من الإمارات ودعم من السلطات القبرصية.
وفي ظل عدم وجود بنية تحتية لميناء على ساحل غزة، أنشأت ورلد سنترال كيتشن، خلال مهمتها الأولى هذا الشهر، رصيفاً من مواد من المباني المدمرة والأنقاض، كي يتسنى تفريغ ما يقرب من 200 طن من المواد الغذائية. وتتضمن شحنة السبت إرسال رافعتين شوكيتين ورافعة ثالثة من نوع آخر للمساعدة في عمليات التسليم البحرية مستقبلاً.
وتعتزم الولايات المتحدة بشكل منفصل بناء رصيف عائم قبالة غزة؛ لتلقي المساعدات. وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إن الموعد المستهدف للانتهاء من بناء الرصيف هو الأول من مايو/أيار 2024، لكنه قد يكون جاهزاً بحلول منتصف أبريل/نيسان تقريباً.
تحذير من مجاعة في غزة
في سياق موازٍ، فقد حذّرت الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة؛ حيث يحاصر القتال 300 ألف شخص. وفي باقي أنحاء القطاع، قد يواجه أكثر من نصف سكانه المجاعة بحلول يوليو/تموز. ويبلغ إجمالي عدد سكان القطاع حوالي 2.3 مليون نسمة.
في حين حث مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، السبت، إسرائيل لتسريع الموافقة على إجلاء المرضى من قطاع غزة، وعلاج الحالات الحرجة. جاء ذلك في منشور على حساب غيبريسوس عبر منصة “إكس” حول الوضع الصحي في قطاع غزة.
وحذّر المسؤول الأممي من أن “آلاف المرضى محرومون من الرعاية الصحية مع وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في أنحاء القطاع”.
وقال غيبريسوس: “ثمة حاجة ماسة إلى إجلاء نحو 9 آلاف مريض خارج غزة للحصول على الخدمات الصحية المنقذة للحياة، بما في ذلك علاج السرطان، والإصابات الناجمة عن القصف، وغسيل الكلى، وغيرها من الحالات المزمنة”.
وأشار إلى أنه “حتى الآن تم نقل أكثر من 3400 مريض إلى الخارج عبر معبر رفح، بينهم 2198 جريحاً، ولكن لا بد من إجلاء الكثيرين”.
واختتم مدير عام الصحة العالمية بالقول إننا “نحث إسرائيل على تسريع الموافقات على عمليات الإجلاء، حتى يتمكن المرضى ذوو الحالات الحرجة في غزة من تلقي العلاج”، مشدداً: “كل لحظة مهمة”.
جدير بالذكر أن إسرائيل تشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.