الأحد - 21 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

اكتشاف “إعصار” من المجرات طوله 500 مليون تريليون كيلومتر

تابع آخر الأخبار على واتساب

الشبكة الكونية تكشف إعصاراً ضخماً من المجرات الدوارة

الـخـلاصـة حول الشبكة الكونية

📑 محتويات:

الدراسة الجديدة حول **الشبكة الكونية** كشفت عن بنية مذهلة: خيط كوني عملاق من المجرات يدور حول محوره. هذا الخيط، الذي يبلغ طوله حوالي 50 مليون سنة ضوئية (ما يعادل 500 مليون تريليون كيلومتر)، يمثل جزءاً من البنية الإسفنجية للكون. استخدم علماء جامعة أوكسفورد أرصاداً مدمجة من تلسكوب “ميركات” ومسح سلون، لقياس حركة المجرات والغازات. وجدوا أن المجرات على جانبي الخيط تتحرك في اتجاهين متعاكسين، مما يدل على دوران البنية بسرعة هائلة تصل إلى 110 كيلومترات في الثانية. هذا الاكتشاف غير المسبوق يدفع العلماء لإعادة تقييم النماذج النظرية لفهم تطور المجرات وتوزيع المادة المظلمة في الكون.

📎 المختصر المفيد:
• اكتشف علماء جامعة أوكسفورد خيطاً كونياً هائلاً من المجرات يدور حول محوره، مشكلاً ما يشبه الإعصار.
• يبلغ طول هذا الخيط المكتشف 50 مليون سنة ضوئية، أي ما يعادل 500 مليون تريليون كيلومتر.
• تم قياس سرعة دوران البنية بحوالي 110 كيلومترات في الثانية، وهي سرعة هائلة على هذا المقياس.
• اعتمد الاكتشاف على دمج أرصاد تلسكوب ‘ميركات’ الراديوي مع بيانات مسح سلون الرقمي للسماء.
• يشير الدوران إلى أن المجرات على جانبي الخيط تتحرك في اتجاهين متعاكسين حول محور مركزي.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

حينما يستخدم العلماء تلسكوباتهم في محاولة لفهم توزيع المجرات في الكون عبر مسح سماوي شامل، يجدون أنها لا تتوزع بانتظام، وإنما تتخذ شكل خيوط مترابطة معًا وفراغات شبه خالية من المجرات فيما بينها.



يشبه الأمر قطع الإسفنج، أو تلك القطعة اللذيذة من الجبن في أفلام “توم وجيري”، في نقط التقاء تلك الخيوط معًا نجد التجمعات المجرية الكثيفة، التي تحتوي على آلاف المجرات، وما بينها تمتد خيوط من المجرات.

هذه هي ما نسميها بالشبكة الكونية، إنها أعظم أشكال الكون الذي نراه، ويهتم العلماء بدراستها، على أمل فهم أصل الكون قبل مليارات السنوات.

وفي مقطع الفيديو التالي الذي صممه علماء من وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، تلاحظ كيف تتوزع المجرات في مناطق كثيفة، وبينها ما يشبه الفراغات، وفيما بينها نلاحظ خيوطا ممتدة، تتكون كذلك من المجرات:

إعصار من المجرات

ويبدو أن علماء الفيزياء والفلك من جامعة أوكسفورد البريطانية قد عمّقوا هذا المشهد تماما، حيث كشفت أرصاد حديثة أجروها أن هذه الخيوط بين تجمعات المجرات تدور بشكل يشبه منصة لعبة “أكواب الشاي الدوّارة” في الملاهي، فكل كوب يدور وحده، والمنصة بأكملها تدور أيضا، أو ربما بشكل يشبه الإعصار الذي يدور حول نقطة مركزية ويتخذ شكل خيط أو قمع.

سجل العلماء وجود سلسلة شديدة النحافة (نسبيا) تضم 14 مجرة غنية بالهيدروجين مصطفّة في خط طوله نحو 5.5 ملايين سنة ضوئية وعرضه نحو 117 ألف سنة ضوئية.

وبحسب الدراسة، التي نشرها الفريق في دورية “مونثلي نوتيس” الصادرة عن الجمعية الفلكية الملكية، فإن هذه السلسلة ليست وحدها، فهي جزء من خيط كوني أكبر يضم أكثر من 280 مجرة ويبلغ طوله قرابة 50 مليون سنة ضوئية، على بُعد يقارب 140 مليون سنة ضوئية منّا.

السنة الضوئية الواحدة تساوي نحو 10 تريليونات كيلومتر، مما يعني أن هذا الخيط الكوني يبلغ طوله نجو 500 مليون تريليون كيلومتر.

للمقارنة، فإن محيط أرضنا، يعني ذلك أن تقرر الدوران في رحلة عبر الكوكب كله بالطائرة، يبلغ نحو 40 ألف كيلومتر فقط، يتطلب ذلك الدوران بطائرة نفاثة نحو 45 ساعة طيران.

