معركة تحرير حمص تكتيك الالتفاف والحرب النفسية يكسر تحصينات الأسد
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
كان تحرير حمص مزيجاً متقناً من التكتيك الميداني والحرب النفسية. بدأت العملية بحملة إشاعات ضخمة أوهمت قوات النظام بأن الهجوم سيأتي من ريف حلب، مما سمح لقوات “ردع العدوان” بشن الضربة الحقيقية من قطّان الجبل. اعتمدت الإستراتيجية على الالتفاف السريع وتطويق المدينة من الشرق والغرب، بينما تولت كتائب النخبة اقتحام حاجز ملوك الشمالي، أقوى التحصينات. أدى انهيار المعنويات وفرار الضباط إلى فقدان السيطرة. توج النصر بدخول المقاتلين إلى جامع خالد بن الوليد، مؤكدين أن سلاح المعنويات يمهد الطريق للنصر كما تفعل المدافع.
📎 أبرز ما في الخبر:
• استخدام حملة إشاعات لإرباك قوات النظام وتضليلها نحو ريف حلب.
• بدء الهجوم الفعلي من قطّان الجبل بدلاً من ميزاناز، محققاً عنصر المفاجأة.
• تطويق حمص بالكامل من الشرق والغرب بعد السيطرة على محاور خنيفس والغمط.
• اقتحام حاجز ملوك، أقوى تحصينات النظام، باستخدام سلاح الشاهين وكتائب العصائب الحمراء.
• توجيه المقاتلين نحو جامع خالد بن الوليد كرمز للانتصار والوفاء بالعهد.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
في قلب المعارك الدائرة، كان لتحرير مدينة حمص وسط سوريا طابع مختلف، فعلى أرضها اختلطت الخطط العسكرية لإدارة العمليات العسكرية بين إستراتيجية الالتفاف والهجوم من الخلف، وبين الحرب النفسية التي سبقت لحظة اقتحامها.
حكاية تحرير حمص يرويها مراسل “سوريا الآن” همام دعاس قائلا إن القصة بدأت قبل معركة ردع العدوان التي شنتها فصائل المعارضة المسلحة ضد قوات نظام بشار الأسد، حين أطلق الثوار حملة من الشائعات الأقرب للحقيقة بهدف إرباك النظام وقواته، وأوهموه بأن المعركة ستبدأ من ميزاناز في ريف حلب.
وحشد النظام قواته هناك، لتأتي المفاجأة من قطّان الجبل، حيث انطلقت الهجمات الحقيقية لقوات ردع العدوان.
بين إستراتيجية الالتفاف والحرب النفسية.. القصة الكاملة لتحرير حمص مع مراسلنا همام دعاس pic.twitter.com/rhn9bKpR1u
— SyriaNow – سوريا الآن (@AJSyriaNow) December 5, 2025
وبعد السيطرة على حلب، تقدمت قوات التحرير شرقا، وخاضت معارك عنيفة على محاور خنيفس – تل خزنة – المشرفة، في حين تقدمت من الغرب نحو الغمط – دير معلا – والدار الكبيرة، حتى أصبحت حمص مطوقة من الشرق والغرب.
أما المحور الشمالي فشهد الضربة الأشد، إذ اقتحمت القوات حاجز ملوك، أكبر وأقوى تحصينات النظام الأسد، مستخدمة سلاح الشاهين والمدفعية الثقيلة وكتائب “العصائب الحمراء” التي أحدثت هزة في الخطوط الأمامية للعدو.
سرعة المناورة، وضرب النقاط المتقدمة، أجبرت كبار الضباط على الفرار، تاركين الجنود يواجهون مصيرهم، بعد أن فقدوا السيطرة على الأرض.
أخيرًا جاء دور #حمص
مدينة #خالد_بن_وليد
وعاصمة الثورة السورية
وأكبر محافظة في #سورية
وشهدت أكبر مظاهرات في الثورة و #حي_بابا_عمرو#حمص_تتحرر – وتحرير كامل مدينة حمص….
