صياغة السردية الأميركية: كيف يشتري المليارديرات هوليود وتيك توك؟
الـخـلاصـة حول صياغة السردية
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
يكشف تحقيق صحفي عن مشروع ضخم تقوده عائلة إليسون، وعلى رأسها الملياردير لاري إليسون وابنه ديفيد، يهدف إلى **صياغة السردية** الأميركية لتصبح مؤيدة لإسرائيل. تبدأ الإمبراطورية الإعلامية الناشئة بالاستحواذ على أصول كبرى مثل “بيرأماونت” و”سي بي إس”، وتعيين شخصيات مؤيدة لإسرائيل في مناصب قيادية. هذا التوسع لا يقتصر على الإعلام التقليدي؛ بل يمتد إلى محاولات المشاركة في صفقة شراء “تيك توك”، التي يراها نتنياهو “أهم عملية شراء جارية حالياً” للتحكم في محتوى 170 مليون مستخدم أميركي. ويهدف هذا الجهد إلى مواجهة المحتوى الذي يظهر “مجازر غزة” للشباب، مما يمنح إسرائيل فرصة استثنائية لإعادة “صياغة القصة” أمام الجمهور الغربي، تماماً كما وعد مروجو مسلسل “الإنذار الأحمر”.
📎 المختصر المفيد:
• يقود الملياردير لاري إليسون وابنه ديفيد مشروعاً إعلامياً واسعاً لإعادة تشكيل السردية الأميركية لدعم إسرائيل.
• توسعت الإمبراطورية بالاستحواذ على أصول كبرى مثل “بيرأماونت” و”سي بي إس”، وتعيين باري وايس رئيسة لـ”سي بي إس نيوز”.
• تسعى العائلة للمشاركة في صفقة شراء تيك توك، التي يراها نتنياهو حيوية للتحكم في محتوى 170 مليون مستخدم أميركي.
• أدت التغييرات في “سي بي إس” إلى إقالات طالت صحفيين غطوا غزة بحدة، ووُصفت تغطيتهم بأنها “مناهضة لإسرائيل”.
• وصف منتجو مسلسل “الإنذار الأحمر” العمل بأنه “دعائي” يهدف إلى “تغيير السردية” بشأن أحداث 7 أكتوبر.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
يكشف تحقيق في مجلة إسرائيلية عن ملامح مشروع إعلامي واسع يقوده الملياردير لاري إليسون وابنه ديفيد لإعادة تشكيل السردية الأميركية لجعلها تخدم إسرائيل.
ويبدأ تحقيق ويل ألدن في مجلة “+972” بقصة مسلسل “الإنذار الأحمر” الذي وُصف من قبل منتجيه بأنه عمل “دعائي” هدفه “تغيير السردية” بشأن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع عزوف عالمي عن شراء المسلسل بسبب السياق السياسي والحملة الواسعة لمقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية لم يجد العمل نافذة دولية إلا عندما قال ديفيد إليسون بعد مشاهدته “إنه لشرف لي أن أكون شريكا في مثل هذا العمل”.
هذا الموقف -كما يوضح ألدن- ليس حادثة معزولة، بل تجسيد لاتجاه عام تتبناه العائلة في بناء ما يصفها التقرير بأنها “إمبراطورية معلوماتية مؤيدة لإسرائيل”.
من هذا المدخل ينتقل ألدن إلى تفاصيل توسع آل إليسون، بدءا من استحواذهم على ” بيرأماونت” و”سي بي إس”، ثم شراء منصة “ذا فري برس” وتعيين رئيستها باري وايس المعروفة بمواقفها الصريحة المؤيدة لإسرائيل رئيسة لـ”سي بي إس نيوز”.
كما اتخذت “بيرأماونت سكاي دانس -وفقا للتقرير- “موقفا فريدا بين كبار أستوديوهات هوليود بإدانة حملة مقاطعة السينما الإسرائيلية، في حين أعدت تقارير عن “قوائم سوداء” لفنانين وُصفوا بأنهم “معادون للسامية”.
