الأربعاء - 3 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

سلحفاة “تافروفيس” المغربية.. حفريات تكشف أسرار عالم ما بعد الديناصورات

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

سلحفاة “تافروفيس” المغربية تكشف تفاصيل مدهشة عن جمجمة سلحفاة قديمة عاشت في المغرب بعد انقراض الديناصورات. الدراسة، المنشورة في مجلة "سويس جورنال أوف بالينتولوجي"، تقدم وصفا عصبيًا تشريحيًا مفصلًا للسلحفاة، اعتمادًا على جمجمة محفوظة جرى فحصها بتصوير مقطعي عالي الدقة. أبرز ما وجدته الدراسة هو تجويف أنفي متسع وقنوات نصف دائرية مرتفعة، مما يشير إلى تكيفها مع السباحة في البيئات البحرية. تعود الجمجمة إلى العصر الباليوسيني المبكر، وعثر عليها في مناجم فوسفات ولاد عبدون.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

كشف باحثون عن تفاصيل مدهشة لجمجمة سلحفاة قديمة عاشت في المغرب بعد فترة وجيزة من انقراض الديناصورات، لتلقي الضوء على كيفية تكيف السلاحف مع البيئات البحرية منذ أكثر من 60 مليون سنة.



وتقدم الدراسة -التي نُشرت مؤخرا في مجلة "سويس جورنا أوف بالينتولوجي"- أول وصف عصبي تشريحي مفصل لسلحفاة من نوع "تافروفيس إيبوليتوي"، اعتمادا على جمجمة محفوظة جرى فحصها بتصوير مقطعي عالي الدقة وإعادة بناء ثلاثية الأبعاد.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة ماركوس مارتن-خيمينيث الباحث في الأحياء التطورية بالجامعة الوطنية للتعليم عن بعد في إسبانيا إن الفريق البحثي ركز على فهم تركيبة الدماغ والأذن الداخلية ومسارات الأعصاب داخل الجمجمة، وهي مناطق نادرا ما تُحفظ وتدرس في السلاحف المنقرضة.

ويؤكد الباحث في تصريحات نت أن "هذا أول تحليل من نوعه لجنس "تافروفيس" ضمن عائلة السلاحف "البوثريميديات"، مضيفا أن هذا الكشف يسد ثغرة مهمة في سجل هذه الفئة.

مسار نحو البحر

وأبرز ما وجدته الدراسة هو تجويف أنفي متسع وقنوات نصف دائرية (أعضاء التوازن بالأذن الداخلية) مرتفعة وواسعة نسبيا.

هذه السمات المقارنة بسلاحف أخرى معروفة بميولها البحرية تعد إشارات قوية على أن هذا النوع كان متكيفا مع السباحة والمناورة في البحر أو البيئات الساحلية، لا في المياه العذبة فقط.

كما وثق الباحثون للمرة الأولى في هذا التصنيف عظاما دقيقة مثل العظم الركابي للأذن، وأظهروا مسارات أعصاب وأوعية تتطابق مع ما نراه في السلاحف البحرية الحديثة.

ويوضح مارتن-خيمينيث أن الجمجمة تعود إلى العصر الباليوسيني المبكر (الدانيني) قبل نحو 66 مليون سنة، والتي عُثر عليها في مناجم فوسفات ولاد عبدون بوسط المغرب، وهي منطقة تُعد من أغنى مواقع العالم بحفريات بحرية من ذلك الزمن.

ويضيف "سمحت دقة المسح المقطعي بإنتاج نموذج ثلاثي الأبعاد مثالي للجمجمة، مما مكن الفريق من قياس تجاويف الدماغ، وتوثيق زوايا وأبعاد قنوات الأذن الداخلية، ثم مقارنة النتائج بأنواع قريبة داخل العائلة نفسها ومع سلاحف أخرى عاشت في بيئات مائية متنوعة".

قصة تكيف سريع

ويرى المؤلف الرئيسي أن مثل هذه النتائج تساعد العلماء على إعادة بناء إيقاع التعافي البيئي بعد حدث الانقراض الكبير في نهاية العصر الطباشيري، وتبرز دور شمال أفريقيا -خاصة المغرب- بوصفه مسرحا لبيئات بحرية غنية أعقبت تلك الكارثة.

