غـــــــــــزة

ايـــــــــــام

ثقافة

ليست صناعة أمريكية.. الغواصة أستوت النووية قد تكون الأفضل على وجه الأرض، وهذه هي الأسباب

لم تعد بريطانيا صاحبة أقوى بحريةٍ في العالم اليوم. ورغم أن دولة الجزر لا تحكم بحار العالم كالسابق، لكن المؤكد هو أنها مستمرةٌ في نشر سفن بحرية مثيرة للإعجاب. وتُعد أحدث الغواصات البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية من فئة أستوت خير مثالٍ على ذلك، لدرجة أن بعض الخبراء البحريين أشاروا إلى أن الغواصة أستوت ربما تكون أفضل غواصة نووية على وجه الأرض اليوم.

ما هي الغواصة أستوت؟

من المقرر أن تصبح الغواصة أستوت، التي صممتها شركة BAE Systems، هي الغواصة النووية الأساسية للبريطانيين بدلاً من الغواصات فئة ترافلغار (الطرف الأغر). ومن المتوقع بناء سبع غواصات أستوت إجمالاً لتتويج المشروع الذي بدأ عام 1986، حين شرعت وزارة الدفاع البريطانية في البحث عن بدائل للغواصات من فئتي سويفتشور وترافلغار.

وتقول مجلة The National Interest الأمريكية إن مشروع الغواصة البديلة كان يُعرف في البداية باسم “الغواصة النووية 20″، وهو من مشروعات الحرب الباردة التي استهدفت تلبية حاجة البحرية الملكية لمنصات يمكنها مواجهة الغواصات السوفييتية المثيرة للإعجاب بصورةٍ متزايدة. ودعا المشروع إلى منصةٍ تعمل بطاقة الدفع النووي المُحسَّنة، مع قوة نيرانية أفضل، وحزمة سونار متكاملة وأكثر تعقيداً، بالإضافة إلى أنظمة قتالية مُطوّرة.

وأثناء صنع أستوت، استثمر البريطانيون بالطريقة نفسها التي اتبعها العديد من المشاركين في الحرب الباردة، أي بكثافةٍ ودون الكثير من التحفظات. ولم يدّخر البريطانيون أي نفقات، ولم يعتبروا السعر بمثابة عقبة في طريق تصميم أفضل غواصة ممكنة.

لكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب، أعاد البريطانيون تقييم عاداتهم في الإنفاق. وأصبحت الأسعار مهمةً فجأة. لهذا أُلغي مشروع “الغواصة النووية 20” وجرى تدشين برنامج جديد لتصميم غواصة نووية، لكن مع إضافة عامل خفض التكلفة إلى المعادلة.

وكان التصميم الجديد مشتقاً من الغواصة ترافلغار، التي كانت مشتقةً بدورها من سويفتشور، لتستكمل بذلك سلالة الغواصات البريطانية المألوفة. وأصبح المشروع الجديد الذي انطلق في يونيو/حزيران عام 1991 يُعرف باسم “الدفعة الثانية من فئة ترافلغار”.

ابتكارات تكنولوجية هي الأولى من نوعها في صناعة الغواصات

وجرى تجهيز الغواصة أستوت “بالعديد من الابتكارات التكنولوجية الأولى من نوعها”، وفقاً لما أفاد به بيتر سوسيو لمجلة The National Interest الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن “كل غواصة تأتي مجهزةً بأجهزة استشعار رائدة عالمياً، وتحمل صواريخ توماهوك الجوّالة للهجوم الأرضي وطوربيدات سبيرفيش الثقيلة، وتستطيع الإبحار حول العالم تحت الماء، مع إنتاج الأوكسجين ومياه الشرب الخاصة بها”.

وتأتي غواصات أستوت شديدة التسليح مُحمَّلةً بـ38 سلاحاً تتألف في المعتاد من مزيج يضم طوربيدات سبيرفيش، وصواريخ توماهوك الجوّالة من الفئتين في وآي في. ولا شك أن القدرة على إطلاق صاروخ توماهوك المهيب هي التي تجعل الغواصة أستوت شديدة الخطورة؛ إذ يستطيع كل صاروخ توماهوك ضرب هدفٍ على بُعد 1,600 كلم بمعدل خطأ لا يتجاوز بضعة أمتار.

ميزات مذهلة لغواصة أستوت

وتعتمد فئة الغواصات المذكورة على منظومة أستوت لإدارة المعركة، التي تُعالج البيانات من أجهزة استشعار الغواصة وتُحلِّلها لعرضها في صورةٍ متماسكة على وحدات التحكم الخاصة بطاقم الغواصة، ما يمنح الطاقم ميزة الوعي بالموقف. وتعتمد أستوت كذلك على مسبار الأعماق أطلس ديزو 35 عالي الدقة للمسح البحري. ولا تستخدم الغواصة أستوت المنظار التقليدي، بل تحتوي بدلاً من ذلك على صاريين بصريين لا يخترقان هيكل الغواصة من طراز CM010، ما يُزوِّد الطاقم بمستشعرات التصوير الحراري والتلفزة منخفضة الإضاءة والتلفزة الملونة المقرونة بالشحن لتوفير خيارات رؤية متنوعة.

كما تُعد الغواصة أستوت شديدة الهدوء وتتمتع بخصائص صوتية تفوق أي غواصة أخرى لدى البحرية الملكية. وذكر سوسيو أن أستوت “مُطوَّرةٌ للاستفادة بألواح عزل الصوت الأحدث من نوعها”، التي تخفي بصمة السونار الخاصة بالغواصة وتجعل ضجيج صوت أستوت مشابهاً لصوت “الدلفين الصغير” الواحد.


اشتري وجبة شاورما لـ شخص 1 من طاقمنا، (ادفع 5 دولار بواسطة Paypal) | لشراء وجبة اضغط هُنا


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة