اندلعت اشتباكات عنيفة، مساء الثلاثاء 2 أبريل/نيسان 2024، بين آلاف المتظاهرين الإسرائيليين وقوات أمن الاحتلال في القدس المحتلة، بعد أن تم منعهم بالقوة من الاقتراب من بيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
حسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن الآلاف من المحتجين الغاضبين من حكومة الاحتلال والمطالبين بإجراء انتخابات مبكرة، إلى جانب عقد صفقة مع “حماس” من أجل إطلاق سراح المحتجزين في غزة، توجهوا صوب بيت نتنياهو لكنهم وُوجهوا بمنع قوات الاحتلال التي فرّقتهم بالقوة.
في الجهة المقابلة، هاجم وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير جهاز الأمن الداخلي والمتظاهرين، وقال إن “اقتحام الآلاف محيط منزل نتنياهو وغض الطرف من الشاباك أمر غير مقبول”.
كما أضاف بن غفير، في تدوينة على حسابه على موقع “إكس”: “أطالب الشاباك بأن يستيقظوا فوراً وأن يأخذوا على محمل الجد أمن رئيس وزراء إسرائيل وعائلته”.
وقالت الصحيفة إن المئات من المتظاهرين عمدوا إلى إغلاق مجموعة من الشوارع الرئيسية في القدس، كما ألقوا مواد حارقة على قوات الأمن التي منعتهم من الوصول إلى منزل رئيس الوزراء، ما أدى إلى اعتقال عدد منهم.
كما أكدت الصحيفة تعرض أحد عناصر أمن الاحتلال إلى إصابة على إثر الاشتباكات استوجبت نقله بوجه السرعة إلى أقرب المستشفيات.
كذلك، اعتقلت الشرطة متظاهراً ألقى بنفسه تحت جرافة كبيرة تابعة لقوات الاحتلال من أجل المطالبة برحيل نتنياهو.
وقالت الصحيفة إنه إلى جانب عائلات المحتجزين في غزة وأحزاب اليسار، فقد انضم إلى المظاهرات الحاشدة ضد نتنياهو اليهود المتشددون “الحريديون”، ونقلت الصحيفة تصريحاً من”أرييه”، وهو شاب من الـ”حريديم” يبلغ من العمر 14 عاماً، والذي جاء للمشاركة مع المظاهرة.
يقول “أرييه”: “أعلم أن نتنياهو يدمر البلاد، نحن أيضاً، نحن اليهود المتشددين، لقد جئت لأتعاطف معهم وأكون من بين أولئك الذين يصرخون مطالبين بإطلاق سراحهم، سأكون سعيداً برؤية أصدقائي يأتون أيضاً هنا للتظاهر”.
وتواصل قطر ومصر والولايات المتحدة جهودها بهدف التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى وهدنة ثانية بين إسرائيل و”حماس”، بعد الأولى التي استمرت أسبوعاً حتى مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأسفرت عن تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة إلى القطاع.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، بينما تقدر وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حركة “حماس” مقتل 70 منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على قطاع غزة بدعم أمريكي، خلفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودماراً هائلاً، ما أدى لمثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.