شهدت العديد من المدن العربية والأوروبية والعواصم العالمية، مظاهرات، السبت 30 مارس/آذار 2024، بمناسبة ذكرى يوم الأرض، الذي تزامن مع استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ176 على التوالي.
ذكرى يوم الأرض
في حين نشر المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام مشاهد توثّق خروج المئات في مظاهرات بمدن وعواصم أوروبية؛ تضامناً مع قطاع غزة وإحياء لذكرى يوم الأرض الذي يحييه الفلسطينيون سنوياً في مثل هذا اليوم.
وأظهرت المشاهد خروج المئات في مظاهرات ووقفات احتجاجية وسط العاصمة الألمانية برلين والعاصمة الفرنسية باريس والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن والعاصمة الهولندية أمستردام والعاصمة البريطانية لندن ومدينة هيلسينبوري السويدية.
وشهد الداخل الفلسطيني المحتل، في دير حنا مظاهرة حاشدة بمناسبة ذكرى يوم الأرض والتضامن مع أهل غزة.
ونظم تجمع أردنيات لأجل فلسطين ودعم المقاومة، وقفة أمام مجمع النقابات في العاصمة عمان للمطالبة بالتحرك لوقف العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة.
كما شهدت حديقة فلسطين بالعاصمة الإسبانية مدريد وقفة في ذكرى يوم الأرض للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة.
وشهدت مدينة أوسلو حراكاً حاشداً؛ دعماً لفلسطين، وللمطالبة بوقف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ورفع المشاركون في المظاهرات اللافتات المنددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
ودعا المشاركون إلى “وقف المعايير المزدوجة وضرورة محاكمة الاحتلال على مجازره ضد الشعب الفلسطيني، خاصة الأطفال، ونددوا بالإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
الذكرى السنوية ليوم الأرض
يصادف، السبت، الذكرى السنوية ليوم الأرض، الذي تعود أحداثه إلى عام 1976، حينما صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب لديها.
ويُحيي الفلسطينيون في جميع أماكن تواجدهم، يوم الأرض، في 30 مارس/آذار من كل عام، من خلال إطلاق عدة فعاليات.
وتأتي الذكرى هذا العام وسط تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وتصاعد الهجمة الاستيطانية في الضفة الغربية.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً في البنى التحتية والممتلكات، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.
ومنذ بدء الحرب على القطاع صعّد الجيش عمليات الدهم والاعتقالات بالضفة، ما أسفر عن مواجهات مع فلسطينيين، خلّفت 454 قتيلاً ونحو 4 آلاف و750 جريحاً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واكتسب يوم الأرض أهمية كبيرة لدى الفلسطينيين، كونه أول صدام يحدث بين الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل، وسلطات الاحتلال، وفق مراقبين.
حماس تتعهد بالمقاومة
في سياق متصل، تعهدت حركة حماس بـ”الإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة” في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن عملية “طوفان الأقصى امتداد لمسيرة شعبنا في الدفاع عن الأرض والمقدسات”.
جاء ذلك في بيان نشرته على حسابها بمنصة تليغرام، السبت، بمناسبة الذكرى الـ48 ليوم الأرض التي توافق 30 مارس/آذار من كل عام.
وقالت الحركة “في الذكرى الـ48 ليوم الأرض: طوفان الأقصى امتداد لمسيرة شعبنا في الدفاع عن الأرض والمقدسات حتى انتزاع حقوقنا المشروعة وتحقيق تطلعاتنا في التحرير والعودة”.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية عسكرية سمتها “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وتقول إسرائيل إن حماس قتلت في الهجوم 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، كما أسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بادلت عدداً منهم خلال هدنة استمرت أسبوعاً انتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعشرات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل.
وشددت حماس على أن “يوم الأرض سيبقى عنواناً وطنياً خالداً، ومحطة مشرفة في تاريخ شعبنا النضالي”.
و”يستلهم منه شعبنا في مسيرته المستمرة، معالم الصمود والثبات والتضحية والتحدّي، للإبقاء على جذوة المقاومة مشتعلة في وجه الاحتلال وحكومته الفاشية وقطعان مستوطنيه، في كل ساحات الوطن”، وفق البيان.
وأكدت حماس أن جذوة المقاومة “لن تنتهي ولن تُخمد إلاّ بالتحرير الشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
وقالت إن “أرض فلسطين التاريخية، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى هي محور الصراع مع العدو الصهيوني، ولا سبيل إلى تحريرها إلاّ بترسيخ خيار المقاومة الشاملة في وجه العدو الصهيوني وتعزيز الوحدة الوطنية”.
وشددت على أن “تحرير أرض فلسطين وتحرير القدس والأقصى والمقدسات، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، هو مشروع لا يعني الشعب الفلسطيني وحده، وإنّما هي مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الأمة العربية والإسلامية والأحرار في كل العالم”.
وختاماً دعت الحركة “جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تصعيد كل أشكال التضامن والتأييد لأهلنا في قطاع غزة (…) والضغط بكل الوسائل لوقف هذه الحرب العدوانية”.
تذكير بنضال الشعب الفلسطيني
في حين قالت منظمة العفو الدولية، السبت، إن يوم الأرض “تذكير بنضال الفلسطينيين ضد الأبارتهايد الإسرائيلي، وثمن استمرار إسرائيل في الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي ترتكبها”.
جاء ذلك في سلسلة منشورات على حساب المنظمة الدولية عبر منصة إكس بمناسبة الذكرى السنوية لـ”يوم الأرض” الذي تعود أحداثه إلى عام 1976، حين صادرت السلطات الإسرائيلية مساحات شاسعة من أراضي السكان العرب لديها.
ويُحيي الفلسطينيون في جميع أماكن وجودهم، يوم الأرض، في 30 مارس/آذار من كل عام، عبر إطلاق عدة فعاليات.
وأضافت المنظمة أن “الفلسطينيين في قطاع غزة يحيون هذا العام ذكرى يوم الأرض، ومسيرة العودة الكبرى، بينما يواجهون خطراً حقيقياً بالإبادة الجماعية ومجاعة وشيكة متعمدة من قبل إسرائيل”.
وأشارت إلى أن يوم الأرض تذكير بنضال الفلسطينيين ضد الأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي، وثمن استمرار تل أبيب في الإفلات من العقاب على الانتهاكات التي ترتكبها.
كما طالبت “العفو الدولية”، بوقف فوري لإطلاق النار بغزة. وشددت على أنه “من حق الفلسطينيين أن يعيشوا على أرضهم دون أن يتعرضوا للتمييز، أو الاضطهاد، أو الاقتلاع من أرضهم”.
وأوضحت “العفو الدولية”، أن “في 30 مارس 1976، أضرب الفلسطينيون الذين يعيشون داخل إسرائيل احتجاجاً على قرار الحكومة مصادرة حوالي 20 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من الأراضي التابعة لثلاث قرى فلسطينية في الجليل”.
وأضافت أن “الشرطة الإسرائيلية قمعت آنذاك الاحتجاجات بوحشية، ما أسفر عن مقتل 6 فلسطينيين”.
جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى “الإبادة الجماعية”.