كانت حقبة التسعينيات فترة رائعة لظهور التكنولوجيا، فقد شهدت تحولاً كبيراً في عالم الاتصالات والمعلومات، ممّا أثّرعلى حياتنا بشكل جذري، حتى أنّ الكثير من التقنيات التي ظهرت في التسعينات لا تزال مستمرّة معنا حتى اليوم.
في هذا التقرير، سنشارك بعضاً من أفضل التطبيقات والتقنيات والأجهزة التي بدأ ظهورها المتواضع في العقد الجميل ولم نستغنِ عنها إلى اليوم، وفقاً لما نشره موقع how to geek.
تقنيات جوجل
لم يكن التنقل عبر مواقع شبكة الإنترنت سهلاً للغاية في التسعينيات، وهو ما يجعل من الصعب الظفر بالمعلومات التي يبحث الناس عنها على الإنترنت، وهنا جاء دور Google.
تأسست جوجل في سبتمبر 1998 من قبل لاري بايج وسيرجي برين، وهم طلاب دكتوراه في جامعة ستانفورد، وقد كانت الفكرة الأساسية وراء إنشاء محرّك البحث هي تطوير محرك بحث يقدم نتائج دقيقة ومفيدة للمستخدمين، باستخدام تقنيات جديدة في تحليل البيانات وتصنيف الصفحات على الويب.
وقد تطورت جوجل بسرعة كبيرة منذ تأسيسها، حيث تمكنت من جذب الاستثمارات والتوسع في خدماتها. وفي عام 2000، أصبحت جوجل الخيار الرئيسي لمحركات البحث على الإنترنت، وفي السنوات التالية، أطلقت الشركة خدمات جديدة مثل Gmail وGoogle Maps وGoogle News وGoogle Earth، وبدأت في استحواذها على شركات صغيرة تطوير التقنيات الجديدة.
واليوم، لا تعدّ جوجل محرك بحث فحسب، بل أصبحت شركة تقنية متعددة الجوانب تقدم العديد من الخدمات والمنتجات في مجالات مثل الإعلانات عبر الإنترنت، ونظام التشغيل المحمول (Android)، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والعديد من المجالات الأخرى.
كما صار محرّك Google موقع الويب الأكثر زيارة في العالم بأكمله، وتمتلك Google مكتبة ضخمة من التطبيقات والخدمات والأجهزة.
Photoshop الفوتوشوب
لم تحصل العديد من تطبيقات الكمبيوتر على نفس الصيت الذي حظي به تطبيق Adobe Photoshop، فإلى اليوم لا تزال أي صورة تظهر معدلة على مواقع التواصل الإجتماعي يعتقد أنّه قد تم “تعديلها بواسطة Photoshop”، بغض النظر عن التطبيق الذي تم استخدامه بالفعل.
وقد بدأ برنامج Photoshop عن طريق توماس نول في جامعة ميشيغان عام 1987، ثمّ حثه شقيقه جون نول على تطوير البرنامج بشكل أكبر، إثر ذلك قام الأخوان بعرض برنامجهما على مدير فني في شركة أدوبي، واشترت الشركة ترخيصاً لتوزيع برنامج فوتوشوب في عام 1990.
وفي العقد الأخير، تمّت إضافة ميزات مبتكرة للبرنامج مثل Content-Aware Fill وCamera Raw، وتحسين أدائه لمعالجة ملفات الصور بشكل أسرع وأكثر فعالية.
وبفضل هذا التطور المستمر، أصبح Adobe Photoshop في وقتنا الحالي ليس فقط أداة لتحرير الصور الرقمية، بل برنامجاً شاملاً للتصميم الجرافيكي والفن التجريدي والرسومات الرقمية، وهو يستخدم على نطاق واسع في مجالات مثل التصميم الإعلاني، والتصميم الصناعي، والفنون البصرية، والتصوير الفوتوغرافي، والكثير غير ذلك.
أقراص DVD
يخمّن أغلب الناس بأنّنا لن نستخدم أقراص DVD بعد نهاية عام 2024، ولكن في الواقع هذا التخمين ليس صحيحاً، فقد ارتفعت مبيعات أقراص DVD بشكل مطرد خلال السنوات القليلة الماضية.
لقد هيمن نظام VHS على الأفلام المنزلية طوال السبعينيات والثمانينيات، لكن أقراص DVD قدمت جودة أفضل وسعة تخزين أكبر وعناصر تحكم أسهل وميزات تفاعلية، ولعلّ ذلك ما يفسّر عدم استطاعة أغلب الناس التخلّي عنها.
وصل أول مشغلات DVD إلى السوق الأمريكية في عام 1997، وبحلول عام 2001، كانت مبيعاتها قد تجاوزت بالفعل أجهزة تسجيل الفيديو، ولا تزال أقراص DVD تحظى بشعبية كبيرة اليوم نظراً لتكلفتها المنخفضة وجودة الصورة التي لا تزال “جيدة بما يكفي” بالنسبة للعديد من الأشخاص.
في عام 2018، شكلت أقراص DVD حوالي 52% من المبيعات، في حين شكلت أقراص Blu-ray حوالي 47%. وبعد مرور ثلاث سنوات، ارتفعت نسبة إنتاج أقراص DVD إلى 72%، مما أدى إلى انخفاض نسبة أقراص Blu-ray إلى 29% وعلى ما يبدو فإنّ تقنية التسعينات هذه وجدت ليستمرّ استخدامنا لها.
