غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

تقارير

تي-72 المخضرمة.. قصة الدبابة السوفييتية التي أنقذت روسيا في حرب أوكرانيا من “الهلاك”

دخلت الحرب الأوكرانية عامها الثالث الجهنمي٬ حيث تكبَّد الجانبان خسائر فادحة. وظلت الخطوط الأمامية ثابتة في الغالب٬ مع استمرار الروس في السيطرة على معظم الأراضي التي كانت لديهم منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022. وبعد تعرضها لخسائر فادحة في دروعها والدبابات في ساحة المعركة في أوكرانيا، تحولت القوات الروسية إلى دبابة القتال الرئيسية T-72 (تي-72) السوفييتية القديمة التي أنقذتها في الحرب من “الهلاك”، بحسب وصف معلقين عسكريين غربيين. فما هي هذه الدبابة وما قصتها؟

ما هي دبابة T-72 الروسية؟

كان لدى روسيا أسطول عملاق من الدبابات عند انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث ورثت 52.660 دبابة في عام 1992 مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، ثم تضاءل إلى 13.290 في عام 2017، أكثر من نصفها من طراز T-72 ولكنه ما زال أكبر أسطول دبابات في العالم، وفقاً لمعهد ستوكهولم للسلام للدراسات العسكرية قبيل بداية حرب أوكرانيا، وذلك من بين نحو 73.000 دبابة لدى كل دول العالم، وهذا يعني أن روسيا تمتلك ما نسبته 17.7% من إجمالي الدبابات في العالم.

وبدأ إنتاج الدبابة T-72 السوفييتية في عام 1971 واستمر لسنوات مع إجراء تحسينات مختلفة، ولكن تم إنتاج معظم دبابات T-72 التي تستخدمها روسيا بأوكرانيا في السبعينيات والثمانينيات، مما يعني أن متوسط ​​عمرها يتجاوز 40 عاماً. وتي-72 دبابة قتال رئيسية سوفييتية استمد تصميمها من دبابة القتال السوفييتية تي-62 كدبابة مطورة عن تي-62، ودخلت تي-72 خط الإنتاج عام 1971 ودخلت الخدمة في الجيش السوفييتي سنة 1973. وقد طورت روسيا دبابة محدثة عن الدبابة تي-72 في بداية التسعينيات حملت اسم تي-90 أنتجت في 1995.

وظهر قصور هذه الدبابة مبكراً وتحديداً عام 1991، في حرب تحرير الكويت بين القوات الأمريكية والعراقية، حيث كانت أحدث دبابة لدى الجيش العراقي، وتعرضت هي وغيرها من الدبابات الروسية الأقدم لهزيمة قاسية أمام الدبابة الأمريكية أبرامز، وتكرر الأمر في حرب العراق 2003-2010، حيث دمرت عشرات الدبابات في الحربين دون خسارة واحدة لصالح الدبابات العراقية.

لكن روسيا زودت دباباتها بدروع أحدث تعرف باسم الدروع التفاعلية، وهي دروع تحدث انفجاراً لمنع وصول الصاروخ للدبابة. ولكن تظل الدبابة T-72 معرضة للأسلحة المحمولة المضادة للدبابات، خاصةً الأسلحة التي تحتوي على رؤوس حربية ترادفية مصممة لهزيمة الدروع التفاعلية واختراق هيكل الدبابة.

وتزن دبابات T-72 الروسية ما بين 42 و46 طناً، بينما تزن دبابة Abrams المحدثة ما يقرب من 72 طناً، يجعل هذا الدبابة الروسية أقل تدريعاً وأكثر رشاقة.

كما أن محركها ضعيف، معظم محركات دبابات T-72 المستخدمة في أوكرانيا لديها محركات 840 حصاناً وأحدث طراز من T-72 به محرك بقوة 1130 حصاناً، ولكن يُعتقد أنه لا يوجد كثير من الطرازات الأحدث في أوكرانيا.

قوة المحرك في الدبابة مهمة لسببين: أولاً، تحتاج إلى عزم دوران لسحب الوزن الثقيل للدبابة، ويجب أن تتمتع الدبابة بالقدرة على التحرك بسرعة من الوقوف؛ حتى تتمكن من التحرك بسرعة بعيداً عن الهجوم عند اكتشاف صاروخ أو طلقة مدفعية.

لا تتسارع T-72 بشكل مماثل للدبابات الغربية، والعديد منها يفتقر إلى أجهزة الاستشعار التي يمكنها التقاط التهديدات بدقة.

