إدمان وسائل التواصل الاجتماعي كيف تتعرف على المدمن الحقيقي؟
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
رغم أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لا يُصنف اضطراباً طبياً رسمياً، إلا أن منظمة الصحة العالمية حذرت من ارتفاع معدلات السلوكيات الشبيهة بالإدمان بين المراهقين إلى 11% عام 2022. الإدمان هنا سلوكي، حيث يتعامل الدماغ مع الإعجابات والإشعارات كمكافآت صغيرة تطلق الدوبامين، مما يعزز الاستخدام التكراري. الأهم من عدد الساعات هو نمط الاستخدام؛ فمدة الاستخدام تفسر 6% فقط من المشكلة. تشمل العلامات الرئيسية تفضيل التفاعل الافتراضي، واضطرابات النوم، وتدهور الأداء الدراسي، والشعور بالقلق عند الانقطاع. العلاج يتطلب حواراً مفتوحاً، ووضع قواعد واضحة للاستخدام، وتشجيع الأنشطة البديلة.
📎 المختصر المفيد:
• ارتفعت أنماط السلوك الشبيهة بالإدمان بين المراهقين من 7% (2018) إلى 11% (2022) وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
• الإدمان سلوكي وليس اضطراباً طبياً قائماً بذاته، لكنه يؤثر على الأنشطة اليومية والنوم.
• مدة الاستخدام تفسر 6% فقط من مشكلات الإنترنت؛ النمط السلوكي هو المؤشر الأهم.
• الإعجابات والإشعارات تحفز الدوبامين في الدماغ، مما يعزز السلوك التكراري.
• 58% من المراهقين الأميركيين يجدون صعوبة في التوقف عن استخدام المنصات.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
على الرغم من أن مصطلح “إدمان وسائل التواصل الاجتماعي” لا يُصنف رسميا كاضطراب طبي، فإن تأثيره بات مصدر قلق متزايد لدى الكثير من الأسر، خصوصًا تلك التي تضم مراهقين.
ومع الانتشار الواسع للهواتف الذكية بين الفئات الصغيرة وامتلاك أغلبهم حسابات على منصات التواصل، حذّرت منظمة الصحة العالمية، استنادًا إلى بيانات جُمعت عام 2022 في 44 دولة ومنطقة بأوروبا وآسيا الوسطى وكندا، من ارتفاع ملحوظ في معدلات الاستخدام بين المراهقين، إذ ارتفعت النسبة من 7% عام 2018 إلى 11% عام 2022. وذكرت المنظمة أن واحدا من كل 10 مراهقين يظهر نمطًا سلوكيا على وسائل التواصل يحمل سمات شبيهة بالإدمان، تتجلى في صعوبة التحكم في الاستخدام، وظهور آثار سلبية على حياته اليومية.
هل تسبب الإدمان؟
يُعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي شكلا من أشكال الإدمان السلوكي، إذ يستخدم المراهق هذه المنصات بشكل مفرط وغير منضبط إلى حد يؤثر على أنشطته اليومية وعلاقاته ونومه. وبما أن الدماغ في مرحلة المراهقة يمر بمرحلة نمو حساسة، فإنه يكون أكثر قابلية للتأثر بهذا النمط من الاستخدام.
ورغم أن المركز الأميركي للإدمان يشير إلى أن إدمان وسائل التواصل لا يُعترف به طبيا كاضطراب قائم بذاته على خلاف إدمان ألعاب الفيديو، فإنه أكد في الوقت نفسه أن عددا كبيرا من المراهقين يواجهون صعوبة في الابتعاد عن هواتفهم أو التوقف عن تفقد حساباتهم باستمرار. ويعود ذلك إلى أن الدماغ يتعامل مع الإشعارات والإعجابات بالطريقة نفسها التي يتفاعل بها مع المكافآت الصغيرة، مما يحفّز المستخدم على تكرار السلوك مرارا.
كما أعلن المركز أن منصات التواصل الاجتماعي قد تُسبب درجة عالية من الإدمان لدى المراهقين باعتبارها مصممة لزيادة الارتباط بها وتعزيز السلوك التكراري.

علامات إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
يعاني المختصون من غياب أدوات معتمدة لقياس إدمان وسائل التواصل بدقة، كما أن مقدار الوقت الذي يقضيه المراهق على هذه المنصات لا يكفي وحده لتحديد ما إذا كان يعاني من الإدمان. فوفقًا لدراسة تحليلية موسعة نُشرت على منصة “ساينس دايركت” بعنوان “هل يشعرنا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالسعادة؟” تبيّن أن مدة الاستخدام تفسّر فقط 6% من مشكلات استخدام الإنترنت، مما يعني أن الإدمان يرتبط إلى حد كبير بنمط الاستخدام وسلوكياته وليس بالوقت فقط.
ومع ذلك، يشير “مركز ريدج” المختص بعلاج إدمان المراهقين إلى وجود مجموعة من العلامات التي قد تدل على حاجة المراهق إلى تدخل علاجي للتعامل مع إدمان وسائل التواصل، من أبرزها:
- الإفراط في استخدام الشاشات وقضاء معظم الوقت على وسائل التواصل على حساب المسؤوليات الأخرى.
- تفضيل التواصل الافتراضي على التفاعل المباشر مع العائلة والأصدقاء.
- اضطرابات النوم والسهر لساعات طويلة لتصفح المنصات.
- الشعور بالتوتر أو القلق عند عدم استخدام وسائل التواصل.