سرعة هائلة

قد تسأل: كيف عرف العلماء أن هذا التكوين العظيم يدور؟ والفكرة هنا ليست أن أحدا شاهد دورانا بعينيه، بل أن العلماء قاسوا حركة المجرات والغاز المنتشر بينها، فوجدوا أن المجرات على جانبي عمود الخيط تتحرك في اتجاهين متعاكسين، وهي إشارة نمطية على دوران بنية حول محورها.

وباستخدام نماذج ديناميكيات الخيوط، استنتجوا سرعة دوران تقارب 110 كيلومترات في الثانية.

البيانات جاءت من دمج أرصاد من تلسكوب “ميركات” الراديوي في جنوب أفريقيا لالتقاط بصمة الهيدروجين الذي يعد وقودا لصناعة النجوم، مع أرصاد ضوئية من “مسح سلون الرقمي للسماء” و”أداة الطاقة المظلمة الطيفية”، لتحديد المجرات وبنيتها وسرعاتها بدقة أفضل.

إذا تأكد هذا الكشف مع البحث عن أمثلة أكثر لخيوط مشابهة في مسوحات أوسع، فإن ذلك سيدفع العلماء لإعادة النظر في العديد من نماذجهم النظرية التي تشرح بنية الشبكة الكونية، الأمر الذي سيؤثر على فهمنا لطبيعة المجرات والمادة المظلمة.

🔍 تحليل الشبكة الكونية وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن الفهم الحالي لديناميكيات الكون وبنية **الشبكة الكونية** قد يكون قاصراً عن استيعاب التعقيدات الحركية على المقاييس الكبرى. إن اكتشاف دوران خيوط المجرات بسرعة 110 كم/ثانية يمثل تحدياً مباشراً للنماذج الكونية القياسية التي تفترض توزيعاً أكثر استقراراً أو حركة أقل انتظاماً في هذه البنى. هذا الاكتشاف ليس مجرد إضافة معرفية، بل هو نقطة تحول منهجية ستؤثر على تخصيص الموارد البحثية العالمية. فبدلاً من التركيز فقط على المادة المظلمة والطاقة المظلمة كقوى دافعة، سيتجه التمويل والجهد الأكاديمي نحو تطوير نماذج ديناميكية جديدة تشرح كيف يمكن لهذه الخيوط الهائلة أن تكتسب زخماً دورانياً بهذا الحجم. إن تأكيد وجود الدوران في المزيد من مكونات **الشبكة الكونية** سيتطلب استثمارات ضخمة في تلسكوبات راديوية متقدمة مثل “ميركات” و”مصفوفة الكيلومتر المربع”، مما يعزز التعاون الدولي في مجال البنى الكونية. هذا التحول في الأولويات البحثية يؤكد أن فهمنا لتطور **الشبكة الكونية** لا يزال في مراحله المبكرة، وأن البنى الكونية قد تكون أكثر شبهاً بالآلات المعقدة منها بالبنى الثابتة.

💡 إضاءة: الدوران المكتشف لخيط المجرات هو أول دليل رصدي على أن البنى الكونية على هذا المقياس الهائل يمكن أن تدور حول محورها بسرعة 110 كيلومترات في الثانية.

❓ حقائق خفية حول إعصار المجرات الكوني

كيف عرفوا إنو هاد الخيط عم يدور؟ ما حدا شافه بعينه!
لم يتم رصد الدوران بالعين المجردة، بل تم قياس حركة المجرات والغازات على جانبي الخيط، حيث تبين أنها تتحرك في اتجاهين متعاكسين، وهي إشارة نمطية على الدوران.
شو يعني خيط كوني؟ شو علاقته بالكون؟
الخيوط الكونية هي بنى ضخمة من المجرات والغازات تربط بين التجمعات المجرية الكثيفة، وتشكل مع الفراغات ما يُعرف بالشبكة الكونية.
كم طول هاد الإعصار بالضبط؟ الرقم كبير كتير.
يبلغ طول الخيط حوالي 50 مليون سنة ضوئية، وهو ما يعادل تقريباً 500 مليون تريليون كيلومتر.
شو هو تلسكوب “ميركات” اللي استخدموه؟
تلسكوب “ميركات” هو تلسكوب راديوي يقع في جنوب أفريقيا، ويستخدم لالتقاط بصمة غاز الهيدروجين، وهو الوقود الأساسي لتكوين النجوم والمجرات.
ليش هالاكتشاف مهم؟ شو بيغير بالفيزياء؟
إذا تأكد هذا الدوران في بنى أخرى، فإنه سيدفع العلماء لإعادة النظر في النماذج النظرية التي تشرح بنية الشبكة الكونية وتوزيع المادة المظلمة.
هل هذا الخيط قريب منا؟
يقع هذا الخيط الكوني على بُعد يقارب 140 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض.