الأحد - 7 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

علوم

لأول مرة.. تقنية ثورية تكشف اليورانيوم داخل عظام العراقيين

تابع آخر الأخبار على واتساب

اليورانيوم في عظام العراقيين: تقنية ثورية تكشف المستويات الخطيرة

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

اليورانيوم يتسلل إلى العظام! كشفت دراسة حديثة عن وجود مستويات مرتفعة من اليورانيوم والرصاص في عظام سكان الفلوجة بالعراق، وهي مستويات تزيد بأكثر من 300% عن المعدلات الطبيعية. استخدم الباحثون تقنية التحليل الفلوري بالأشعة السينية لرصد هذه المستويات، وتبين أن النساء والأصغر سناً هم الأكثر عرضة للتلوث. الدراسة ترجح أن مصدر اليورانيوم هو الأنشطة العسكرية، وتشير إلى مخاطر صحية محتملة مرتبطة بالتعرض لهذه المعادن الثقيلة. النتائج تسلط الضوء على الآثار البيئية والصحية طويلة الأمد للحروب على المجتمعات المتضررة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

يبدو أن آثار الحروب لا تبقى على الأرض فقط، لكنها تسكن الجسد أيضا، هذا ما توصل له باحثون من كلية العلوم الصحية بجامعة بيردو الأميركية، إذ تمكنوا من رصد مستويات مرتفعة من اليورانيوم والرصاص الذي قد يكون مصدره أسلحة الحروب في عظام سكان مدينة الفلوجة العراقية.



والفلوجة من  المدن التي شهدت الكثير من المعارك التي استخدمت فيها الذخائر بشكل كثيف من قبل الجيش الأميركي، منذ بدء الغزو في 2003، وهو ما يجعلها بيئة مثالية للبحث عن الآثار البيئية والبيولوجية للحروب.

وبحسب الدراسة المنشورة بدورية "إنفايرونمنتال بلووشن"، وقادتها الدكتورة إلين ويلز، من كلية العلوم الصحية بجامعة بيردو، فقد بلغ متوسط تركيز الرصاص في العظام 21.2 ميكروغراما لكل غرام من المعادن العظمية، بينما بلغ متوسط تركيز اليورانيوم 1.4 ميكروغرام لكل غرام، وهي نسب تزيد بأكثر من 300% عن المتوسط المسجل في دراسات سابقة لأشخاص من أميركا الشمالية.

وتقول الدكتورة ويلز في تصريحات نت: " للمرة الأولى، تمكنا من رصد اليورانيوم داخل أنسجة العظام لدى البشر باستخدام جهاز التحليل الفلوري بالأشعة السينية، والقدرة على قياس هذه المستويات في معظم المشاركين يشير إلى وجود تعرض واسع النطاق في المجتمع المحلي".

ما التحليل الفلوري بالأشعة السينية؟

وتقنية التحليل الفلوري بالأشعة السينية، أداة متقدمة تُستخدم عادة في المواقع الأثرية أو الصناعية، لكنها استخدمت في الدراسة لفحص العظام البشرية ميدانيا دون أخذ عينات أو إتلافها، وتعتمد على قيام الجهاز بإطلاق أشعة سينية عالية الطاقة على سطح العظم، فتتفاعل الذرات داخل العينة وتصدر إشعاعا مميزا يكشف عن العناصر المعدنية المخزنة في النسيج العظمي.

وتوضح ويلز أنه "في الدراسات السابقة التي أجريت في دول أخرى، استخدم العلماء نفس الجهاز، لكنه لم يتمكن من رصد أي كمية تذكر من اليورانيوم في العظام، أي أن تركيزاته كانت منخفضة إلى درجة لا يمكن قياسها بالأجهزة المتاحة".

وتضيف "أما في حالة الفلوجة، فقد تمكنا من رصد كميات قابلة للقياس لدى أغلب المشاركين بالدراسة، ما يعني أن التعرض لليورانيوم في هذا المجتمع واسع الانتشار وشديد الارتفاع، مقارنة بالمعدلات الطبيعية".

وترجح ويلز بقوة أن مصدر اليورانيوم المكتشف في عظام سكان الفلوجة هو النوع المنضب الناتج عن الأنشطة العسكرية، موضحة أن المصادر الطبيعية لليورانيوم لا يمكنها عادة أن تعرض السكان لمستويات قابلة للقياس داخل العظام.

أعلى نسبة بين النساء

وشملت هذه الدراسة 68 شخصا من 36 عائلة في الفلوجة، ووجدت أن النساء كانت لديهن مستويات أعلى من اليورانيوم في العظام مقارنة بالرجال، كما كشفت النتائج أن الأفراد الأصغر سنا لديهم تراكيز أعلى من الرصاص واليورانيوم في عظامهم مقارنة بكبار السن، كما لم يكشف تحليل عينات التربة التي جُمعت من مناطق سكن بعض المشاركين علاقة مباشرة بين تركيز المعادن في التربة وتلك الموجودة في العظام.

وحول ارتفاع مستويات اليورانيوم لدى النساء مقارنة بالرجال، توضح ويلز أن هذا الفارق ربما يرتبط بالعوامل الفسيولوجية وسلوكيات الحياة اليومية.

وتقول "نعلم من أبحاث سابقة أن النساء أكثر عرضة لامتصاص العناصر المشابهة للكالسيوم أثناء الحمل أو خلال الدورات الهرمونية الطبيعية، مما قد يزيد من تراكم المعادن الثقيلة في أجسامهن. كما يُحتمل أن النساء في الفلوجة يتعرضن أكثر للغبار الملوث داخل المنازل أثناء التنظيف اليومي، وهو ما قد يسهم في ارتفاع نسب التلوث لديهن."

