/* توسيط جميع عناصر figure */ figure { display: flex; justify-content: center; align-items: center; width: 100%; /* ضمان اتساع العنصر بما يناسب الحاوية الأم */ margin: auto; /* وسط العنصر بشكل تلقائي */ flex-direction: column; /* ترتيب العناصر بشكل عمودي */ } /* توسيط الإطار المضمن */ .wp-block-embed__wrapper { display: flex; justify-content: center; align-items: center; width: 100%; /* اتساع الحاوية بما يناسب العنصر الداخلي */ } iframe { margin: auto; /* وسط الإطار في الحاوية الخارجية */ display: block; /* تأكد من أن الإطار يعرض ككتلة */ }
بالتأكيد، جميعنا يعرف كيف لا يفعل شيئاً، حيث ندرك كيفية الاستلقاء وإضاعة الوقت، لكننا في الحقيقة مشغولون جداً عن القيام بذلك، وحتى عندما نقوم به، غالباً ما تكون أذهاننا مشغولة بأشياء أخرى، حيث يصعب علينا الاسترخاء والاستمتاع بالعدم.
وفي حين يعتبر العديد من الناس أنّ عدم القيام بأي شيء مضيعة للوقت، يرى البعض الآخر أنه يمكن أن يكون شكلاً من أشكال الفن، نعم كما سمعت، هناك موهبة تشتهر بفنّ القيام باللاشيء، تقترح علينا استعادة متعة الزمن، والتأمل في وجودنا، كما يساعدنا هذا الفن على تحسين حياتنا، والتخلص من التوتر، وجعلنا أكثر إنتاجية في حياتنا ومهامنا اليومية.
في هذا التقرير، سوف نحدّثك عن فن القيام باللاشيء وكيفية القيام به حتى تعيش الحياة ببطء وتستمتع بكل لحظاتها وتفاصيلها:
ماهو فن القيام باللاشيء؟
اُكتشف فن القيام باللاشيء لأوّل مرّة من قبل الصحفية والمدوّنة أولجا ميكينج، عام 2018، وهو مصطلح هولندي يعني حرفياً “عدم فعل أي شيء”، وكونها كانت مهتمة بالمصطلح الذي لا يوجد مثيل له في أي لغة أخرى، قررت الصحفية كتابة مقال حول هذا الموضوع ونشره في صحيفة “نيويورك تايمز”.
وقد لاقى المقال استحساناً وانتشاراً واسعين، مما أدى إلى توقيع صفقة نشر لكتاب تناولت فيه الفكرة بعنوان “احتضان الفن الهولندي في عدم القيام بأي شيء”، صدر الكتاب في نهاية عام 2020، وقد تمت ترجمته إلى 13 لغة مختلفة، ولا تزال الترجمات مستمرة، بما في ذلك اللغة الإيطالية وفقاً لصحيفة la republica الإيطالية.
وفي كتابها، تشير ميكينج إلى أهمية الاسترخاء والتخلي عن الضغوط والتوقعات في الحياة اليومية بدلاً من الاهتمام المفرط بالنتائج والأهداف، حيث يدعو هذا الفن إلى التمتع باللحظة الحالية واستعادة الرغبة في الأنشطة البسيطة مثل الأكل والمشي، دون الضغط على النفس بأن تقوم بأشياء مفيدة مرهقة، إنه نوع من الاستراحة الذهنية، حيث يمكن للشخص أن يتوقف لفترة معينة عن القيام بأي شيء محدد ويسمح لنفسه بالاسترخاء التام.
وبفضل عملها وجهودها، أصبح مفهوم “فن القيام باللاشيء” موضوعاً مثيراً للاهتمام على الصعيدين الوطني والعالمي، مما يبرز أهمية الاسترخاء والتوازن في حياة الفرد والمجتمع.
فما هي الخطوات الأساسية للبدء في ممارسة فن اللاشيء؟ وكيف يمكن للشخص تطبيقه في الحياة اليومية؟ إليك خطوات هذا الفن:
ابدأ بالأمور الصغيرة
عدم القيام بأي شيء، في معناه الحقيقي، قد يكون أمراً مربكاً إذا حاولت تجنب القيام بأشياء كثيرة تعودت عليها في وقت واحد. لذا، ابدأ بالأشياء الصغيرة، في البداية ركز على فترات قصيرة من الزمن، مثل 5-10 دقائق في كل مرة، وابدأ جلسات التدريب الخاصة بك في مكان هادئ وآمن – مثل المنزل – بعيداً عن الضوضاء والتشتيت.
قد لا تكون جاهزاً أيضاً لتجربة فن القيام باللاشيء في الأماكن الخارجية، لذا اختر مكاناً هادئاً في منزلك، مثل غرفة النوم أو غرفة المعيشة.
أغلق كل مصادر التشتيت مثل التلفاز، والكمبيوتر، والهواتف النقالة، وأجهزة التواصل الاجتماعي، إن عدم القيام بأي شيء يمكن أن يكون صعباً خاصة عندما تلفتنا أدوات الاتصال المتاحة لدينا لتشغيلها.
الآن، أغلق عينيك ولا تفعل شيئاً نعم، قد يعتبر البعض أنهم يفعلون شيئاً حتى عندما يجلسون ببساطة ويغمضون عيونهم، لكن المقصود هنا هو الاسترخاء وعدم القيام بأي نشاط فعلي، انسَ الهواتف والتشتيت واستمتع بالهدوء.
بعد 5-10 دقائق من عدم القيام بأي شيء، يمكنك الذهاب للقيام بشيء ما، لكن حاول أن تفعل ذلك كل يوم، أو على الأقل تكراره قدر الإمكان، لأنه من غير الممكن أن تصبح فناناً بدون ممارسة.
تنفَّس بعمق
الخطوة الأولى التي يجب أن تبدأ بها رحلتك نحو إتقان هذا الفن هو التركيز على تنفسك، إذا كان ذلك يبدو مربكاً بالنسبة لك مثل التأمل، فلا داعي للقلق، دعنا نتجاوز هذه الشكوك، نحن هنا للتركيز على التنفس، فقط.
ابدأ بالتنفس ببطء عبر الأنف، ثم انفخ الهواء ببطء عبر الفم، راقب تنفسك بعناية وتركيز وكيف يتدفق الهواء إلى رئتيك ويملأهما، ثم اشعر بالهواء وهو يخرج ببطء من جسدك عبر الفم، واشعر بإفراغ رئتيك بشكل مريح.
قم بذلك لمدة 5-10 دقائق، إذا كنت قادراً عليه، وعندما تبدأ في التفكير في أشياء أخرى، مثل الرغبة في قراءة مقال على موقع “عربي بوست” فقط قل لنفسك لا، ليس الوقت المناسب، سأقوم بذلك في وقت لاحق”، وركز مرة أخرى على التنفس.
الاسترخاء
تمثل أساليب الاسترخاء التي يتضمنها فن القيام باللاشيء إحدى الطرق الرائعة لمساعدتنا في التحكم في التوتر، فالاسترخاء ليس فقط صفاء الذهن، بل هو عملية تساعد على تخفيف تأثير التوتر في العقل والجسم.
وتتضمن أساليب الاسترخاء التركيز والوعي، حيث تركز انتباهك على شيء يشعرك بالهدوء وتزيد وعيك بجسمك، من بين هذه الأساليب:
- الاسترخاء التلقائي: تعتمد هذه الطريقة على استخدام الصور البصرية التخيلية ووعيك بجسمك لتقليل التوتر، يمكنك تكرار كلمات مهدئة في عقلك وتصوّر مكاناً تحبّه من الطبيعة الهادئة.
- تقنية الاستجابة: تعتمد هذه الطريقة على تكرار كلمات مهدئة وتخيل مكان هادئ للحصول على الاسترخاء وتخفيف التوتر.
- استرخاء العضلات التدريجي: تركز هذه الطريقة على شد وإرخاء مجموعات العضلات بشكل تدريجي، مما يساعد في زيادة الوعي بالتوتر والاسترخاء.
تذكر أن استخدام أي من هذه الأساليب يمكن أن يساعدك في التعامل مع التوتر اليومي وتحسين جودة حياتك اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك أيضاً تجربة التأمل، التدليك، التاي تشي، اليوغا، العلاج بالفن والموسيقى، وغيرها من أساليب الاسترخاء المختلفة لتجد ما يناسبك ويساعدك في التخلص من التوتر والاسترخاء.
الاستحمام
في مرحلة متقدمة من فن عدم القيام بأي شيء، يمكن أن يكون الاستحمام تجربة مريحة ومهدئة بشكل خاص ومع ذلك، لا ينبغي لأولئك الذين يبدأون في هذا الفن القيام بهذه المرحلة قبل أن يكتسبوا خبرة كافية في الخطوات الأولى.