وتمتلك أوكرانيا 3666 دبابة من طراز T-72، لكن لدى روسيا ضعف هذا العدد تقريباً، أي نحو 9950، تمثل نحو نصف أسطولها، حسبما ورد في تقرير لموقع wionews الأمريكي.

التسليح والذخيرة في دبابة T-72 

  • المدفع الرئيسي: عيار 125 مم طراز 2A46M/ D-81TM أملس السبطانة.
  • رشاش موازٍ للمدفع: عيار 7.62 مم (7.62× 54R) طراز PKT.
  • رشاش م/ط: عيار 12.7 مم (12.7×108) طراز AA MG NSVT.
  • بندقية آلية: عيار 7.62 طراز كلاشينكوف.
  • أسلحة الطاقم.
  • ذخيرة المدفع: 44 قذيفة مدفعية 22 منها ضمن جهاز التلقيم الألي والباقي موزعة ضمن برج الدبابة وهي على ثلاثة أنواع:

1- القذائف الخارقة للدروع: تستخدم للرمي على الدبابات حتى مسافة 4000م.

2- القذائف الجوفاء: تستخدم للرمي على الدبابات المعادية وأبواب الحصون حتى مسافة 4000م.

3- القذائف المتفجرة: تستخدم للرمي على تجمعات المشاة والمركبات الخفيفة التصفيح والتحصينات المعادية حتى مسافة 5000م رمي مباشر وحتى مسافة 9400 رمي غير مباشر.

  • ذخيرة الرشاش 7.62مم: 2000 طلقة.
  • ذخيرة الرشاش 12.7مم: 300 طلقة.

تي-72 المخضرمة.. قصة الدبابة السوفييتية التي أنقذت روسيا في حرب أوكرانيا من “الهلاك”

ورقة الحظ الرابحة التي لا يملكها الناتو.. كيف أنقذت دبابة T-72 الجيش الروسي في حرب أوكرانيا؟

تقول مجلة فوربس إن تجهيز المزيد من الوحدات الروسية بالدبابات السوفييتية القديمة T-72 بعد خسائر فادحة في أنظمتها الأحدث في الحرب الأوكرانية، كان هناك دليل إضافي على أنه على الرغم من الجهود البطولية التي بذلها الكرملين٬ ومع أنه من المخططين لتوسيع إنتاج نماذج دبابات أكثر حداثة، فإن الخسائر الفادحة في أوكرانيا كانت تجر الروس إلى الماضي في أسلحتهم.

ربما هذا شيء جيد. ففي نهاية المطاف، حرب أوكرانيا هي حرب أرقام وحرب وقت. وروسيا لديها كليهما٬ ويبدو أن الأنظمة الروسية الأقدم تعمل بشكل جيد بالنسبة للروس في هذه الحرب وتنقذها من خسارة إنجازاتها٬ لأن الروس يتغلبون على أوكرانيا في هذه المعركة٬ على الرغم من المساعدات والدعم الغربيين السخيين لكييف.

لم يكن لدى الروس، مثل الأمريكيين، عدد كافٍ من الأنظمة المتقدمة في الاحتياط. لذلك، عندما فقدت أو تضررت منصاتها الأكثر تعقيداً – والأكثر تكلفة – في القتال، تشكلت فجوات استراتيجية خطيرة في قدراتها. ولسد هذه الفجوات ومنع الأوكرانيين من استغلال نقاط الضعف هذه، لجأت روسيا إلى دباباتها وطائراتها ومنظوماتها الصاروخية الأقدم والأكثر موثوقية لإخراج جيشها من هذا المأزق. وبفضل قاعدتها الصناعية الدفاعية المتفوقة، كانت روسيا تنتج هذه الأنظمة السوفييتية القديمة مثل “النقانق”.

ومع ذلك، فإن روسيا، مثل جميع القوى الكبرى، وصلت إلى مرحلة أصبحت فيها منصاتها الأكثر تطوراً مكلفة للغاية بحيث لا يمكن إنتاجها ونشرها بكميات كبيرة بطريقة تجعل خسارة هذه الوحدات في القتال مرهقة لوضع قوتها الإجمالي. ويمكن لموسكو أن تحسب نفسها محظوظة بأن لديها أعداداً هائلة من هذه الدبابات القديمة في الاحتياط٬ حيث لا يتمتع حلف الناتو ولا الولايات المتحدة بمثل هذا الحظ من الأسلحة القديمة التي يمكن أن تحتاج إليها في وقت ما.


اشتري وجبة شاورما لـ شخص 1 من طاقمنا، (ادفع 5 دولار بواسطة Paypal) | لشراء وجبة اضغط هُنا


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة