أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن قتل المدنيين وسياسة العقاب الجماعي، اللذين تنفذهما إسرائيل مع أهالي غزة “غير مقبولين بأي ذريعة”، مؤكداً أن استمرار قصف غزة بعد الهدنة يعقّد جهود الوساطة.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في واشنطن، تناول وقف إطلاق النار في غزة، وفق بيان للخارجية القطرية، وذلك في إطار زيارة وفد وزاري عربي.
وبحسب الخارجية، بحث الجانبان خلال اللقاء “آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل خفض التصعيد، ووقف إطلاق النار”.
وأكد ابن عبد الرحمن أن قطر “ملتزمة مع شريكتيها (مصر والولايات المتحدة) في الوساطة باستمرار الجهود من أجل العودة إلى التهدئة، وصولاً إلى وقف دائم لإطلاق النار”، وفق المصدر ذاته.
“استمرار القصف يعقّد جهود الوساطة”
كما شدد على أن “استمرار القصف على غزة بعد انتهاء الهدنة يعقّد جهود الوساطة، ويفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع”، مشيراً إلى “ضرورة فتح ممرات إنسانية بشكل مستدام؛ لضمان استمرار دخول المساعدات للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وتوفير الحماية اللازمة لقوافل الإغاثة حتى وصولها إلى شمال القطاع”.
وجدد تأكيد “موقف بلاده الثابت من إدانة كل أشكال استهداف المدنيين”، مشدداً على أن “قتل المدنيين الأبرياء وخاصة النساء والأطفال، وممارسة سياسة العقاب الجماعي أمر غير مقبول تحت أي ذريعة”.
ويزور المسؤول القطري، واشنطن، التي تُعد الداعم الأول والرئيس لإسرائيل في حربها على غزة، ضمن وفد لجنة وزارية عربية تشكلت لبحث تطورات غزة، بقرار من القمة العربية الإسلامية في الرياض بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويتزامن اللقاء مع تصاعد حدة الغارات الإسرائيلية واتساع نطاق العمليات البرية شمال وجنوب قطاع غزة، لا سيما عند محور شرق مدينة خان يونس (جنوب)، بعد انتهاء الهدنة الإنسانية مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، التي جاءت بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي، بضوء أخضر أمريكي، حرباً مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت حتى الجمعة 17 ألفاً و487 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً بالبنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.