الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

اليابان تكشف أسرارا حرارية مخفية في غلاف كوكب الزهرة

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

حرارة كوكب الزهرة تكشف أسرارًا جديدة بفضل فريق بحثي ياباني استخدم بيانات الأقمار الصناعية "هيماواري-8" و"هيماواري-9" لرصد التغيرات في درجات حرارة قمم سحب الكوكب. الدراسة، المنشورة في مجلة "إيرث بلانتس أند سبايس"، تظهر كيف يمكن لأقمار الأرصاد الجوية أن تلعب دورًا في علم الفلك. هذه النتائج تفتح نافذة جديدة على فهم ديناميكيات الغلاف الجوي للزهرة، خاصة في ظل غياب بعثات فضائية مستقبلية قريبة. يساهم هذا الاكتشاف في تحسين أدوات الاستشعار العلمي المستخدمة سابقًا ويفتح آفاقًا لرصد الكواكب الأخرى.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في خطوة علمية وصفت بغير المسبوقة، نجح فريق بحثي من جامعة طوكيو في الاستفادة من بيانات أقمار الرصد الجوي اليابانية "هيماواري-8″ و"هيماواري-9" لمراقبة التغيرات الزمنية في درجات حرارة قمم سحب كوكب الزهرة، خلال فترة امتدت من 2015 إلى 2025.



وتمكن الباحثون من تتبع هذه التغيرات باستخدام صور الأشعة تحت الحمراء، وهو ما أتاح لهم رؤية أنماط لم تكن مرئية من قبل في البنية الحرارية لموجات الكوكب.

هذه الأقمار الصناعية تعمل أساسا للأرصاد الجوية، وتدور حول الأرض في مدار ثابت بالنسبة لها (على ارتفاع يقارب 36 ألف كم)، لكنها مزودة بكاميرات وأجهزة تصوير حساسة جدًا تستطيع أيضًا التقاط بيانات عن أجرام أخرى في النظام الشمسي:

تشير نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "إيرث بلانتس أند سبايس" إلى أن الأقمار الصناعية المصممة أصلا لمراقبة مناخ الأرض يمكن أن تؤدي دورا غير متوقع كمراصد فلكية للكواكب الأخرى، وتكمل جهود البعثات الفضائية والمراصد الأرضية.

كشف ديناميكيات الغلاف الجوي

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة "جاكو نيشياما" باحث ما بعد الدكتوراه في علم الكواكب في جامعة طوكيو: "هذه الدراسة تفتح نافذة جديدة على كوكب الزهرة لم تكن متاحة من قبل، وقد تكون هذه البيانات حاسمة في سد الفجوة بين بعثات الكواكب التي تفصل بينها سنوات طويلة".

ويضيف الباحث في تصريحات لـ"الجزيرة.نت" أن الفريق البحثي يعتقد أن هذه الطريقة ستوفر بيانات ثمينة لعلم الكواكب، خاصة في ظل عدم وجود مركبات تدور حول الزهرة حاليا، وعدم توقع وصول أي بعثة جديدة قبل عام 2030.

ظل كوكب الزهرة، الذي يعرف بغلافه الجوي الكثيف وسحبه العاكسة، سنوات عديدة يمثل تحديا للباحثين بسبب صعوبة مراقبته على مدار فترات زمنية طويلة.

وتكمن أهمية مراقبة قمم السحب في هذا الكوكب في قدرتها على كشف الظواهر الجوية المعقدة مثل "المدى الحراري" (أي الفرق بين أعلى وأدنى درجة حرارة تسجل خلال فترة زمنية محددة) والموجات الكوكبية واسعة النطاق.

لكن بسبب العمر المحدود للبعثات الفضائية، لم يتمكن العلماء من إجراء رصد مستمر يمتد أكثر من عقد من الزمن.

وهنا جاء دور أقمار "هيماواري" التي تمتاز بقدرتها على المراقبة المتكررة وطويلة الأمد، إذ من المقرر أن تستمر في العمل حتى عام 2029، وفقا للباحث الرئيسي في الدراسة.

وبفضل أجهزة التصوير المتقدمة متعددة الأطياف، استطاعت هذه الأقمار التقاط صور لكوكب الزهرة عندما يصادف وجوده في طرف صورة الأرض، وهو ما اعتبره الفريق البحثي فرصة ذهبية غير مقصودة لكنها علميا ثمينة.

آفاق جديدة لرصد الكواكب الأخرى

في سنوات الدراسة، تمكن الباحثون من استخراج 437 صورة للزهرة من قاعدة بيانات "هيماواري"، وحللوا التغيرات في درجة حرارة السحب عبر الأطوال الموجية المختلفة. ووجدوا أن هذه التغيرات تظهر على المستويين اليومي والسنوي، ما يعكس وجود موجات حرارية ومد كوكبي تختلف شدته مع الزمن والارتفاع.

"لاحظنا أن شدة المدى الحراري تتغير على مدى السنوات، ويبدو أن هناك علاقة محتملة بين هذه التغيرات والبنية الحرارية للغلاف الجوي للزهرة على الأمد الطويل" كما أوضح "نيشياما".

وعلى الرغم من أن طبيعة هذه العلاقة لم تتضح نهائيا بسبب محدودية دقة البيانات، إلا أن المؤشرات الأولية تدعم وجود ارتباطات معقدة لا تزال بحاجة إلى استكشاف أعمق.

من المثير أيضا، أن الباحثين استطاعوا من هذه البيانات اكتشاف أخطاء في معايرة بيانات بعثات فضائية سابقة، ما يمنح الدراسة بعدا إضافيًا في تحسين أدوات الاستشعار العلمي المستخدمة سابقا.

لم يقتصر أثر الدراسة على الزهرة فقط، بل فتح آفاقا واسعة لرصد أجسام أخرى في النظام الشمسي، مثل القمر وعطارد، باستخدام أدوات لم تصمم أساسا لهذا الغرض.

ويرى "نيشياما" أن "الأطياف تحت الحمراء التي ترصدها أقمار مثل هيماواري تحتوي على معلومات هائلة عن الخصائص الفيزيائية والتركيبية لأسطح الأجرام السماوية، وهي بمثابة مفاتيح لفهم تطورها عبر الزمن".

ويشير المؤلفون إلى أن ميزة هذه الطريقة تكمن في قدرتها على تجاوز العوائق التي تواجه التلسكوبات الأرضية، مثل الغلاف الجوي والضوء الشمسي، فضلا عن التكلفة الباهظة لإطلاق بعثات جديدة. لذلك، فإن إعادة توظيف الأقمار الصناعية الأرضية لأغراض فلكية قد يمثل مستقبلا واعدا في علم الكواكب.

تحليل وتفاصيل إضافية

تعتبر هذه الدراسة نقلة نوعية في فهمنا لكوكب الزهرة، حيث تمكن الباحثون من تجاوز القيود التي فرضها الغلاف الجوي الكثيف للكوكب وصعوبة مراقبته على المدى الطويل. استخدام أقمار صناعية مخصصة للأرصاد الجوية الأرضية لرصد كوكب آخر يمثل ابتكارًا حقيقيًا، ويفتح الباب أمام استخدامات جديدة للتكنولوجيا الحالية. الأهمية تكمن في القدرة على رصد التغيرات الحرارية على المدى الطويل، وهو أمر لم يكن ممكنًا من قبل بسبب محدودية عمر البعثات الفضائية. كما أن اكتشاف أخطاء في معايرة بيانات بعثات سابقة يبرز قيمة هذه الدراسة في تحسين دقة الأدوات العلمية. هذا النهج يقلل التكاليف المرتبطة بإطلاق بعثات جديدة ويساهم في تعزيز علم الكواكب.

أسئلة شائعة حول حرارة كوكب الزهرة

ما هي أهمية اكتشاف التغيرات الحرارية في كوكب الزهرة؟
تساعد في فهم ديناميكيات الغلاف الجوي للكوكب، وتكشف عن ظواهر جوية معقدة مثل المدى الحراري والموجات الكوكبية.
كيف ساهمت أقمار "هيماواري" في هذا الاكتشاف؟
بفضل قدرتها على المراقبة المتكررة وطويلة الأمد، تمكنت من التقاط صور للزهرة وتحليل التغيرات في درجة حرارة السحب.
ما هي مجلة "إيرث بلانتس أند سبايس"؟
هي مجلة علمية متخصصة في علوم الأرض والكواكب والفضاء، وتنشر أبحاثًا حول هذه المجالات.
ما هي الآفاق المستقبلية لاستخدام الأقمار الصناعية الأرضية في رصد الكواكب؟
يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا واسعة لرصد أجسام أخرى في النظام الشمسي بتكلفة أقل وفعالية أكبر.
ما هي التحديات التي تواجه مراقبة كوكب الزهرة؟
الغلاف الجوي الكثيف والسحب العاكسة تجعل من الصعب مراقبة الكوكب على مدار فترات زمنية طويلة.
متى يمكن توقع وصول بعثات فضائية جديدة إلى كوكب الزهرة؟
لا يتوقع وصول أي بعثة جديدة قبل عام 2030، مما يجعل هذه الدراسة ذات أهمية خاصة في الوقت الحالي.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام