زخة شهب التوأميات كيف تراها ومتى تصل الذروة الفلكية
الـخـلاصـة
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
تُعد زخة شهب التوأميات، التي تبلغ ذروتها منتصف ديسمبر، واحدة من أبهى الظواهر الفلكية السنوية، حيث يمكن رصد ما يصل إلى 100 شهاب في الساعة في الظروف المثالية. تنشأ هذه الزخة عندما تعبر الأرض مجرى الغبار الذي خلّفه الكويكب الغامض 3200 فايثون. على عكس المذنبات التقليدية، يُعرف فايثون بأنه جرم قريب من الأرض يتفتت سطحه بفعل حرارة الشمس الشديدة. أفضل وقت للمشاهدة هو بعد منتصف الليل وحتى الفجر، خصوصاً ليلة 13-14 ديسمبر، حيث ترتفع كوكبة التوأم في السماء. لا يتطلب الرصد أي أدوات، بل مجرد مكان مفتوح ومظلم بعيد عن التلوث الضوئي للاستمتاع بالكرات النارية اللامعة التي تميز هذه الزخة.
📎 المختصر المفيد:
• ذروة التوأميات تحدث ليلة 13-14 ديسمبر، وقد تستمر ليلة 14-15 ديسمبر.
• مصدر الشهب هو حطام الكويكب القريب من الأرض 3200 فايثون.
• المعدل الأقصى للرصد يصل إلى 100 شهاب في الساعة في الظروف المثالية.
• أفضل أوقات المشاهدة هي بعد منتصف الليل وحتى قبيل الفجر.
• لا تحتاج إلى أي أدوات فلكية لرصدها، فقط سماء مفتوحة ومظلمة.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
مع حلول مطلع ديسمبر/كانون الأول كل عام، يترقب هواة رصد السماء واحدة من أبهى الظواهر الفلكية، وهي زخة شهب التوأميات. في تلك الليالي، تظهر الشهب تباعا كوميض خاطف، كأنها شرارات فضية تشق ستار العتمة ثم تختفي في لحظة.
وفي الظروف المثالية، أيْ سماء داكنة بعيدة عن أضواء المدن، مثل ما يحدث حين تسافر في رحلة قصيرة إلى الصحراء، قد يصل المعدّل إلى نحو 100 شهاب في الساعة.
أما داخل المدن، فتتراجع الأعداد بشكل واضح بسبب التلوث الضوئي، لكن التجربة لا تضيع تماما؛ إذ يمكن أن تلمح بين الحين والآخر شهبا لامعة، خاصة إذا استلقيت في مكان مرتفع ومكشوف مثل سطح المنزل.

ما زخات الشهب؟
زخات الشهب ظاهرة فلكية تحدث عندما تعبر الأرض أثناء دورانها حول الشمس حزاما من الغبار والجسيمات الدقيقة خلّفه مذنب أو كويكب على طول مداره.
هذه الحبيبات، وبعضها لا يزيد على حجم حبّة الرمل، تقتحم الغلاف الجوي بسرعات هائلة قد تبلغ عشرات الكيلومترات في الثانية، فتسخن بسرعة وتتبخّر بفعل الاحتكاك، فتظهر لنا كخطوط ضوئية خاطفة تسمى الشهب.
ولتقريب الصورة، تخيّل سيارة تسير على الطريق وتدخل فجأة في “سحابة” كثيفة من الحشرات حول ضوء قوي على جانب الطريق. الأرض تفعل شيئا شبيها بهذا، لكنها لا تدخل سربا من الحشرات بل تمرّ عبر نهر من غبار المذنبات أو الكويكبات. وعندما تعبر هذا النهر، نرى في السماء زخّات الشهب.
تحدث زخة شهب التوأميّات عندما تعبر الأرض، في منتصف ديسمبر من كل عام، مجرى من الغبار والجسيمات الدقيقة التي خلّفها الجرم القريب من الأرض المعروف باسم “3200 فايثون”.
هذا الجرم ليس مذنبا تقليديا ذا ذيل طويل، لكنه يقترب كثيرا من الشمس، فتتعرض مادته لحرارة شديدة تؤدي إلى تفتت سطحي وتحرر حبيبات تتوزع على طول مداره.
وعندما تدخل هذه الحبيبات الغلاف الجوي بسرعات كبيرة، تسخن وتتبخر بفعل الاحتكاك، فتظهر على هيئة خطوط ضوئية خاطفة تبدو كأنها تنطلق من جهة كوكبة التوأم، ومنها اكتسبت الزخة اسمها.

متى وأين أرى الشهب؟
تمتاز التوأميّات عادة بسرعات أقل من بعض الزخّات الأخرى (نحو 35 كيلومترا في الساعة تقريبا)، لكنها تعوّض ذلك بكثرة الشهب وظهور كرات نارية لامعة بين الحين والآخر، ما يجعل مشاهدتها ممتعة حتى من الأماكن غير المثالية.
وتنشط التوأميّات كل عام تقريبا في الفترة من أوائل ديسمبر حتى نحو 20 ديسمبر/كانون الأول، بينما تأتي الذروة في ليلة 13-14 ديسمبر/كانون الأول، وفي هذا العام، يمكن أيضا أن ترى شهبا لامعة كثيرة في الليلة الواقعة بين 14 و15 ديسمبر.
وتعد ليلة الذروة هي الأفضل للرصد لأنها تجمع أكبر عدد من الشهب في زمن قصير، خصوصا إذا كانت السماء مظلمة بعيدة عن أضواء المدن.
وأفضل أوقات المشاهدة تكون عادة بعد منتصف الليل وحتى قبيل الفجر، إذ ترتفع كوكبة التوأم في السماء أكثر، وتكون الأرض في حركتها المدارية متجهة “إلى الأمام” نحو تيار الجسيمات، فيزداد احتمال اصطدامها بالغلاف الجوي وظهور الشهب.
ولا تحتاج إلى أي أدوات فلكية، يكفي أن تختار مكانا مفتوحا، وتستلقي في وضع مريح، وتنظر إلى السماء الواسعة منتظرا تلك الومضات الخاطفة.
🔍 تحليل وتفاصيل إضافية
يمثل التزايد العالمي في التلوث الضوئي، الذي يهدد قدرة الجمهور والعلماء على رصد ظواهر فلكية أساسية مثل شهب التوأميات، مؤشراً على فشل السياسات الحضرية في دمج الاستدامة البيئية والطاقة الفعالة. هذا التدهور لا يقتصر على حرمان الأفراد من المشهد الطبيعي، بل يفرض تكلفة اقتصادية وعلمية باهظة. الدول التي تتجاهل معايير السماء المظلمة (Dark Sky Policies) تخاطر بتقويض بنيتها التحتية البحثية، مما يجعلها تعتمد على القوى الفضائية الكبرى في بيانات تتبع الأجرام القريبة من الأرض (NEOs) مثل 3200 فايثون. إن القدرة على إجراء رصد فلكي محلي دقيق هي جزء لا يتجزأ من الأمن العلمي والسيادي، وتراجعها يعكس خللاً في أولويات التمويل الموجه نحو البحث الأساسي مقابل التوسع العمراني غير المنظم.
💡 إضاءة: تُعد زخة شهب التوأميات فريدة لأن مصدرها ليس مذنباً تقليدياً، بل هو الجرم القريب من الأرض ‘3200 فايثون’، المصنف ككويكب نشط.

