تصنيف الحرباء يكشف خدعة 150 عاماً في مدغشقر
الـخـلاصـة حول تصنيف الحرباء
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
كشف **تصنيف الحرباء** الحديث، باستخدام تقنية الميوزوميكس (استخراج الحمض النووي من عينات المتاحف القديمة)، أن حرباء “بينوكيو” الشهيرة التي ظن العلماء أنها مجرد عضو في مجموعة متشابهة، هي في الواقع نوع مستقل سُمّي “كالوما بينوكيو”. كما أظهرت الدراسة نوعاً مخفياً آخر هو “كالوما هوفريتري”. هذا الالتباس استمر 150 عاماً بسبب الاعتماد على المظهر الخارجي، وتحديداً الزائدة الأنفية الخادعة التي تتغير بسرعة. ويؤكد الباحثون أن دقة التصنيف ضرورية لحماية الأنواع، خاصة في مدغشقر التي تعد موطناً لأكثر من 40% من حَرَابِي العالم، مشددين على أن الخلط بين الأنواع يؤدي إلى خطط حفظ غير فعالة.
📎 المختصر المفيد:
• أثبتت دراسة جينية أن حرباء بينوكيو (Calumma pinocchio) هي نوع مستقل وليست مجرد عضو في مجموعة متشابهة، بعد 150 عاماً من التصنيف الخاطئ.
• كشفت التحليلات عن نوع مخفي ثانٍ جديد سُمّي رسمياً «كالوما هوفريتري» كان يُخلط لسنوات مع نوع معروف بسبب التشابه الظاهري.
• استخدم العلماء منهج «الميوزوميكس» لاستخراج الحمض النووي من عينات متحفية يعود أقدمها لعام 1836.
• الاعتماد على الزوائد الأنفية لتصنيف هذه الحرباويات كان خادعاً بسبب تغيرها السريع في الطول والشكل واللون.
• دقة التصنيف ضرورية لحفظ الطبيعة في مدغشقر، التي تضم الآن 100 نوع معروف من الحرباء من أصل 236 نوعاً عالمياً.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
على سفوح مدغشقر الرطبة، حيث تتحول الأغصان إلى مسارح صغيرة لتبدّل الألوان والكمائن الصامتة، تعيش حرباء اشتهرت بين المصورين وعشاق الطبيعة بأنف ممدود يذكّر بقصة بينوكيو.
لقرابة قرنٍ ونصف، ظن علماء الزواحف أنهم يعرفون هويتها، حيث تصوروا أنها مجرد عضو داخل مجموعة من “الحرباويات ذات الأنف المتدلي” التي تتشابه ملامحها، ويُستدل بينها غالبا من طول الزائدة الأنفية وشكلها.
نوع جديد
لكن دراسة جديدة تقول إن العلماء كانوا يضعون “الملصق الخطأ” على الحيوان الصحيح، فهذه الحرباء المعروفة شعبيا بـ”حرباء بينوكيو” هي في الحقيقة نوع مستقل، سُمّي رسميا “كالوما بينوكيو” كي يتوافق الاسم العلمي مع الاسم الشائع.
وفي مفاجأة ثانية، كشفت التحليلات عن نوع مخفي آخر كان يُخلط لسنوات مع نوع معروف بسبب التشابه الظاهري، وأُطلق عليه اسم “كالوما هوفريتري”.
السبب في هذا الالتباس أن “الأنف” نفسه، الذي اعتُبر علامة تشخيصية، قد يكون خادعا، حيث ظهر للعلماء أن الزوائد الأنفية لدى هذه الحَرَابِي يمكن أن تتغير بسرعة من حيث الطول والشكل وحتى اللون، ما يجعل الاعتماد على المظهر وحده طريقا للخطأ.
ويقترح الفريق أن اختيار الإناث لشركاء التزاوج قد يكون من القوى التي تدفع هذا التغير السريع للزوائد الأنفية مع الزمن.

خزائن المتاحف
الجزء الأكثر إثارة في القصة أن الحسم لم يأتِ فقط من عينات حديثة، بل من خزائن المتاحف، حيث استخدم الفريق منهجا يُعرف بالـ”ميوزوميكس”، حيث يتم استخراج الحمض النووي من عينات متحفية محفوظة منذ زمن بعيد.
وبحسب الدراسة، فإن أقدم عينة استُخدمت في التحليل جُمعت عام 1836، أي قبل ولادة كثير من أدوات علم الوراثة الحديثة بزمن طويل.
جمع الفريق بين بيانات شكلية وتسلسلات جينية، ورصد فروقا وراثية كبيرة داخل العينة قيد الدراسة، وتبين لهم أن حرباء بينوكيو بالفعل نوع مختلف، حتى وإن أبدى بعضا من التشابه من الرفاق ذوي الأنف الطويل.
للتصنيف ضرورة
هنا قد تسأل عن أهمية كل هذا، ما الفرق بين أن تنضم الحرباء لهذه الفئة أو تلك؟ لكن التصنيف مهم، بل هو أساس الحماية والحفاظ على العالم الحيواني، حين نخلط نوعين تحت اسم واحد، قد نخطئ في تقدير نطاق انتشارهما أو عدد أفرادهما أو درجة تهديدهما.
بناء على ذلك التقدير الخاطئ، قد يقوم العلماء (مع الجهات الحكومية المختصة) ببناء خطط حفظ الطبيعة على مقاس خاطئ، ما قد يضر الحيوان.
مدغشقر تحديدا لا تحتمل هذا النوع من “العمى العلمي”، فهي موطن لأكثر من 40% من أنواع الحرباء المعروفة عالميا، ومع إضافة النوعين الجديدين، فإن ة باتت تضم 100 نوع معروف من الحرباء من أصل 236 نوعا عالميا.
🔍 تحليل تصنيف الحرباء وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى الأهمية الاستراتيجية للاستثمار في البنية التحتية العلمية القديمة، وتحديداً خزائن المتاحف، التي تتحول اليوم بفضل علم الوراثة الحديث إلى “مناجم بيانات” حيوية. إن قدرة العلماء على استخلاص الحمض النووي من عينات تعود إلى القرن التاسع عشر تؤكد أن الحفظ المادي للعينات هو استثمار طويل الأجل في الأمن البيولوجي والسيادة الوطنية على الموارد الطبيعية. بالنسبة لدولة مثل مدغشقر، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة البيئية وتواجه تحديات هائلة في الحفاظ على تنوعها الفريد، فإن دقة **تصنيف الحرباء** وغيرها من الكائنات المستوطنة ليست مجرد مسألة أكاديمية، بل هي أساس اقتصادي. فالخطأ في **تصنيف الحرباء** يعني خطأ في تقدير قيمة الأصول البيئية، ما يؤدي إلى هدر في ميزانيات الحفظ الدولية والمحلية. هذا المنهج الجديد، الذي يجمع بين الميوزوميكس والبيانات الشكلية، يمثل نموذجاً يجب تطبيقه على نطاق واسع في المناطق الساخنة بيئياً، لضمان أن تكون خطط الحفظ مبنية على حقائق جينية لا على تشابهات سطحية خادعة، مما يعزز فعالية جهود حماية التنوع البيولوجي ويدعم جهود **تصنيف الحرباء** بشكل خاص.
💡 إضاءة: أقدم عينة استُخدمت في التحليل الجيني جُمعت عام 1836، أي قبل ظهور أدوات علم الوراثة الحديثة بزمن طويل.