الرسائل النصية
على الرغم من استطاعتنا على سماع صوت شخص ما ورؤية وجهه من على بعد آلاف الأميال بفضل التكنولوجيا التي نشهدها اليوم، إلا أن الرسائل النصية لا تزال هي المسيطرة على هواتفنا وأجهزة حواسيبنا، فليس هناك من ينكر أنها أسهل وأسرع وسيلة تواصل، وقد بدأ ظهورها في التسعينات.
تم إرسال أول رسالة نصية قصيرة في 3 ديسمبر 1992 من جهاز كمبيوتر إلى هاتف، وجاء فيها “عيد ميلاد سعيد”، وقد كان انتشار الرسائل النصية بطيئًا، ولكن بعد ما يزيد قليلاً عن عقد من الزمن، أصبحت خدمة الرسائل النصيّة بين الهواتف المحمولة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع.
في الوقت الحاضر، تختلف شعبية الرسائل النصية القصيرة بشكل كبير حسب المنطقة، ولكنها شائعة الاستخدام في كل مكان، في الولايات المتحدة، على سبيل المثال يستخدم معظم الأشخاص iMessage أو SMS، بينما تعتمد العديد من البلدان الأخرى على WhatsApp وWeChat وTelegram.
سوني بلاي ستيشن
بدأت شعبية ألعاب الفيديو في التزايد في الثمانينات، ولكن أحد أكبر الأسماء ظهر وبدأ استخدامه في التسعينات، وقد أعلنت شركة سوني عن إصدار جهاز PlayStation الأصلي في عام 1994، ونظراً لأن PlayStation يستخدم قرصاً مضغوطاً، فقد كان قادراً على إنشاء ألعاب أكثر واقعية تجذب البالغين والأطفال على حد السواء.
وقد حقق PlayStation الأصلي نجاحاَ ساحقاً، حيث تم بيع 120 مليون جهاز منه، ثمّ واصلت شركة سوني تحقيق نجاحاتها في عام 2000 مع جهاز PlayStation 2، الذي كان أكثر شهرة، حيث بيع منه أكثر من 150 مليون وحدة تحكم.
حتى يومنا هذا، لا يزال جهاز PlayStation اسماً ضخماَ في ألعاب وحدة التحكم، واعتباراً من عام 2022، استحوذت شركة Sony على ما يقرب من نصف سوق ألعاب وحدات التحكم في جميع أنحاء العالم.
البلوتوث
يعتبر البلوتوث أحد أشهر تقنيات التكنولوجيا اللاسلكية التي يستخدمها معظم الناس بشكل يومي دون التفكير فيها مرتين، وقد تم اختراعه في عام 1994 على يد فريق من المهندسين في شركة إريكسون بقيادة الدكتور جاب هارتسن.
وكان الدافع وراء اختراع البلوتوث هو الحاجة إلى بروتوكول اتصال لاسلكي يمكنه توصيل الهواتف المحمولة بأجهزة الكمبيوتر وسماعات الرأس وغيرها من الملحقات عبر مسافات قصيرة دون قيود الاتصالات السلكية.
في الوقت الحاضر، تم دمج تقنية Bluetooth في أجهزة عديدة على غرار الهواتف الذكية، والساعات الذكية، وسماعات الرأس، والمصابيح الكهربائية، والمقابس، والمفاتيح، وآلات صنع القهوة وغيرها..
الهواتف الذكية
يفترض الكثير من الناس أن “أول هاتف ذكي” كان جهاز Blackberry أو ربما جهاز iPhone الأصلي، لكن في الحقيقة فإنّ أول هاتف بلاك بيري تم إطلاقه في التسعينات، إلا أنه لم يكن أول هاتف ذكي حيث تم منح هذا اللقب إلى جهاز IBM Simon منذ عام 1992.
وإذا كنت تتساءل حول سبب اعتباره “هاتفاً ذكياً”؟ فذلك لأنه كان يمتلك شاشة تعمل باللمس، حيث كانت لديه شاشة لمس LCD أحادية اللون مقاس 4.5 × 1.4 بوصة، كما كان لهذا الهاتف القدرة على إجراء مكالمات هاتفية، وإرسال واستقبال رسائل البريد الإلكتروني والفاكس، وكان يحتوي على عدد قليل من التطبيقات الكلاسيكية مثل دفتر العناوين، والآلة الحاسبة، والتقويم، والساعة العالمية، والمفكرة، وغني عن القول أن هذه الميزات قد استمرّ استخدامها بعد كل هذه السنوات
MP3 إم بي 3
ظهرت مشغلات MP3 وانتهى عهدها، لكن ملفات MP3 صمدت أمام اختبار الزمن، فإذا كنت تتعامل مع ملف صوتي على جهاز الكمبيوتر أو الجهاز المحمول الخاص بك، فمن المحتمل جداً أن يكون ملف MP3.
وقد تم إصدار تنسيق MP3 لأول مرة في عام 1991 وكان تطوير هذه التقنية فارقاً في سماع الموسيقى عبر الإنترنت خلال منتصف وأواخر التسعينات، حيث ساهمت قدرته على ضغط الملفات الصوتية دون خسارة كبيرة في الجودة إلى اعتماده على نطاق واسع.
كما كان لتنسيق MP3 تأثير كبير على صناعة الموسيقى، حيث غيّر طريقة توزيع الموسيقى واستهلاكها ورغم إصدار تنسيقات صوتية أحدث وأفضل، ولكن يظل MP3 خياراَ شائعاً؛ نظراً للتوازن الذي يوفره بين حجم الملف وجودة الصوت.