ورغم أن ديفيد إليسون يصر على أن قراراته “غير سياسية” فإن التقرير يربط بين توجهاته وبين الرؤية الأوسع لوالده أحد أكبر داعمي إسرائيل في وادي السيليكون وصديق كبير للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ووفقا لمؤيديه، فإن فيلم “الإنذار الأحمر” هو في الأساس عمل دعائي إسرائيلي في وقت تنظر فيه أغلبية الأميركيين إلى الحكومة الإسرائيلية بشكل سلبي.
والكاتب ويل ألدن يعيش في لوس أنجلوس، ونُشرت أعماله في “جويش كارنتس” و”ذا نيشن” ونيويورك تايمز وغيرها، وحصل على جائزة لاري بيرغر للصحفيين الشباب في مجال الأعمال، ووصل إلى المرحلة النهائية في جوائز نون بروفيت نيوز أوورد.
وفي الوقت نفسه، تسعى أسرة إليسون إلى الاستحواذ على أصول من “وورنر بروس ديسكفري” والمشاركة في الصفقة الأميركية لشراء تيك توك، وهي صفقة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية بأنها “أهم عملية شراء جارية حاليا”، لأنها تمنح فرصة للتحكم بما يشاهده 170 مليون مستخدم أميركي، وسط مخاوف إسرائيلية من أن تبقى المنصة مساحة تُظهر “مجازر غزة” للشباب كما توضح لارا فريدمان رئيسة مؤسسة السلام في الشرق الأوسط التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.
وتقول سارة هورويتز -وهي كاتبة خطابات سابقة للرئيس الأسبق باراك أوباما– في مؤتمر للاتحادات اليهودية بأميركا الشمالية (جيه إف إن إيه) في نوفمبر/تشرين الثاني “تيك توك يدمر عقول شبابنا طوال اليوم بفيديوهات المذبحة في غزة”.
وأعربت هورويتز عن أسفها لأنها عندما تحاول إقناع الشباب اليهود بمعتقداتها المؤيدة لإسرائيل “يرجعون في أذهانهم إلى المذبحة التي يشاهدونها، وأبدو أنا وكأني مفترية”.
وفي مؤتمر نظمته هذا الأسبوع صحيفة “يسرائيل هيوم” وصفت هيلاري كلينتون -وهي وزيرة خارجية أميركية سابقة- ما يتعلمه الشباب عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول وما تلاها “من خلال وسائل التواصل الاجتماعي -خاصة تيك توك- بأنه “مشكلة خطيرة”.
ويربط التقرير بين هذه التحركات وبين ضغوط مارستها مؤسسات يهودية أميركية منذ 2023 ضد تيك توك، إذ يقول مدير رابطة مكافحة التشهير في تسجيل مسرب “لدينا مشكلة تيك توك، ومشكلة الجيل زد، ويجب أن نتحرك بسرعة”.
ثم يتناول التحقيق أثر الإمبراطورية الإعلامية الناشئة على غرف الأخبار، فبعد انتقال “سي بي إس” إلى قيادة وايس تمت إقالات طالت صحفيين غطوا غزة بحدة، بينهم المراسلة المخضرمة ديبورا باتا.
وتقول مصادر داخلية إن “الفأس وقع على من بدت تغطيتهم مناهضة لإسرائيل”، في حين بقي مراسل آخر كان في روما، وأعرب صراحة عن مواقف مؤيدة لإسرائيل، بل وطلب تغطية غزة.
ورغم تحذيرات محللين من المبالغة في تقدير النفوذ الجديد -خاصة مع وجود شركاء خليجيين محتملين في صفقة وورن- فإن كثيرين يرون أن أي توسع إضافي لعائلة إليسون سيمنحها تأثيرا غير مسبوق على الإعلام الأميركي، بما يشبه -كما تقول الصحفية تايلور لورينز- نماذج لدول “لا توجد فيها صحافة حرة”.
