الإثنين - 22 ديسمبر / كانون الأول 2025
اقتصاد

هذا ما سيجنيه المغرب اقتصاديا من كأس أفريقيا لكرة القدم 2025

تابع آخر الأخبار على واتساب

الاستثمار الهيكلي يرفع عائدات المغرب من كأس أفريقيا 2025

الـخـلاصـة حول الاستثمار الهيكلي

📑 محتويات:

يُظهر **الاستثمار الهيكلي** الذي ضخه المغرب في البنية التحتية الرياضية وغير الرياضية، تحولاً جذرياً في التعامل مع كأس أفريقيا 2025، حيث لم يعد مجرد حدث رياضي بل محرك نمو. من المتوقع أن تصل إيرادات البطولة إلى 312.8 مليون دولار للكاف، بينما قد يجني المغرب مليار دولار من إنفاق 1.5 مليون مشجع متوقع. اعتمد المغرب نموذج تمويل غير تقليدي بقيمة 150 مليار درهم (15 مليار دولار) عبر نظام الدفع المؤجل، مما يخفف الضغط عن الميزانية العامة. هذه الاستثمارات في الملاعب والنقل الحضري (1.1 مليار دولار) تهدف إلى خلق أقطاب نمو محلية، وتُعد اختباراً حقيقياً لتموقع المغرب كقوة إقليمية صاعدة قبل استضافة مونديال 2030.

📎 المختصر المفيد:
• توقع إيرادات للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) بقيمة 312.8 مليون دولار، بزيادة 88% مقارنة بالدورة السابقة.
• ضخ المغرب استثمارات هيكلية تقارب 150 مليار درهم (15 مليار دولار) في تأهيل الملاعب والبنية التحتية.
• التمويل يعتمد على نموذج الدفع المؤجل لمدة 20 عاماً عبر صندوق الإيداع والتدبير، لتخفيف الضغط عن الميزانية العامة.
• من المتوقع أن يزور المغرب 1.5 مليون مشجع، بعائدات إجمالية قد تصل إلى 12 مليار درهم (مليار دولار).
• تُعد البطولة اختباراً عملياً لمدى جاهزية المغرب التنظيمية قبل استضافة كأس العالم 2030.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

الرباط– عند منتصف الليل، لن تُطفأ أنوار مقاهي العاصمة الرباط كما جرت العادة، إذ ستظل الكراسي ممتلئة، وحركة الزبائن مستمرة حتى الثانية صباحا، بعد دخول قرار تمديد ساعات العمل حيز التنفيذ يوم 17 ديسمبر/كانون الأول، بمناسبة تنظيم المغرب لكأس أفريقيا لكرة القدم.



ويتوقع أن تتصاعد وتيرة هذه الحركة مع انطلاق منافسات كأس أفريقيا لكرة القدم غدا الأحد، التي تحتضنها 6 مدن مغربية على مدى 29 يوما.

وبالنسبة لكثير من المغاربة، لا تعني “ساعتان إضافيتان” هامشا زمنيا أطول للاستهلاك فقط، بل تمثل إعادة ضخ فعلية للسيولة في الدورة الاقتصادية اليومية، فمطاعم تعمل لساعات أطول، ونقل حضري أكثر نشاطا، ويد عاملة إضافية، وسوق خدمات يستعد لذروة غير مسبوقة، تتحول معها كرة القدم من شغف جماهيري إلى محرك نمو محسوس في تفاصيل الحياة اليومية.

وتشكل كأس أمم أفريقيا “توتال إنيرجي” المغرب 2025 محطة فارقة، ليس فقط في تاريخ الموارد المالية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بل أيضا في حجم العائدات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي يُنتظر أن يجنيها المغرب من تنظيم هذا الحدث القاري.

طفرة مالية

بحسب معطيات رسمية صادرة عن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “الكاف”، يُتوقع أن يبلغ إجمالي إيرادات السنة المالية 2025-2026 نحو 3.1 مليارات درهم (312.8 مليون دولار)، أي بزيادة تقارب 88% مقارنة بدورة 2023-2024.

وتنعكس هذه القفزة على الاقتصاد المغربي عبر ارتفاع مداخيل حقوق البث والإعلانات، وتدفق إنفاق الجماهير والبعثات الرسمية، فضلا عن العائدات الضريبية المرتبطة بالنقل والإيواء والخدمات.

Children play outside a train station with a banner welcoming fans ahead of the Africa Cup of Nations soccer competition, in Rabat, Morocco, Friday, Dec. 19, 2025. (AP Photo/Mosa'ab Elshamy)

وتعكس هذه الزيادة، وفق مسؤولي “الكاف”، الجاذبية التجارية غير المسبوقة لهذه النسخة من البطولة، سواء من حيث حقوق البث، أو الرعاية، أو الإقبال الجماهيري.

وفي هذا السياق، يؤكد الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فيرون موسينغو أومبا، من الرباط، أن “نسخة المغرب 2025 ستكون الأفضل في تاريخ البطولة، وستحطم الأرقام القياسية رياضيا وماليا”، مشيرا إلى أنه “تم بيع أكثر من مليون تذكرة إلى حدود الساعة”.

ولا تنفصل هذه الثقة عن حجم الاستثمارات التي ضخها المغرب في البنية التحتية الرياضية وغير الرياضية، والتي جعلت البطولة تُصنف كحدث عالمي، إذ يُتوقع أن يزور المغرب نحو 1.5 مليون مشجع، بينهم نحو 100 ألف من أوروبا وأسواق غربية أخرى، كما يبرز الخبير بالمعهد المغربي للذكاء الإستراتيجي، هشام كسراوي.

ويضيف كسراوي أن معدل إنفاق هؤلاء المشجعين يختلف حسب الأسواق، غير أن الإنفاق المتوسط يتجاوز 10 آلاف درهم (ألف دولار) للفرد، تشمل تذكرة السفر، والإقامة، وتذاكر المباريات، والوجبات، والأنشطة التجارية، مما يعني عائدات إجمالية قد تصل إلى 12 مليار درهم (مليار دولار).

تمويل غير تقليدي

وفي استعداداته لتنظيم “الكان”، اختار المغرب كسر المنطق التقليدي القائم على الإنفاق العمومي المباشر، فقد كشف الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، عن تعبئة استثمارات تقارب 150 مليار درهم (15 مليار دولار)، تشمل تأهيل الملاعب والبنية التحتية .

ويعتمد هذا النموذج على آلية استرداد التكاليف على مدى يقارب 20 عاما (نظام الدفع المؤجل) عبر “صندوق الإيداع والتدبير”، بما يخفف الضغط عن الميزانية العامة ويؤسس لمنطق الاستثمار المنتج، بدل الاكتفاء بالإنفاق الظرفي المرتبط بالحدث، وفق مراقبين.

الباحث المغربي هشام كسراوي_ أذن باستعمالها 2

وفي قطاع النقل، خصص المغرب استثمارات تناهز 11 مليار درهم (1.1 مليار دولار) في إطار البرنامج الوطني للنقل الحضري ويهدف إلى تعبئة أكثر من 3800 حافلة بحلول عام 2029.

ويؤكد هشام كسراوي أن “الرابح الأكبر هو سكان المدن المغربية المحتضنة للمباريات، لأنهم كسبوا عرضا خدماتيا جديدا في مجال النقل”، مبرزا أن تحسين خدمات النقل ينعكس مباشرة على جاذبية وتنافسية المدن بما يحفز جذب الشركات واستحداث فرص عمل جديدة.

الملاعب محركات للنمو

ولا يراهن المغرب على الملاعب باعتبارها فضاءات رياضية فقط، بل رافعات اقتصادية محلية ووطنية. فوفق دراسة حديثة، يمكن لاستثمارات كأس أفريقيا أن تولد “آثارا إيجابية خارجية” في المدن المستضيفة، حيث تتحول المنشآت الرياضية إلى أقطاب نمو محلي.

وفي هذا السياق، يوضح الباحث في الاقتصاد والتدبير بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، ياسين النيصر، أن المنشآت الرياضية يجب أن “تُفهم كمشاريع حضرية (بالمدن) مهيكلة، تندرج في صلب التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر ربطها بمحيطها من خلال النقل، وتهيئة الفضاءات العامة، وتعزيز جاذبية المجالات الترابية المجاورة (المناطق المحيطة).

وحول سوق العمل، يضيف النيصر أن “هذه التظاهرات تخلق فرص شغل مباشرة وغير مباشرة وتعزز من خبرات وكفاءات الفاعلين المحليين على المدى المتوسط”.

من جهته، يشدد الأكاديمي سعيد أوهادي على البعد الرمزي والاستثماري، معتبرا أن “تجهيز 9 ملاعب من الجيل الجديد، وتخصيص فندق 5 نجوم لكل منتخب -وهو ما يحدث لأول مرة في أفريقيا- يعزز صورة المغرب ويزيد من جاذبيته لدى السياح والمستثمرين”.

الباحث المغربي سعيد أوهادي، إذن ياستعمالها

اختبار جاهزية المغرب لاحتضان مونديال 2030

ينظر المغرب إلى نسخة 2025 من كأس أفريقيا باعتبارها اختبارا عمليا قبل استضافة كأس العالم 2030. وتُعد الجاهزية المبكرة لملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط وملعب طنجة الكبير رسالة ثقة موجهة إلى الشركاء الدوليين.

