الإثنين - 22 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

مرصد جيمس ويب يكشف عن ثقب أسود يتحدى نظريات العلماء

تابع آخر الأخبار على واتساب

نمو الثقوب السوداء يتحدى الفيزياء: اكتشاف جيمس ويب الصادم

الـخـلاصـة حول نمو الثقوب السوداء

📑 محتويات:

يُعيد اكتشاف مرصد جيمس ويب لظاهرة **نمو الثقوب السوداء** في الكون المبكر صياغة فهمنا للفيزياء الكونية. التقط التلسكوب صورة لمجرة بعيدة جداً، نشأت بعد الانفجار العظيم بـ 570 مليون سنة فقط، تحتوي على ثقب أسود فائق الكتلة يقدر بـ 100 مليون مرة كتلة الشمس. المفاجأة تكمن في أن هذا الثقب الأسود يبدو “مفرط الكتلة” مقارنة بمجرته المضيفة، مما يشير إلى أنه سبقها في النمو. هذا الجرم، الذي ينتمي لفئة “النقاط الحمراء الصغيرة”، يلتهم المادة بنشاط شديد، مما يجعله محركاً قوياً للضوء. إذا كانت هذه الأجرام شائعة، فإنها تتطلب فيزياء جديدة لتفسير سرعة تشكل ونمو الثقوب السوداء في فجر الكون.

📎 المختصر المفيد:
• اكتشف مرصد جيمس ويب ثقباً أسود فائق الكتلة في مجرة نشأت بعد 570 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
• تقدر كتلة الثقب الأسود بحوالي 100 مليون مرة كتلة الشمس، وهو حجم ضخم جداً بالنسبة لزمن نشأته المبكر.
• الثقب الأسود يبدو “مفرط الكتلة” مقارنة بمجرته المضيفة، مما يشير إلى أنه سبقها في النمو ويتحدى العلاقات الكونية المعتادة.
• الجرم المكتشف ينتمي لفئة “النقاط الحمراء الصغيرة”، وهي أجرام كثيفة وساطعة على نحو غير متوقع في الكون الأول.
• النتائج تشير إلى أن العلماء ربما كانوا يقللون من سرعة تشكّل ونمو الثقوب السوداء في فجر الكون، مما يستدعي فيزياء جديدة.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في صورة جديدة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، عبر عنقود مجري يُرى في اتجاه مجموعة من النجوم تسمى “كوكبة الأسد”، تبدو مجرة صغيرة كنقطة حمراء باهتة وسط زحام المجرات.



لكنْ خلف هذا الخفوت تختبئ قصة نمو مبكّر جدا لثقب أسود فائق الكتلة، يلتهم المادة المحيطة به بنشاط، عندما كان عمر الكون نحو 570 مليون سنة فقط، حسبما أشار العلماء في بيان صحفي رسمي صادر من منصة المرصد.

كيف يرصد العلماء جرما عاش قبل مليارات السنوات؟ الإجابة تتعلق بالضوء، كلما كان الجرم أبعد خرج الضوء منه ومضى لمسافة أطول، ومن ثم زمن أطول، فإذا انطلق الضوء من مجرة بعيدة جدا جدا نشأت بعد الانفجار العظيم بـ570 مليون سنة، فذلك يعني أن ضوءها سيأخذ نحو 13.3 مليار سنة ليصل إلينا، وحينما يصل إلينا نرى المجرة في حالتها القديمة.

النقاط الحمراء الصغيرة

هذه المجرة تحمل اسما يبدو كرمز في دفتر ملاحظات فلكي “سي إيه إن يو سي إس-إل آر دي-زد8.6″، وهي واحدة من فئة أجرام حيّرت الفلكيين منذ أن بدأ ويب يفتح نافذة الأشعة تحت الحمراء على الكون الأول، سميت “النقاط الحمراء الصغيرة”.

هذه الأجرام كثيرة على نحو غير متوقع، ومنشرة في الكون المبكر، وصغيرة ومضغوطة، وتظهر بلون أحمر قوي لأنها بعيدة جدا ولأن ضوءها تمدّد مع تمدد الكون.

الصورة وحدها لا تكفي لتحديد ما إذا كانت تلك النقطة الحمراء مجرة عادية أو شيئًا أكثر غرابة. هنا يأتي دور بصمة الضوء، حيث يحتوي الضوء الصادر من كل جرم في الكون على بيانات عن هذا الجرم.

استخدم الباحثون أداة “نير سبيك” على مرصد ويب لتحليل الضوء القادم من المجرة إلى ألوانه وأطواله الموجية، مثلما نفكك ضوء المصباح عبر منشور زجاجي.

ثقب أسود عملاق

وبحسب الدراسة، التي نشرها الباحثون في “نيتشر كوميونيكيشنز”، فالنتيجة كانت حاسمة، حيث يشير الطيف إلى غاز شديد التأين وإشارات تُفهم عادة على أنها بيئة عنيفة حول نواة مجرية نشطة، أي منطقة يغذي فيها الغاز ثقبًا أسود في المركز.

المفاجأة الأكبر بالنسبة للفريق البحثي ليست مجرد العثور على ثقب أسود فائق الكتلة في الكون المبكر، بل حجمه مقارنة بمجرته، فتقدير كتلة الثقب الأسود يصل إلى قرابة حوالي 100 مليون مرة كتلة الشمس، وهو رقم ضخم جدا بالنسبة لزمن بعيد كهذا.

وتشير الدراسة إلى أن هذا الثقب الأسود يبدو “مفرط الكتلة” مقارنة بكتلة نجوم مجرته، أي أنه أكبر مما توحي به العلاقات المعتادة التي نراها في الكون بين كتلة الثقب الأسود وكتلة المجرة.

هذا يعني، بصورة مبسطة، أن الثقب الأسود قد يكون سبق مجرته في “سباق النمو”، أي نما بسرعة بينما كانت المجرة لا تزال في بداياتها.

ظاهرة محيرة

النقاط الحمراء الصغيرة محيرة، لأنها تبدو ظاهريا كمجرات صغيرة، لكن سطوعها وخصائصها قد يوحيان بأن جزءا معتبرا من ضوئها لا يأتي من النجوم وحدها، بل من محرك أشد كفاءة في إنتاج الضوء، وهو مادة نشطة حول ثقب أسود.

ولهذا تُعامل أجرام مثل “سي إيه إن يو سي إس-إل آر دي-زد8.6” كقطعة مهمة من أحجية أكبر يحاول العلماء من خلالها الإجابة عن عدة أسئلة: ما طبيعة هذه الأجسام؟ وهل كانت تمثل مرحلة شائعة في بدايات المجرات؟ وكيف نمت الثقوب السوداء إلى هذه الكتلة في زمن قصير نسبيا؟

جيمس ويب، خلال سنواته الأولى، بدأ يعثر على هذه الفئة بأعداد متزايدة، مما يجعل احتمال كونها استثناءات نادرة أقل إقناعا. وإذا كانت شائعة فعلا، فهذا يعني أن العلماء ربما كانوا يقللون من سرعة تشكّل الثقوب السوداء ونموها في فجر الكون، وهذا أمر يحتاج إلى فيزياء جديدة لدراسته.

🔍 تحليل نمو الثقوب السوداء وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن الاستثمار في البنية التحتية العلمية المتقدمة، مثل مرصد جيمس ويب، لم يعد مجرد رفاهية أكاديمية بل أصبح ركيزة أساسية للقوة الناعمة والريادة التكنولوجية العالمية. إن القدرة على كشف أسرار الكون المبكر، وتحديداً تسارع **نمو الثقوب السوداء**، لا يخدم فقط المجتمع الفلكي، بل يعزز مكانة الدول التي تمول هذه المشاريع كقوى رائدة في مجال الابتكارات التقنية. إن البيانات الجديدة التي تتحدى النماذج الفيزيائية القائمة تفتح الباب أمام جيل جديد من الأبحاث والتقنيات الحاسوبية المتقدمة اللازمة لمحاكاة هذه الظواهر. هذا السباق العلمي، الذي يكشف عن أسرار مثل **نمو الثقوب السوداء** غير المتوقع، هو في جوهره سباق اقتصادي وتقني بين القوى العظمى، حيث تتنافس على استقطاب العقول وتطوير الأدوات التي ستشكل مستقبل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. إن الحاجة إلى فيزياء جديدة لتفسير **نمو الثقوب السوداء** تعني ضخ استثمارات ضخمة في الجامعات ومراكز الأبحاث، مما يؤكد أن العلم الرائد هو المحرك الأقوى للنمو الاقتصادي المستدام.

💡 إضاءة: الثقب الأسود المكتشف يبلغ 100 مليون مرة كتلة الشمس، وهو مفرط الكتلة مقارنة بمجرته المضيفة التي نشأت بعد 570 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.

❓ أسرار الكون: أسئلة وأجوبة حول اكتشاف ويب

شو يعني “النقاط الحمراء الصغيرة” اللي عم يحكوا عنها؟
هي فئة من الأجرام الكونية المكتشفة حديثاً في الكون المبكر، تبدو صغيرة ومضغوطة وتظهر بلون أحمر قوي بسبب بعدها الشديد وتمدد ضوئها.
كيف عرفوا إنه هذا الثقب الأسود كبير كثير لهالدرجة؟
استخدم الباحثون أداة “نير سبيك” لتحليل الطيف الضوئي الصادر من المجرة، والذي أشار إلى وجود غاز شديد التأين وبيئة عنيفة حول نواة مجرية نشطة.
ليش هذا الثقب الأسود بيخالف النظريات القديمة؟
لأنه يبدو “مفرط الكتلة” مقارنة بكتلة نجوم مجرته، مما يتحدى العلاقات المعتادة التي تفترض نمواً متوازناً بين الثقب الأسود والمجرة المضيفة.
متى بالضبط شافوا هذا الجرم؟
الجرم نشأ عندما كان عمر الكون نحو 570 مليون سنة فقط، أي أن ضوءه استغرق حوالي 13.3 مليار سنة ليصل إلى تلسكوب جيمس ويب.
شو هي “كوكبة الأسد” المذكورة بالخبر؟
هي مجموعة من النجوم تُرى في اتجاهها المجرة التي تحتوي على الثقب الأسود المكتشف، وهي مجرد إشارة إلى الموقع السماوي.
شو يعني إنه الثقب الأسود “سبق مجرته في النمو”؟
يعني أن الثقب الأسود نما بسرعة فائقة جداً في فجر الكون، بينما كانت مجرته لا تزال في مراحلها التكوينية المبكرة.