الأموات لم يسلموا من جرائم الاحتلال! صدمة من تدمير مقابر غزة واتهامات لإسرائيل بسرقة الجثث

أثار مشهد المقابر التي دمَّرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة حالة صدمة بين الفلسطينيين، حيث هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي عدة مقابر في شمال القطاع خلال توغله البري المستمر، بينما اتهمت منظمة حقوقية قوات جيش الاحتلال بسرقة جثث يُعتقد أنها لنشطاء فلسطينيين.

بعد انسحاب الدبابات من بعض هذه المقابر والمناطق المحيطة بها، بدأ السكان العائدون في تقييم حجم الدمار الذي خلَّفته، إذ قال عابد صباح، وهو صحفي مقيم في غزة، لموقع Middle East Eye البريطاني، السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، “لم يتركوا شيئاً في مكانه”. 

في تقرير من مقبرة الفالوجا التي دمرتها آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا، قال الصحفي عابد صباح إن الجرافات العسكرية نبشت القبور، ما تسبب في اختلاط بعض المقابر ببعضها.

حاول بعض السكان يائسين إيجاد أقاربهم المتوفين بين الأنقاض على أمل إعادتهم إلى قبورهم. وقال أحد السكان لقناة الجزيرة: “أتيت لزيارة قبرَي أخي وعمي ولم أجدهما، حفرت… وبحثت عن اسميهما ولم أعثر لهما على أثر”.

تجريف المقابر في شمال قطاع غزة

وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، خرَّبت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن ستة مقابر في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

في إحدى الحالات وجد التقرير أن صور الأقمار الصناعية أظهرت مركبات مدرعة تعمل فوق ما كان مقابر سليمة في حي الشجاعية بمدينة غزة. وأظهرت صور التقطها صحفيون محليون في مقابر أخرى آثار جرافات وشواهد قبور مبعثرة.

تقع المقابر المتضررة في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومدينة غزة. وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه وثق أضراراً لحقت بمقبرة الفالوجا ومقابر علي بن مروان والشيخ رضوان والشهداء والشيخ شعبان، بالإضافة إلى مقبرة كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة ومقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا الشمالية.

بينما قال جيك غودين، الصحفي الاستقصائي في شبكة سكريبس نيوز، الذي حلل صور الأقمار الصناعية، لموقع Middle East Eye، إن الصور قبل وبعد تظهر نشاط تجريف في بعض المقابر.

كما قال غودين: “يمكنك رؤية خطوط طويلة من الرمال المجرفة، وحين تراجع  صور الأقمار الصناعية تلاحظ أن شواهد القبور لم تعد موجودة، مجرد رمال مجرفة وأماكن مخصصة للآليات الإسرائيلية”.

فيما رُصدت مقبرة بن مروان في الشجاعية، التي جرف الجيش الإسرائيلي جزءاً منها كما يظهر في صور الأقمار الصناعية، في مقطع فيديو نشره الجيش في 10 ديسمبر/كانون الأول.

يظهر جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في المقطع وهم يطلقون النار على المقبرة، بل ويستخدمون قاذفة قنابل يدوية، ولم يعلق جيش الاحتلال على سبب استهداف المقابر والعمل فيها.

اتهام الاحتلال الإسرائيلي بـ”سرقة الجثث”

تعتبر الهجمات المتعمدة على المقابر وغيرها من الأماكن ذات الأهمية الدينية جرائم حرب. واتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان القوات الإسرائيلية بـ”تدمير عشرات القبور دون أي اعتبار لحرمة الموتى”.

كما قالت المنظمة الحقوقية إن الجيش الإسرائيلي فضلاً عن تدمير المقابر خرب بعض القبور، و”سرق جثث يعتقد أنها تخص نشطاء فلسطينيين”.

وقالت المنظمة في بيان لها إن “إسرائيل تنتهك بشكل منهجي حرمة الموتى والمقابر، في مخالفة فاضحة لمبادئ القانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب الخاصة بحماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة”.

وحال هدم المقابر أيضاً دون وصول الفلسطينيين إلى مواقع الدفن، ما اضطر كثيرين إلى دفن أقاربهم في أماكن غير معتادة في أنحاء القطاع. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية السكان وهم يدفنون موتاهم في الأسواق وجوانب الطرق وأفنية المستشفيات.

حسب تقرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني فإن هذه الصعوبات تتفاقم في شمال غزة تحديداً، بسبب ارتفاع عدد القتلى جراء حملة القصف الإسرائيلية المستمرة.