نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الثلاثاء 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، تقريراً سلطت فيه الضوء على إقبال الأمريكيين على اعتناق الإسلام، بعد معركة “طوفان الأقصى”؛ إذ قالت الصحيفة إن الشباب في أمريكا يبحثون عن مغزى للحياة، ووجدوا ضالتهم في اعتناق الإسلام.
ويأتي هذا في وقت ضجّ موقع تيك توك، بالتزامن مع حرب الاحتلال على غزة، بفيديوهات توثّق اعتناق الشباب الأمريكي للإسلام، كان أبرزها الناشطة والتيكتوكر الأمريكية ميغان رايس، التي أعلنت اعتناقها الإسلام وارتداءها الحجاب، وذلك بعد أيامٍ قليلة من إعلان دعمها لصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وبحثها عن سرّ هذا الصمود، بدعوتها إلى التأمل في القرآن الكريم.
ونطقت ميغان رايس، في بثّ مباشر عبر صفحتها الخاصة على “تيك توك”، الشهادتين، معلنةً دخولها الإسلام، وقالت ميغان، التي ظهرت بالحجاب، إنها تشعر بالأمان والسلامة.
“طوفان الأقصى” كان حافزاً
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن علماء متخصصين في دراسة الإسلام، إن عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت تمثل “في ظاهرها” ضربة قوية للمسلمين في الولايات المتحدة، كانت فعلياً “حافزاً” لجعل الأمريكيين فضوليين ومهتمين بفهم الإسلام.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في السنوات التي تلت أحداث 11 سبتمبر/أيلول، اعتمد الدعاة المسلمون على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الإسلام، حيث يروجون له “بلغة إنجليزية لا تشوبها شائبة” بطريقة إيجابية وموضوعية ومحبة للسلام، وتابعت أن الشباب الأمريكي من جيل “زد” يتهافتون مؤخراً على منصة (تيك توك)، وانخرطوا “مسرورين” في قراءة القرآن، وكانوا في غاية الحماس بشأنه، حتى إن البعض منهم اعتنق الإسلام.
وبعد شنّ “حماس” حملتها العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، زاد اهتمام الأمريكيين بقراءة القرآن والتعرف على الإسلام، وبحسب يديعوت أحرونوت، فقد عثر الإسلام هذه المرة على جمهور “مثالي” من الشباب المولودين بين منتصف التسعينيات وأوائل عام 2010، الذين وجدوا في القرآن وعلومه منطلقاً لوجهات نظرهم العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الشابة الأمريكية رايس قامت قبل شهر بتحميل مدونة على تطبيق تيك توك عبّرت فيها عن إعجابها بالإسلام وصمود الشعب الفلسطيني، ولم تضيّع رايس أي وقت، فبدأت بقراءة سور من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وفي غضون أسابيع ارتدت رايس الحجاب، واعتنقت الإسلام ديناً.
فيما قالت الباحثة في العلوم السلوكية في العصر الرقمي، الدكتورة ليراز مرغليت، رأياً أشد حدة تجاه ما يعنيه إقبال الشباب الأمريكي نحو الإسلام، إذ تدعي أن هذا الجيل مهتم بالأمور “السطحية”، وأنه “يسترشد بما يضعه على الخريطة، ويبرر وجوده، ويمنحه الشعور بأنه حي”، مضيفة: “أنا لا أقصد القول إنهم جميعاً سطحيون، فهم يبحثون عن معنى” لحياتهم.
ويشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت، حتى مساء الثلاثاء 18 ألفاً و412 قتيلاً و50 ألفاً و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.