أما عن المستويات الأعلى من الرصاص واليورانيوم في العظام لدى الفئات الأصغر سنا مقارنة بكبار السن، فأشارت الباحثة إلى أن ذلك قد يعكس اختلافا في معدلات التعرض عبر الأجيال.

وقالت "قد يكون الشباب تعرضوا لمصادر تلوث أشد كثافة في السنوات الأخيرة، ما أتاح لأجسامهم امتصاص كميات أكبر وتخزينها في العظام، وهذا الاتجاه يخالف ما لوحظ في دراسات أجريت في دول أخرى، وهو ما يدفعنا لمزيد من البحث لفهم السبب وراء هذه المفارقة."

الفرق بين تلوث التربة والعظام

كما بينت الباحثة أن عدم وجود علاقة مباشرة بين تراكيز المعادن في التربة وتلك الموجودة في العظام أمر متوقع علميا، موضحة أن التربة تعكس التعرض اللحظي فقط، بينما العظام تمثل سجلا تراكميا للتعرض عبر عقود طويلة.

وتابعت "العظام تحتفظ ببصمة زمنية دقيقة لما تراكم داخل الجسم على مدى الحياة، بينما التربة تعطينا لمحة محدودة عن البيئة الحالية فقط، والآن، وللمرة الأولى، أصبح لدينا فهم أوضح لما يحمله سكان الفلوجة في أجسامهم من ترسبات ناتجة عن عقود من التعرض."

وفيما يتعلق بالمخاطر الصحية، شددت ويلز على أن كلا المعدنين، الرصاص واليورانيوم، لا يؤديان أي وظيفة نافعة داخل الجسم البشري، مشيرة إلى أن الرصاص تحديدا يعد ساما في أي كمية.

وقالت "لدينا معرفة واسعة بأضرار الرصاص على القلب والجهاز العصبي، والمستويات التي رصدناها في الفلوجة تشير إلى احتمالات مرتفعة لظهور آثار صحية مشابهة في المجتمع. أما بالنسبة لليورانيوم، فلا تزال مخاطره أقل فهما، لكن هناك أدلة متزايدة على ارتباطه بالسرطان واضطرابات المناعة والتشوهات الخلقية".

لكن في هذا السياق، فإن ارتفاع التراكيز لا يعني تلقائيا أن كل فرد متأثر طبيا بارتفاع نسب تلك العناصر أو سيصاب بمرض، فهناك عوامل كثيرة تحدد الضرر، مثل الجرعة، والشدة، والمدة، والحالة الصحية للفرد، والجينات، وغيرها.

تحليل وتفاصيل إضافية

الدراسة التي أجريت في الفلوجة تمثل اختراقاً علمياً هاماً، إذ تكشف لأول مرة عن وجود اليورانيوم داخل أنسجة العظام لدى البشر باستخدام تقنية متطورة. النتائج صادمة، حيث تشير إلى تعرض واسع النطاق للسكان المحليين لمستويات خطيرة من اليورانيوم والرصاص. اللافت هو ارتفاع مستويات اليورانيوم لدى النساء وصغار السن، مما يستدعي إجراء المزيد من البحوث لفهم الأسباب الكامنة وراء ذلك. عدم وجود علاقة مباشرة بين تلوث التربة والعظام يعكس أهمية دراسة العظام كسجل تراكمي للتعرض للمعادن الثقيلة على مدى الحياة. هذه الدراسة تدق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لليورانيوم والرصاص، وتؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية صحة سكان الفلوجة.

أسئلة شائعة حول اليورانيوم

ما هي تقنية التحليل الفلوري بالأشعة السينية المستخدمة في الدراسة؟
هي تقنية متقدمة تستخدم لفحص العظام ميدانياً دون أخذ عينات، وتعتمد على إطلاق أشعة سينية عالية الطاقة على سطح العظم للكشف عن العناصر المعدنية المخزنة فيه.
لماذا كانت مستويات اليورانيوم أعلى لدى النساء مقارنة بالرجال في الدراسة؟
قد يعود ذلك إلى أن النساء أكثر عرضة لامتصاص العناصر المشابهة للكالسيوم أثناء الحمل أو خلال الدورات الهرمونية، كما أنهن قد يتعرضن أكثر للغبار الملوث داخل المنازل.
هل هناك علاقة بين تلوث التربة وتلوث العظام بالمعادن الثقيلة؟
لا توجد علاقة مباشرة، فالتربة تعكس التعرض اللحظي، بينما العظام تمثل سجلاً تراكمياً للتعرض للمعادن الثقيلة عبر عقود طويلة.
ما هي المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتعرض لليورانيوم والرصاص؟
الرصاص سام في أي كمية ويمكن أن يؤثر على القلب والجهاز العصبي. اليورانيوم قد يرتبط بالسرطان واضطرابات المناعة والتشوهات الخلقية.
ما هو مصدر اليورانيوم المكتشف في عظام سكان الفلوجة؟
ترجح الدراسة بقوة أن مصدر اليورانيوم هو النوع المنضب الناتج عن الأنشطة العسكرية، حيث أن المصادر الطبيعية لليورانيوم لا تعرض السكان لمستويات قابلة للقياس داخل العظام.
ما هي أهمية هذه الدراسة؟
تسلط الدراسة الضوء على الآثار البيئية والصحية طويلة الأمد للحروب على المجتمعات المتضررة، وتؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية صحة سكان الفلوجة.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام