أعرب وفد وزاري عربي وإسلامي، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن “امتعاضه” من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدعو للمرة الثانية “للوقف الفوري” لإطلاق النار في قطاع غزة، في وقت قالت فيه تركيا إن واشنطن ظلت وحيدة بخصوص تأييد مواصلة الحرب على غزة.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جلسة طارئة للتصويت على مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة، وشاركت فيه أكثر من 80 دولة، من بينها تركيا، ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من اعتماد مشروع القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض.
وفي جلسة مباحثات رسمية عقدها وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة “قمة الرياض”، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في العاصمة واشنطن، أعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن “امتعاضهم جراء استخدام الولايات المتحدة حق النقض الذي منع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، يدعو وللمرة الثانية للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية”.
كما شدد أعضاء اللجنة الوزارية على “مطالبتهم الولايات المتحدة بتحمّل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لدفع الاحتلال الإسرائيلي نحو الوقف الفوري لإطلاق النار”.
وترأس وفد اللجنة الوزارية وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بمشاركة نظرائه، القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والأردني أيمن الصفدي، والمصري سامح شكري، والفلسطيني رياض المالكي، والتركي هاكان فيدان، وفق البيان السعودي.
“امتعاض عربي” من قرار أمريكا
وفي المباحثات مع بلينكن، جدد أعضاء اللجنة الوزارية “موقفهم الموحّد إزاء رفض مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعوتهم لضرورة الوقف الفوري والتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، على النحو الذي ينص عليه القانون الإنساني الدولي، ووقف المأساة الإنسانية، التي تتعمق كل ساعة في قطاع غزة، ورفع جميع القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
وأعربوا عن “موقفهم الرافض، جملة وتفصيلاً، لكل عمليات التهجير القسري، التي يسعى الاحتلال لتنفيذها”، مؤكدين على “أهمية الالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتأكيدهم على التصدي لها على كل المستويات”.
وجدد أعضاء اللجنة الوزارية التأكيد على “إيجاد مناخ سياسي حقيقي يؤدي إلى حل الدولتين، وتجسيد دولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة”، معربين عن “رفضهم لتجزئة القضية الفلسطينية، ومناقشة مستقبل قطاع غزة بمعزل عن القضية الفلسطينية”.
تركيا تعلّق على قرار أمريكا
وبالتزامن، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه في لقاء مجموعة اتصال غزة مع بلينكن، عبّروا عن المأساة التي تعيشها غزة بكل وضوح، وأنهم باتوا ناطقين باسم تمرد الرأي العام العالمي حول هذه القضية.
إذ قال فيدان إن “أعضاء مجموعة الاتصال أكدوا مراراً وتكراراً أن المأساة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي فوراً، وإن قتل إسرائيل للأبرياء يجب أن يتوقف”، وحول استخدام واشنطن حق الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن قال فيدان: “أعرب أصدقاؤنا مرة أخرى عن أن أمريكا أصبحت الآن وحيدة في هذه القضية (استمرار الحرب على غزة)، خاصة في التصويت الذي أُجري في الأمم المتحدة”.
وأشار فيدان إلى أن الرأي العام العالمي برمته سيقُيّم الفيتو الأمريكي على مشروع القرار الذي قدمته 97 دولة من أصل 193 دولة، وأردف: “لقد عبّرنا في لقاءاتنا، عن أن النظام السياسي الأمريكي أصبح الآن عاجزاً في القضايا المتعلقة بإسرائيل، ولذلك فإن إسرائيل تتصرف بتهور في هذه القضية وتواصل قمعها”.
وأكد الوزير فيدان أن مجموعة الاتصال ستواصل عملها بشأن غزة دون انقطاع، وأنها ستستمر في كونها المتحدث الرسمي عن مشاعر الرأي العام العالمي بشأن هذه القضية.
وذكّر فيدان بأنهم سيتوجهون بعد الولايات المتحدة إلى كندا للقاء رئيس وزرائها، ووزير الخارجية الكندي، مضيفاً أنهم سيزورون بعد ذلك بعض دول الشمال.
وأضاف: “إننا نطرح موقفنا فيما يتعلق بالوضع في غزة بشكل واضح للغاية أمام محاورينا الأمريكيين، لقد أكدنا بوضوح شديد على خطورة الوضع (في غزة)، وأنه بات لا يُحتمل، وأوضحنا لهم (الولايات المتحدة) ما هي الخطوات التي يتعين اتخاذها في هذا الصدد”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفاً و487 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.