- التحقق المستمر من الإشعارات والتنبيهات.
- انخفاض الأداء الدراسي وفقدان التركيز.
- تقلبات المزاج مثل الحزن أو الغضب أو التوتر أو الاكتئاب.
- العزلة الاجتماعية والاعتماد المتزايد على العلاقات الرقمية.
- إهمال النظافة الشخصية والعناية الذاتية بسبب الانشغال المستمر بالشاشات.
- التوقف عن ممارسة الأنشطة والهوايات السابقة التي كان يستمتع بها.
لماذا تسبب الإدمان؟
في بيانات مركز بيو للأبحاث، ظهر أن 58% من المراهقين الأميركيين يجدون صعوبة في التوقف عن منصات التواصل. وأرجع تقرير على موقع “مام جانكشين” أسباب الإدمان إلى:
- سهولة الوصول، إذ إن كل وسائل التواصل الاجتماعي مجانية ولا يوجد حد للاستخدام، كما يمكن فتحها في أي وقت عبر الهاتف أو الحاسوب، فيمكن قضاء ساعات طويلة دون قيود.
- المكافآت النفسية، إذ إن كل إعجاب أو تعليق يطلق الدوبامين في الدماغ فيشعر المراهق بالمتعة، ويقضي ساعات أطول للحصول على نفس الشعور مرة أخرى.

هل يمكن العلاج؟
رغم خطورة إدمان وسائل التواصل الإجتماعي، فإنه يمكن الشفاء منه. يحتاج الأمر إلى المتابعة المستمرة من الوالدين، وإدراك أنه نوع من الإدمان يحتاج إلى وقت وجهد وخطوات مدروسة، منها:
- إجراء حوار مفتوح مع المدمن لمعرفة أسباب تعلقه بوسائل التواصل الاجتماعي.
- وضع قواعد واضحة للاستخدام مثل تحديد وقت يومي بدون هاتف.
- تشجيعه على ممارسة أنشطة بديلة رياضية أو ثقافية.
- تشجيعه على الوجود والتفاعل في التجمعات العائلية.
- تنظيم نومه وإبعاد الهاتف والأجهزة الإلكترونية عن غرفة النوم، وقبل موعد النوم بساعتين على الأقل.
- إيقاف الإشعارات قبل النوم بساعتين.
- مساعدته على بناء ثقة في النفس وعدم مقارنة نفسه بصور غير واقعية على وسائل التواصل.
- التعامل كقدوة جيدة فيما يخص استخدام وسائل التواصل.
- إذا استمر الإدمان أو ساءت حالته، يفضل استشارة مختص نفسي أو معالج.
🔍 تحليل وتفاصيل إضافية
إن الارتفاع الملحوظ في أنماط السلوك الشبيهة بالإدمان بين المراهقين ليس مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هو نتيجة مباشرة لنموذج اقتصادي رأسمالي يعتمد على استنزاف الانتباه (Attention Economy). هذه المنصات مصممة هندسياً لتعظيم الارتباط السلوكي عبر آليات المكافأة المتقطعة (Intermittent Rewards)، مما يضمن بقاء المستخدمين لأطول فترة ممكنة لزيادة عائدات الإعلانات. يمثل الدماغ المراهق، الذي يمر بمرحلة نمو حساسة، هدفاً مثالياً لهذه الآليات التي تستغل نظام الدوبامين. هذا الاستغلال الممنهج يضع ضغطاً هائلاً على البنية الاجتماعية والصحية للدول، حيث يتم خصخصة الأرباح (لشركات التكنولوجيا) وتأميم التكاليف (علاج الاضطرابات النفسية وتدهور الأداء التعليمي). إن غياب التصنيف الطبي الرسمي للإدمان يخدم مصالح هذه الشركات عبر إبقاء المسؤولية فردية وليست نظامية، مما يعيق التدخلات التشريعية الفعالة للحد من هذا الاستنزاف الرقمي.
💡 إضاءة: أظهرت دراسات تحليلية أن مدة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تفسر 6% فقط من مشكلات استخدام الإنترنت، مما يؤكد أن الإدمان يرتبط بشكل أساسي بنمط الاستخدام والسلوكيات المترتبة عليه وليس بالوقت المنقضي.
❓ أسئلة جوهرية حول الإدمان الرقمي
هل الإدمان على السوشيال ميديا معترف فيه كمرض رسمي؟
ليش الإعجابات والإشعارات بتخلي المراهقين مدمنين؟
إذا ابني بيقضي 5 ساعات يومياً على التيك توك، هل هو مدمن؟
شو هي أهم علامة بتدل على إنو في مشكلة حقيقية؟
كيف ممكن الأهل يساعدوا المراهق يتخلص من الإدمان؟
هل إهمال النظافة الشخصية ممكن يكون مؤشر؟
📖 اقرأ أيضًا
- أمة الهواتف الذكية.. كتاب يستكشف أسباب “إدمان الشاشات” وكيفية العلاج
- أوروبا تسعى للحدّ من قدرة القاصرين على استخدام الشبكات الاجتماعية
- مسلسل الأطفال “كوكوميلون” قد يسبب الإدمان والاضطرابات السلوكية
- عائلة مليارديرات تدفع لإعادة صياغة السردية الأميركية دعما لإسرائيل
- وراء الأبواب المغلقة.. متلازمة الـ”هيكيكوموري” تكشف عن جيل يهرب من العالم