ويقول مارتن-خيمينيث إن "هذه السمات التشريحية والعصبية تعد استجابات تكيفية للبيئات البحرية، مما يدعم الصورة القائلة إن بعض أفراد هذه المجموعة كانوا معتادين على الحياة الساحلية والبحر المفتوح".

ويضيف "تفتح هذه الجمجمة نافذة على عالم قديم: سلحفاة تجوب مياها دافئة فوق ما تُعرف اليوم بأراضي المغرب، في زمن كان فيه الكوكب يعيد ترتيب منظوماته البيئية".

ويوضح الباحثون أنه من خلال دمج أدوات رقمية متقدمة مع دراسة تشريحية دقيقة تقدم الدراسة دليلا مباشرا على أن مسار السلاحف بعد انقراض الديناصورات لم يكن مجرد بقاء، بل قصة تكيف سريع مع عوالم بحرية جديدة.

ويشددون على أن الدراسة لا تسهم في علم الحفريات فحسب، بل تطور فهمنا لكيفية تغير الأحياء مع تبدل البيئات عبر الزمن السحيق، وتُظهر قيمة مواقع المغرب الفوسفاتية كمفتاح لفك ألغاز ماضي المحيطات.

تحليل وتفاصيل إضافية

تسلط هذه الدراسة الضوء على الأهمية الكبيرة للاكتشافات الأحفورية في المغرب، خاصةً في مناجم الفوسفات، في فهم تطور الحياة بعد انقراض الديناصورات. تحليل الجمجمة المفصل لسلحفاة “تافروفيس” المغربية، باستخدام تقنيات التصوير المقطعي وإعادة البناء ثلاثية الأبعاد، يوفر رؤى جديدة حول التكيفات العصبية والتشريحية التي سمحت لهذه السلاحف بالازدهار في البيئات البحرية. الكشف عن تجويف أنفي متسع وقنوات نصف دائرية متطورة يعزز الفرضية القائلة بأن هذه السلاحف كانت متكيفة بشكل جيد مع الحياة في المحيطات. بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا الاكتشاف في فهم أعمق لعملية التعافي البيئي بعد حدث الانقراض الكبير وتطور التنوع البيولوجي في شمال أفريقيا.

أسئلة شائعة حول سلحفاة “تافروفيس” المغربية

ما هي سلحفاة “تافروفيس” المغربية؟
هي نوع من السلاحف القديمة التي عاشت في المغرب بعد فترة وجيزة من انقراض الديناصورات، وتكيفت مع البيئات البحرية.
أين تم العثور على حفرية سلحفاة “تافروفيس”؟
تم العثور على الجمجمة المحفوظة في مناجم فوسفات ولاد عبدون بوسط المغرب.
ما هي أهمية هذا الاكتشاف؟
يسلط الاكتشاف الضوء على كيفية تكيف السلاحف مع البيئات البحرية بعد انقراض الديناصورات، ويسد فجوة مهمة في سجل هذه الفئة.
ما هي الميزات التي أشارت إلى تكيف سلحفاة “تافروفيس” مع البيئات البحرية؟
تجويف أنفي متسع وقنوات نصف دائرية مرتفعة وواسعة نسبيا في الأذن الداخلية، بالإضافة إلى عظام دقيقة مثل العظم الركابي.
ما هي التقنيات المستخدمة في دراسة الجمجمة؟
استخدم الباحثون التصوير المقطعي عالي الدقة وإعادة البناء ثلاثية الأبعاد لتحليل الجمجمة بشكل مفصل.
ماذا يضيف هذا الاكتشاف إلى فهمنا لتاريخ الحياة؟
يساعد الاكتشاف على إعادة بناء إيقاع التعافي البيئي بعد حدث الانقراض الكبير في نهاية العصر الطباشيري، ويسلط الضوء على دور المغرب كمسرح لبيئات بحرية غنية.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام