اشتكت هاجر الهجان، المدرسة الأمريكية ذات الأصول المصرية، من تعرضها للتمييز خلال تحقيق معها في الولايات المتحدة، وذلك لتضامنها مع فلسطين، الهجان التي تعمل مدرسة في مدرسة إعدادية بولاية ماريلاند، قالت في حوار لها مع شبكة “CNN”، يوم الأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنها أدرجت عبارة “فلسطين ستكون حرة من البحر إلى النهر” إلى توقيعها الإلكتروني.
وأضافت أن إدارة المدرسة فتحت تحقيقاً بحقها، يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لما قالت إن توقيع بريدها الإلكتروني يكشف عن آرائها السياسية والشخصية، محيلة إياها إلى “إجازة إدارية على الفور”.
مدرسة أمريكية تواجه أزمة بسبب دعمها غزة
بررت الهجان سبب إدراجها العبارة المذكورة على توقيع بريدها الإلكتروني، بالقول إنها “دعوة للحرية والكرامة الفلسطينية وتقرير المصير”.
بدورها، قالت زانا غلونجي، محامية الهجان إن “إدارة المدرسة تمارس ازدواجية المعايير تجاه المعلمين، عبر التمييز بينهم”.
وأوضحت أن “هناك مدرّسين آخرين في نفس المدرسة، أضافوا إلى توقيع بريدهم الإلكتروني عبارات مناصرة لذوي البشرة السوداء وللمثليين الجنسيين، إلا أنهم لا يواجهون أي تهم بالكشف عن آرائهم الشخصية والسياسية”.
وأفادت بأن “الهجان أول مدرسة تتم إحالتها إلى لجنة التأديب والإجازة الإدارية الفورية بسبب تصرف كهذا”.
وأشارت إلى أن “مثل هذه الممارسات تهدف إلى معاقبة المدرسين من العرب والمسلمين في المدرسة”، لافتة إلى تقديمهم شكوى ضد إدارة المدرسة بهذا الخصوص.
ونتيجة للموقف الأمريكي من الحرب على غزة ، فقد سبق أن أطلق مسلمون في عدة ولايات أمريكية حملة مناهضة للرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل في قصف غزة.
حملات ضد بايدن بسبب الحرب على غزة
بحسب موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري أطلق المسلمون في عدة ولايات أمريكية “متأرجحة” وسم “AbandonBiden#” (اترك بايدن) تدعو لعدم التصويت للديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وأشار الموقع إلى أن مجموعة من المسلمين في ولاية ميشيغان اجتمعوا للتصويت ضد الديمقراطيين في ولايات مينيسوتا وأريزونا وويسكونسن وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا.
وتهدف الحملة، بحسب المنظمين لها، لسحب الدعم من بايدن بسبب “الإحجام عن حماية الأبرياء في فلسطين”. وذكر البيان أن المسلمين سيعملون معاً من أجل خسارة بايدن في الولايات المتأرجحة.
ونقل موقع أكسيوس تصريحات عن أحد منظمي الحملة ويدعى جيلاني حسين أن الثقل الأكبر لحملتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أنهم يعون أن الحملة قد تؤدي لانتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب ذي “النهج العنصري” قائلاً: “نعلم أن قرارنا سيتسبب لنا بـ4 سنوات صعبة. إلا أنها ستمنحنا أن نستجمع قوانا من جديد وستمنح الوقت للديمقراطيين في التفكير إن كانوا بحاجة لأصواتنا أم لا”.
وأوضح حسين أن تصويت قسم صغير من المسلمين والعرب لصالح الكتلة المقابلة لبايدن سيصعب أمور الديمقراطيين في عدة ولايات.
معارضة كبيرة في أمريكا للحرب على غزة
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه استطلاع لشركة “غالوب” الأمريكية للأبحاث، الأحد، عدم تأييد غالبية الشباب والنساء الأمريكيين الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني.
وشارك في الاستطلاع الذي أجرته “غالوب” خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2023 1013 أمريكياً.
وذكر الاستطلاع أن 52% من النساء لا يؤيدن الهجمات الإسرائيلية على غزة، و44% يرين الهجمات “مبررة”. كما أن 67% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يعارضون الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وحسب النتائج فإن 50% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون الهجمات الإسرائيلية على غزة، بينما لا يؤيدها 45%. كما كشف الاستطلاع تأييد 71% من الجمهوريين المشاركين بالاستطلاع الهجمات الإسرائيلية، ومعارضة 23% منهم.
في حين أن 63% من المشاركين الديمقراطيين بالاستطلاع لا يؤيدون الهجمات الإسرائيلية على غزة، و36% يؤيدون ذلك. ومن ناحية أخرى، يؤيد 59% من الرجال الهجمات على غزة، بينما يعارضها 37% منهم.
ووفق الاستطلاع، 61% من الأمريكيين “البيض” يؤيدون الهجمات الإسرائيلية على غزة، و36% منهم رافضون لها.
رفض الهجوم على غزة
فيما يخص الأعراق الأخرى المشاركة في الاستطلاع، 64% منهم غير موافق على الهجمات، و30% مؤيد للهجمات. و67% من المشاركين أبدوا رضاهم عن تقديم الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لإسرائيل والمساعدات الإنسانية لفلسطين.
فيما يرى 31% من المشاركين أن بلادهم “قدمت مساعدات أكثر من اللازم” لإسرائيل. و72% من البالغين الأمريكيين يتابعون عن كثب سير الهجمات الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.