أثارت ورقة مرفقة بسترة واقية من الرصاص صدمةً بين جنود بصفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إذ كُتب عليها ملاحظة تعود إلى تاريخ 22 أغسطس/آب 1963، أي إلى حقبة حرب فيتنام (1955 – 1975)، وتم تقديم هذه السترة الواقية إلى أحد جنود الاحتياط ضمن جيش الاحتلال.
موقع Times Of Israel الإسرائيلي ذكر، السبت 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن الورقة كُتب عليها هذه الملاحظة: “عزيزي الجندي، هذه السترة لا جدوى منها إن لم ترتدِها، يمكنك ارتداؤها فوق قميصك أو معطفك، أو تحت طبقات أخرى من الملابس إذا اقتضى الأمر. التوقيع: الجيش الأمريكي، ناتيك، ماساتشوستس، 22 أغسطس/آب عام 1963”.
لفت الموقع إلى أن جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي تم تزويدهم بسترات قادمة مباشرة من خط تجميع يعود لعام 1963، وقال إن الكتيبة التي تتلقى هذه السترات كتيبة قتالية احتياطية تتألف من جنود مشاة في الجيش الإسرائيلي يُتوقع أن يكونوا جاهزين للقتال.
أكد الموقع أن هذه الوحدات ليست وحدات دعم، وأن معظمها يتمركز في مناطق شديدة الخطورة بالقرب من الحدود، ولكن ليس داخل غزة.
لا يُعرف تحديداً إن كان جيش الاحتلال اشترى هذه السترات حديثاً ونقلها جواً إلى إسرائيل، أم كانت مخزنة في مستودعات الطوارئ التابعة للجيش الإسرائيلي منذ عشرات السنين.
يُشير الموقع الإسرائيلي أيضاً إلى أنه بعد اندلاع الحرب على غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمدت الكثير من المنظمات المدنية إلى تعبئة وجمع التبرعات من آلاف الأشخاص، من أجل توفير سترات واقية من السيراميك بكميات كبيرة للجنود الاحتياطيين (وربما القوات النظامية).
من جانبه، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن لديه سترات واقية سيراميكية لجميع الجنود النظاميين والاحتياطيين، وعزا أي تأخير في الإمدادات إلى “مشكلات تنظيمية داخل سلسلة التوريد”.
بحسب “تايمز أوف إسرائيل”، فإن “أي مقاتل يدخل غزة أو مناطق القتال الأخرى، يُلزم بارتداء درع من السيراميك، الذي يصدف أن أول استخدام عملي له كان خلال حرب فيتنام”.
لفت الموقع إلى أن “مواطنين وكيانات خاصة نجحوا في شراء ونقل وتوزيع آلاف السترات الواقية في أول أسبوعين من الحرب، لكن استيراد معدات عسكرية أو شبه عسكرية إلى إسرائيل يقتضي أن توقع جهة أمنية مُعترف بها على المستندات لضمان تخليص هذه المعدات من الجمارك”.
عادةً ما تكون الشركات الخاصة العادية عاجزة عن استيراد منتجات من هذا النوع، ولمواجهة هذه الصعوبات الإجرائية يمنح جيش الاحتلال الإسرائيلي تصاريح استيراد خاصة.
مكّن هذا الإجراء الكيانات الخاصة أو الأفراد من شراء السترات في الخارج، ونقلها جواً، وسداد نفقات التخليص الجمركي، وتسليمها. وفي بعض الأحيان، كانت تُسلَّم مباشرة إلى أيدي جنود الاحتياط، وفي أحيان أخرى، كانت تُسلَّم من خلال الوحدات المعنية في الجيش الإسرائيلي.
وقال مدني شارك في استيراد السترات خلال الحرب لموقع Times Of Israel، إنه لا يزال يتلقى طلبات يومية من أفراد عائلات وأقارب جنود يحتاجون إلى سترات واقية من السيراميك، غير أنه لم يعد مسموحاً للجهات المدنية بإدخالها، ولا توجد مستودعات طوارئ مدنية تخزن هذه السترات.
بدوره أشار جيش الاحتلال لوجود مركز تبرع يمكن التواصل معه، وتتولى وزارة الدفاع التعامل مع هذه التبرعات المقدمة للجيش، وتفحص الوزارة المعدات المُتبرَّع للتأكد من أنها تفي بالمعايير القياسية، وبعدها تُسلّم للجنود.
لدى سؤال الجيش الإسرائيلي عن السترات التي تعود إلى حقبة حرب فيتنام، قال: “هذه السُّترات فحصناها وهي تفي بالمعايير”، وفقاً للموقع الإسرائيلي.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي بضوء أخضر أمريكي، حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفاً و490 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.