في مرحلة الاستحمام، يجب أن يكون الماء دافئاً جداً، ويُفضل وجود بعض الفقاعات، كما يُفضل أيضاً الابتعاد عن جميع عوامل التشتت وضمان عدم إزعاجك من قبل أحد خلال الاستحمام.
بمجرد دخولك إلى الحمام، ادخل ببطء وركز على كل جزء من جسمك وهو يتلقى الدفء والاسترخاء، وأثناء الاستحمام، يمكنك الاستمتاع بقراءة كتاب جيد أو الاستماع إلى موسيقى هادئة، مما يعزز الشعور بالاسترخاء.
متع نفسك بتناول الأطعمة والمشروبات اللذيذة
فن القيام باللاشيء يمكن أن يصبح أكثر روعة عندما تمتع نفسك بتناول مشروبات وأطعمة لذيذة، حيث يمكن أن تضفي المشروبات الساخنة مثل الشاي الطازج أو القهوة المحمصة برائحتها الفواحة والنكهة الغنية لحظات من الاسترخاء العميق.
المهم في هذه الخطوة، هو أنك عند تناول المشروبات، جرب أن تعيش في الحاضر بشكل كامل، اترك كل التفكيرات جانباً وركز فقط على تذوق كل قطرة من المشروب، واستشعار الحرارة أو البرودة، وتذوق النكهة بكل تفاصيلها، واغمض عينيك وتأمل في كل تجربة.
أما بالنسبة للأطعمة، فهي توفر فرصة ممتازة للاستمتاع بتجارب التذوق، جرب التوت الناضج أو الحلويات اللذيذة، امضغ الطعام ببطء وانغمس في تجربة كل قضمة، اشعر بالملمس والطعم واستمتع بلحظات الطعام بكل تفاصيلها، وبالوقت الممتع الذي تقضيه مع هذه الأطعمة اللذيذة.
مارس فن القيام باللاشيء في الطبيعة
عندما تصل إلى مراحل متقدمة في فن عدم القيام بأي شيء، فقد حان الوقت لاستكشاف هذا الفن الرائع في الطبيعة، اختر مكاناً هادئاً، سواء كان في الحديقة أو الغابة أو على شاطئ البحر، حيث يمكنك الاستمتاع بالهدوء والسكينة بعيداً عن صخب الحياة اليومية.
في هذا المكان الهادئ، قم بممارسة فن عدم القيام بأي شيء لمدة تتراوح بين 20 دقيقة وساعة أو أكثر إذا كنت تشعر بالراحة، استمتع بالغوص في هذا الهدوء، وتمتع بالتأمل في الطبيعة المحيطة بك، ركز على كل تفصيل صغير، كالنباتات والماء والحياة البرية، وتأمل في عظمة الطبيعة وجمالها.
فن القيام باللاشيء في حياتك اليومية
عندما تصل إلى المرحلة النهائية في إتقان فن عدم القيام بأي شيء، يمكنك دمج هذا الفن في حياتك اليومية بطرق عدة، إليك بعض الطرق التي يمكنك فيها تطبيق هذا الفن:
- الانتظار دون فعل أي شيء: عندما تكون في الطابور أو في انتظار دورك في عيادة الطبيب، جرب عدم القيام بأي شيء، لا تقرأ أو تشاهد هاتفك الجوال، بل ركز على تنفسك ومحيطك.
- القيادة بتركيز تام: عندما تكون في الطريق، حاول عدم القيام بأي شيء آخر غير القيادة بتركيز كامل، لا تستمع للموسيقى، ولا تجرِ مكالمات هاتفية، بل ركز على الطريق والسيارات من حولك.
- الاسترخاء في الفوضى: في بيئة مزدحمة مثل مكان العمل، جرب عدم القيام بأي شيء وسط الفوضى، أغلق عينيك واسترخِ لبضع دقائق، وفكر في تنفسك وكيف يمكنك الاسترخاء.
في النهاية، تذكر أن هذا الفن يتطلب التدريب والصبر، جرب تطبيقه في حياتك اليومية بشكل متكرر، وستلاحظ كيف يمكن أن يساعدك على الاسترخاء والتركيز بشكل أفضل في مواقف مختلفة.