ويؤكد الباحث الاقتصادي ياسين النيصر أن سر القوة يكمن في الاستمرارية، قائلا “المغرب لم يتعامل مع هذا الملف كرهان ظرفي، بل كجزء من برامج استثمارية وهيكلية بعيدة الأمد، وكأس أفريقيا الحالية تمثل اختيارا واختبارا حقيقيا لقدرة المملكة على التنظيم وفق معايير عالمية”.

بدوره، يرى الأكاديمي سعيد أوهادي أن تنظيم “هذه التظاهرة سيمكن من تجويد الخدمات العامة وتمكين الجماعات الترابية من موارد إضافية، بما ينعكس إيجابا على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين”.

وفي حين يتردد صدى صافرات الحكام في الملاعب، تستمر عجلة الاقتصاد المغربي في الدوران خلف الكواليس. فالمغرب لا ينظم بطولة كرة قدم فحسب، بل يصوغ نموذجا تنمويا يجعل من الرياضة بوابة للتموقع كقوة إقليمية صاعدة على أعتاب عام 2030، كما يخلص الخبراء.

🔍 تحليل الاستثمار الهيكلي وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن المغرب قد تجاوز مرحلة استضافة الأحداث الرياضية العابرة إلى تبني استراتيجية تنموية طويلة الأمد تستخدم الرياضة كرافعة جيوسياسية واقتصادية. إن قرار تمويل البنية التحتية الضخمة (15 مليار دولار) عبر آلية الدفع المؤجل وصندوق الإيداع والتدبير، يمثل تحولاً نوعياً في إدارة المشاريع الكبرى، حيث يضمن استدامة المشاريع ويحولها من عبء مالي إلى أصول منتجة على مدى عقدين. هذا النهج يرسخ مفهوم **الاستثمار الهيكلي** كأداة لتعزيز التنافسية الحضرية، خاصة في قطاع النقل الذي شهد تخصيص 1.1 مليار دولار. إن النجاح في إدارة هذه الدورة من كأس أفريقيا، ليس فقط من الناحية التنظيمية بل في تحقيق العائدات المتوقعة (مليار دولار من السياحة)، هو رسالة قوية للمجتمع الدولي والشركاء في مونديال 2030. إن دمج الملاعب كأقطاب نمو محلية، وربطها بالخدمات الحضرية، يؤكد أن الهدف الأسمى هو تحسين جودة حياة المواطنين وليس فقط استيعاب المشجعين. بالتالي، فإن كأس 2025 هو اختبار حقيقي لفعالية **الاستثمار الهيكلي** المغربي وقدرته على توليد آثار إيجابية خارجية مستدامة، مما يعزز تموقع المملكة كمركز إقليمي. هذا التركيز على **الاستثمار الهيكلي** يضمن أن تكون المكتسبات دائمة وليست ظرفية.

💡 إضاءة: النموذج التمويلي غير التقليدي الذي اعتمده المغرب، والقائم على تعبئة استثمارات تقارب 150 مليار درهم (15 مليار دولار) عبر نظام الدفع المؤجل لمدة 20 عاماً، لتخفيف الضغط عن الميزانية العامة.

❓ حقائق خفية حول اقتصاد “الكان” المغربي

قديش متوقع المغرب يجني مصاري من المشجعين الأجانب؟
يتوقع أن تصل العائدات الإجمالية من إنفاق نحو 1.5 مليون مشجع إلى 12 مليار درهم مغربي (مليار دولار).
ليش عم يفتحوا المقاهي لوقت متأخر بالرباط؟
لتمديد ساعات الاستهلاك وضخ السيولة في الدورة الاقتصادية اليومية، حيث ستبقى مفتوحة حتى الثانية صباحاً.
هل كل الاستثمارات الضخمة (15 مليار دولار) طلعت من ميزانية الدولة مباشرة؟
لا، اعتمد المغرب نظام الدفع المؤجل عبر “صندوق الإيداع والتدبير” لتخفيف الضغط عن الميزانية العامة.
شو أهمية كأس أفريقيا 2025 بالنسبة لمونديال 2030؟
تُعد اختباراً عملياً لمدى جاهزية المملكة على التنظيم وفق المعايير العالمية، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والملاعب.
كم زادت إيرادات الاتحاد الأفريقي (الكاف) بسبب نسخة المغرب؟
يُتوقع أن تبلغ إيرادات الكاف للسنة المالية 2025-2026 نحو 312.8 مليون دولار، بزيادة تقارب 88%.
شو استفادة المدن المغربية من تحسين خدمات النقل؟
تحسين خدمات النقل ينعكس مباشرة على جاذبية وتنافسية المدن، مما يحفز جذب الشركات واستحداث فرص عمل جديدة.