وتحرير 3500 سجين وفرار قوات النظام
اقتربت نهاية الأسد وتغيرت قواعد اللعبة بعد عزل بيئته في الساحل …
The… pic.twitter.com/ndGuotHFYn— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) December 7, 2024
ويقول عبد المنعم ضاهر قائد لواء القوات الخاصة في الفرقة 52 إن قوات ردع العدوان اعتمدت أسلوب الالتفاف على عناصر نظام الأسد، كل منطقة تُسقط تصبح قاعدة للتقدم نحو الهدف التالي، مع إبقاء وحدات نخبوية لتأمينها. ترافق ذلك مع بث مكثف للإشاعات داخل المدينة، عن وجود مجموعات للثوار في أحياء داخل حمص مما أربك النظام قبل دخول القوات فعليا.
لحظة الدخول.. خالد بن الوليد يستقبل المحرّرين
وكان دخول حمص أشبه بمشهد تاريخي، المقاتلون توجهوا مباشرة نحو جامع خالد بن الوليد، حيث تذكروا العهد الذي قطعوه أثناء الحصار: أن يعودوا فاتحين. هناك، سجدوا شكرا، وحيوا الجامع تحية عسكرية، معتبرين وجود “سيف الله المسلول” في مدينتهم دافعا للاستمرار حتى تحقيق النصر الكامل.
من الجامع إلى ساعة حمص، خرج الأهالي لاستقبال قوات التحرير في مشهد احتفالي يليق بإنجازاتهم، وقد استعادت المدينة حريتها بعد سنوات من القمع والحصار.
كانت حمص يومها مدينة خالد بن الوليد الحرة، التي كسرت القيود، وعادت شامخة، لتروي للعالم قصة التحرير التي جمعت بين تكتيك الميدان وسلاح المعنويات، وأثبتت أن الحرب النفسية قد تمهد الطريق للنصر كما تفعل المدافع.
لحظات لا تُنسى من تحرير حمص… مقاتلون خرجوا مهجّرين وعادوا إليها فاتحين ✌? pic.twitter.com/PJbdimLVKf
— SyriaNow – سوريا الآن (@AJSyriaNow) December 6, 2025
مع اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، كانت حمص من أوائل المدن التي انتفضت بالمظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وصارت محورا رئيسيا للاحتجاجات. ومنذ ذلك الوقت، شهدت المدينة عمليات عسكرية مكثفة وقصفا عنيفا انتهجته قوات الأسد، وتصاعدت حدة الهجمات مع تحول الاحتجاجات السلمية تدريجيا إلى نزاع مسلح في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
🔍 تحليل وتفاصيل إضافية
يشير السقوط السريع لحمص، الذي تحقق عبر الحرب النفسية والمناورة الخاطفة، إلى تحول جوهري في الجغرافيا السياسية للصراع. هذا التحرك يدل على ارتقاء القدرة العملياتية لقوات المعارضة من حرب الاستنزاف إلى تكتيكات التطويق عالية الحركة، وهو أمر حيوي للسيطرة على المراكز الحضرية الرئيسية وخطوط الإمداد. اقتصادياً، تعني السيطرة على حمص—التي تمثل العقدة المركزية التي تربط الساحل بالعاصمة والشمال—تعطيلاً بالغاً للوجستيات الداخلية للنظام وقدرته على حشد الموارد، مما يفرض انكماشاً دفاعياً نحو المناطق الأساسية. سياسياً، يخدم الاستيلاء الرمزي على ‘عاصمة الثورة’ والتركيز على رمزية جامع خالد بن الوليد هدف إضفاء الشرعية على هيكل السيطرة الجديد داخلياً وخارجياً، مما يؤكد التآكل الذي لا رجعة فيه للسلامة الإقليمية للنظام وانهيار معنوياته.
💡 إضاءة: دمج إستراتيجية الالتفاف العسكري مع حملات الإشاعات الموجهة لإرباك القيادة قبل الاقتحام الفعلي.