وفي ظل هذا التحول تحتفي الأصوات المؤيدة لإسرائيل باللحظة، حتى إن إحدى الناشطات المؤيدات لإسرائيل علقت بعد عرض “الإنذار الأحمر” قائلة “لقد دخل الصهاينة إلى هوليود هذه الليلة”.
وهكذا، يخلص التقرير إلى أن سلسلة الصفقات من بيرأماونت إلى “سي بي إس” إلى تيك توك تمهد لهيمنة إعلامية قد تمنح إسرائيل فرصة استثنائية لإعادة “صياغة القصة” أمام الجمهور الأميركي، تماما كما وعد إعلان مسلسل “الإنذار الأحمر” الذي قال إن “عشرات الملايين حول العالم سيرون قصتنا أخيرا”، كما يقول المروجون للسردية الإسرائيلية.
🔍 تحليل صياغة السردية وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى تحول جذري في استراتيجيات التأثير الجيوسياسي، حيث لم يعد النفوذ مقتصراً على اللوبيات التقليدية أو التبرعات السياسية، بل أصبح مرتبطاً بالسيطرة المباشرة على قنوات إنتاج المحتوى وتوزيعه. إن دمج ثروة وادي السيليكون (لاري إليسون) مع أصول هوليود (بيرأماونت) وغرف الأخبار (سي بي إس) يخلق نموذجاً جديداً للقوة الناعمة، يهدف إلى هندسة الرأي العام على نطاق واسع. هذا التحرك يمثل استجابة منظمة لما يُنظر إليه كـ “فشل” في السردية الإسرائيلية التقليدية في مواجهة تدفق المعلومات عبر المنصات الجديدة. إن محاولة السيطرة على تيك توك، التي يصفها نتنياهو بأنها عملية شراء حيوية، تؤكد أن المعركة الحقيقية تدور الآن حول الجيل Z ومفاهيمه عن الصراع. الهدف النهائي هو **صياغة السردية** عبر كل نقطة اتصال إعلامية، من الأفلام الدعائية مثل “الإنذار الأحمر” إلى الأخبار العاجلة في “سي بي إس”. إن خطورة هذا التوسع تكمن في تهديده لمبدأ الصحافة الحرة، حيث يتم تصفية الصحفيين الذين يغطون غزة بحدة، مما يعزز نموذجاً إعلامياً موجهاً. إن نجاح عائلة إليسون في هذا المسعى سيعني هيمنة إعلامية غير مسبوقة، تضمن **صياغة السردية** بما يخدم مصالح إسرائيل على المدى الطويل، ويقلل من تأثير المحتوى الذي يكشف الحقائق. هذا التكتيك يهدف إلى إعادة **صياغة السردية** في أذهان 170 مليون مستخدم أميركي.
💡 إضاءة: إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن صفقة شراء تيك توك هي “أهم عملية شراء جارية حالياً” لأنها تمنح فرصة للتحكم بما يشاهده 170 مليون مستخدم أميركي.
❓ حقائق خفية حول إمبراطورية إليسون الإعلامية
مين هم عائلة إليسون وشو علاقتهم بإسرائيل؟
شو دخل مسلسل “الإنذار الأحمر” بالموضوع؟
ليش مهتمين كثير بصفقة “تيك توك” تحديداً؟
شو صار بالصحفيين اللي كانوا يغطوا غزة؟
هل هذا التوسع مقتصر على الأخبار؟
هل هذا النفوذ قوي لدرجة تغيير الرأي العام؟
📖 اقرأ أيضًا
- مومياء عمرها 7 آلاف سنة.. هل تُعيد صياغة السردية التاريخية للصحراء الليبية؟
- عدد الساعات ليس المؤشر الوحيد.. كيف تتعرف على مدمن وسائل التواصل؟
- الاحتلال يفتح جسر الملك حسين أمام حركة البضائع بعد “ضغوط أميركية”
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، والمنافي أوجدت جيلا فلسطينيا مبدعا
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس

