غـــــــــــزة

يـــــــــــوم

أخبار

خبراء وأكاديميون يطالبون بدور تركي عربي مشترك لوقف العدوان على غزة.. ما الذي يعرقله؟

دعا خبراء وأكاديميون إلى دور تركي عربي مشترك، لوقف العدوان على غزة، مؤكدين أن تركيا والدول العربية غير قادرة منفردة على لعب دور مهم في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار دون توحيد الجهود.

من جانبه، شدد الدكتور في العلاقات الدولية، علي باكير، في حديثه لـ”عربي بوست”، على أنه “من الصعب على تركيا أن تقوم بمواجهة القوى الغربية وأمريكا منفردة، مشيراً إلى أهمية أن يكون هناك دور عربي تركي مشترك يستطيع ممارسة الضغوط على القوى الدولية الداعمة للاحتلال، والتي تعطيه الضوء الأخضر ليفعل ما يشاء، لا سيما أمريكا وبريطانيا وألمانيا”.

وقال: “علينا أن نعترف بأن هناك حدوداً للجانب التركي بشأن ما يمكنه فعله بما يتعلق بوقف العدوان على غزة، وذلك ليس بسبب القدرات الذاتية فقط، مثل عدم وجوده المباشر على تماس مع قطاع غزة، وإنما أيضاً لأن الجانب الإسرائيلي يحظى بدعم القوى الدولية”.




وأكد باكير الخبير في الشأن التركي، أهمية ألا يكون الدور العربي مقوّضاً لما يمكن لأنقرة أن تقوم به بشأن غزة، موضحاً: “إذا ما حاولت تركيا أن ترفع سقف تحديها للموقف الإسرائيلي بشكل عملي، فإن أول من يواجهها في هذا المجال بعض الدول العربية، التي لا تريد لأنقرة أن تلعب دوراً أكبر في القضية الفلسطينية”.

عما يمكن لتركيا أن تفعله، أشار باكير إلى أنها بلورت مبادرة فيما يتعلق بتحقيق الأمن والاستقرار على المدى المنظور، من خلال طرح أن تكون موجودة على الأرض داخل الأراضي الفلسطينية.

خبراء وأكاديميون يطالبون بدور تركي عربي مشترك لوقف العدوان على غزة.. ما الذي يعرقله؟

الأمر الآخر، وفق المتحدث ذاته، أن “تلعب تركيا دور الضامن، كما هو الحال في الدور التركي في قبرص، ولكن هذا الطرح لا يعتمد فقط على ما يريده الجانب التركي، فنحن نعلم أن هناك عدداً من الدول العربية رفضت هذا المقترح، ولا تريد أن تشارك في مثل هكذا مبادرة”، بحسب قوله.

في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده طرحت فكرة نظام تكون فيه ضامنة للأطراف من أجل إحلال السلام الدائم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مقترحاً أن تكون تركيا ضامناً مع دول أخرى للفلسطينيين، وأن تكون هناك أطراف دولية أيضاً ضامنة لـ”إسرائيل”.

لكن باكير أضاف أيضاً أن “الجانب الإسرائيلي لا يمكن أن يوافق على هذا المقترح، بالإضافة إلى أن قبول الجانب الأمريكي لهذه المبادرة التركية صعب جداً”.

ورأى أنه “يتعين على الجانب التركي والدول العربية التوصل إلى دور مشترك للتعاون في تحقيق الأولوية الحالية، وهي وقف العدوان على غزة”، مشدداً على أن تركيا لوحدها لا يمكنها تحقيق ذلك.

وتابع أن “تركيا تعمل حالياً ضمن القدرات المستطاعة على المستوى السياسي والدبلوماسي، لتحقيق أولوية وقف العدوان على غزة من خلال الدور التركي الذاتي، وبالتعاون مع اللاعبين الإقليميين والدوليين، لكن الجانب الإسرائيلي أفشل جميع محاولات السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وهو من خلال العدوان المستمر على قطاع غزة والمجازر اليومية يؤكد أن الإسرائيليين لا يسعون إلى السلام”.

“المزيد من العمل”

رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي، أكد في حديثه لـ”عربي بوست” على هامش مشاركته في منتدى “TRT World”، أن الدور التركي فيما يتعلق بالعدوان على غزة “بحاجة إلى مزيد من العمل”.

لكنه أشاد أولاً بالدور التركي الذي كان حاضراً على الصعيد الإنساني والسياسي، مثل استدعاء السفير التركي ومغادرة السفير الإسرائيلي، وتوقف حركة الطيران بين الجانبين، وقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجمع أدلة ومحامين ومتخصصين لتقديم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للمحاكمة في المحكمة الجنائية الدولية، وإحالة مجرمي الحرب في العدوان على غزة إلى المحاسبة، واعتبار “حماس” حركة مقاومة وليست “منظمة إرهابية”.

كل ذلك اعتبره الشايجي خطوات جيدة، و”لكنها تحتاج إلى مزيد من العمل، وكذلك الأمر بالنسبة للدول العربية والإسلامية، فالقمة التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لم تكن على المستوى، ولم يكن هناك تفعيل لقرارات القمة العربية، والقمة الإسلامية التي عقدت لاحقاً”.

وقال: “نأمل من تركيا أن يكون لها دور مشترك مع الجهد العربي والإسلامي، لتحقيق اختراق للحصار في غزة، ومحاسبة حقيقية لإسرائيل، لأن ما يجري بالفعل جريمة حرب ومجازر، وسط دعم أمريكي يجب أن يقابله موقف عربي وإسلامي”.

وانتقد أنه “لم يتم إدخال أية مساعدات إلا بالوساطة القطرية مع مصر والولايات المتحدة”.

خبراء وأكاديميون يطالبون بدور تركي عربي مشترك لوقف العدوان على غزة.. ما الذي يعرقله؟

عن الدور الخليجي لوقف العدوان على غزة، قال إن “دول الخليج لديها تباين في الموقف، ولكنْ هناك إجماع على وقف الحرب، ورأينا مشروع القرار العربي بشأن وقف إطلاق النار بشكل فوري الذي قُدم من دولة الإمارات، التي هي ممثل المجموعة العربية في مجلس الأمن، وكان قراراً كنا نتمنى ألا يواجه بالفيتو الأمريكي ضده”.

وتابع بأن “تصويت أمريكا ضد تبني قرارٍ لمجلس الأمن بوقف الحرب على قطاع غزة، يستوجب أن نرى دوراً عربياً وإسلامياً أكبر مما نشهده اليوم، فالمطلوب هو مزيد من الضغط”.

بشأن دور الكويت فيما يتعلق بوقف النار في غزة، قال الأكاديمي الكويتي: “هناك توزيع للأدوار بين دول الخليج، فالوساطة هي لقطر، لأن لديها علاقات مع كل الأطراف، وخاصة حماس، أما الكويت ليس لديها هذه العلاقة أو دور وساطي، لكن لديها دور إنساني ودبلوماسي، لا سيما أنها واحدة من أكثر الدول التي أرسلت مساعدات للفلسطينيين في القطاع منذ بداية العدوان على غزة”.

حول الدور الدبلوماسي لقطر، قال الشايجي إنها “برعت فيه بشكل واضح، ولديها ثقة الأطراف جميعها، وهي تتصدر المشهد، وأداؤها مميز بهذا الإطار، لذلك فإن الكويت تدعم مساعي قطر في التوصل إلى وقف إطلاق نار، ولو مؤقتاً، في غزة”، مؤكداً أنها “تدعم كذلك جميع المطالب والمواقف التي تصدر عن القمة العربية والقمة الإسلامية، الداعية لوقف العدوان على غزة”.

تجنب الخلافات لتحقيق جهد مشترك

بدوره، وافق عبد الله باعبود، الأكاديمي العماني في العلاقات الدولية، لـ”عربي بوست”، على ما ذهب إليه سابقوه، بأن “تركيا لوحدها، والدول العربية لوحدها، لا يمكن أن يغيروا شيئاً في الواقع الحالي، بما يتعلق بالعدوان على غزة”.

وقال: “لكن إذا كان هناك تعاون بين تركيا والدول العربية والإسلامية، يمكن أن نضغط على هذا العالم الذي تسيطر عليه القوى الغربية التي كانت استعمارية في المنطقة، والتي تسيطر على النظام العالمي والمؤسسات الدولية”.

اعتبر باعبود أن ما يحصل اليوم على مستوى العالم من تغيير الدول لهجتها، بعدما رأت ما تقوم به إسرائيل من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، يجب الاستفادة منه عربياً وتركياً”.

ورأى أن هناك ضرورة لتجنب الخلافات بين دول الإقليم، موضحاً أن “القوى الغربية تسيطر على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فلا بد من تعاون إقليمي عربي إسلامي دولي، بحيث نتمكن من الضغط على الغرب فيما يتعلق بوقف العدوان على غزة”.

عن الخلافات التي تحول دون ذلك، قال: “نحن نسمع أشياء لا تصدق، مثل أن بعض الدول العربية تدفع إسرائيل إلى أن تقضي على حماس بحجة أنها تحمل فكر الإخوان المسلمين وتتلقى دعماً إيرانياً!”.

وأضاف مستهجناً: “بل هناك من يسقط فكرة الأيديولوجيا والإسلاموفوبيا على المنطقة، ويسقط البعد التنافسي الإيراني-العربي والشيعي-السني في المنطقة، في حين نرى أن الأطفال والنساء والمدنيين بشكل عام والشعب الفلسطيني يباد أمام أعيننا، ولا يزال البعض يحمل في نفسه هذا الحقد على هذه الجماعات الإسلامية أو تلك”.

وشدد على أنه “حان الوقت لتجنب الخلافات، لأن ما يحصل هو حرب ضد الإنسانية، وليس حرباً فقط ضد العرب والمسلمين، فالإسرائيليون يقتلون البشر بأطيافهم، ويرون الشعب الفلسطيني بمنزلة أقل من البشرية، كما جاء على لسانهم في تشبيه الفلسطينيين بالحيوانات، والدعوات إلى قتلهم”.

خليجياً، اعتبر باعبود أنه في “الجهد الخليجي على المستوى الرسمي العلني، نرى توافقاً إلى حد ما، بضرورة وقف الحرب فوراً، لكن على المستوى الآخر، فإن هناك دولاً عربية تريد الاستفادة مما يجري لصالح عدائها مع الإسلاميين وإيران”.

خشية استخدام ورقة النفط

عند سؤاله إن كان بإمكان الدول الخليجية خاصة والعربية عامة، استخدام ثرواتها لتحقيق ضغط على أمريكا والدول الغربية لفرض وقف إطلاق للنار في غزة، استبعد عبدول حدوث ذلك.

وأوضح أن “ورقة النفط لا يمكن استخدامها كورقة ضغط، وسبق أن استعملت في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولم تكن بالمستوى المطلوب”.

وكانت الدول العربية اتخذت قراراً بالحظر النفطي، لمواجهة المد الإسرائيلي نحو الأراضي العربية، واستهدف الولايات المتحدة والدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وبسببه تكبد الاقتصاد الأمريكي خسائر كبيرة، وامتدت فترته من 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973 حتى 18 مارس/آذار 1974.

يرى باعبود أن “الدول الخليجية المنتجة للنفط، بأشد الحاجة إلى المداخيل، فالاعتماد تغير منذ 1973 من اعتماد الغرب على النفط الخليجي، إلى أن أصبحت دولنا هي المعتمدة على أموال الغرب في شراء النفط”.

وأكد أن “اقتصاد دول الخليج قد ينهار في حال استخدام ورقة النفط، فهي لا تزال دولاً ريعية معتمدة على النفط بشكل أساسي في اقتصادها”.

خبراء وأكاديميون يطالبون بدور تركي عربي مشترك لوقف العدوان على غزة.. ما الذي يعرقله؟

وكان وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح، رفض في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إمكانية استخدام النفط وسيلة لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

وقال الفالح: “إنّ ذلك ليس مدرجاً لدينا، والسعودية تحاول تحقيق السلام من خلال المفاوضات”.

يشار إلى أن قمة عربية وإسلامية عقدت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في العاصمة السعودية الرياض، بمشاركة تركية، بعد 36 يوماً من بدء العدوان، ركّزت على رفض توصيف الحرب الانتقامية الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس أو تبريرها تحت أية ذريعة، في حين لم تخرج القمة بإجراءات فورية لوقف العدوان على غزة.

يذكر أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدواناً دموياً على قطاع غزة، خلّف 18205 شهداء و49645 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.


اشتري وجبة شاورما لـ شخص 1 من طاقمنا، (ادفع 5 دولار بواسطة Paypal) | لشراء وجبة اضغط هُنا


شبكة الغد الإعلامية - مؤسسة إعلامية مُستقلة تسعى لـ تقديم مُحتوى إعلامي راقي يُعبّر عن طموحات وإهتمامات الجمهور العربي حول العالم ونقل الأخبار العاجلة لحظة بلحظة.

منشورات ذات صلة