في شهر رمضان المبارك، حيث تمتد ساعات الصيام إلى أكثر من 14 ساعة في بعض الدول، يبرز التحدي الصحي الذي يواجه الصائمين في الحفاظ على صحتهم والتوازن الغذائي. خبراء التغذية يؤكدون على أهمية انتقاء المأكولات وأنواع مشروبات صحية خلال رمضان، والتي تُسهم في تعزيز صحة الصائمين، ولا تتسبب في أضرار جانبية مثل الإمساك أو مشاكل الهضم والقولون، والتي قد تظهر كنتيجة لفترات الصيام الممتدة.
خلال هذا الشهر الفضيل يُشدد الخبراء على ضرورة التركيز في الفترة بين وجبتي الإفطار والسحور على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية، التي تمنح الجسم الطاقة الكافية للصوم خلال اليوم التالي، وتشمل هذه الأطعمة الحبوب الكاملة، والخضراوات والفواكه، والبروتينات الصحية، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء لتجنب الجفاف.
بالإضافة إلى ذلك يُنصح بتجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات التي قد تسبب الشعور بالثقل والإرهاق خلال النهار، ما يؤثر سلباً على قدرة الصائمين على القيام بنشاطاتهم اليومية. الاعتدال والتوازن في الأكل والشرب، وتوزيع الوجبات بشكل متوازن على مدار الليل، يساعد في الحفاظ على صحة الصائم ويعزز من قدرته على استكمال الصيام بنشاط وحيوية.
خلال هذا المقال سنذكر بعض المشروبات الصحية خلال رمضان، التي تساعد على إبقاء الجسم أكثر نعومة، فيما تعود بالنفع على الجسم، لاحتوائها على العديد من الفيتامينات والألياف، وهي كالتالي:
عصير الحليب والتمر
عصير الحليب والتمر يعد من المشروبات المثالية لبدء وجبة الإفطار خلال شهر رمضان، نظراً لمزيجه الغني بالفوائد الصحية والقيمة الغذائية العالية. يمكن إعداد هذا المشروب بسهولة عبر نقع حبات من التمر في كوب من الحليب منزوع الدسم لمدة 12 ساعة تقريباً، لتكوين مزيج متجانس يقدم كمصدر فوري للطاقة، ويساعد على تعديل مستويات السكر في الدم، الأمر الذي يُعد ضرورياً بعد ساعات طويلة من الصيام.
التمر بمحتواه الغني من السكريات الطبيعية، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين B6، والمعادن الأخرى من بينها البوتاسيوم والمغنيسيوم، يقدم دفعةً سريعةً للطاقة، ويساعد في تنظيم وظائف الجهاز الهضمي. من جهة أخرى، يوفر الحليب البروتينات، والكالسيوم، وفيتامين D، التي تدعم صحة العظام، وتعزز من عملية الهضم، وتسهم في تحسين الصحة العامة وقوة العضلات.
عصير الحليب والتمر لا يُسهم فقط في تجديد الطاقة وتحسين مستويات السكر في الدم بعد فترة الصيام، بل يساعد أيضاً في تحسين الهضم، ويقدم ترطيباً مثالياً للجسم. إضافة إلى ذلك، يمتاز بقدرته على توفير شعور بالشبع والرضا، ما يساعد في تنظيم الشهية، ويقي من الإفراط في تناول الطعام خلال الوجبات اللاحقة. بالتالي، يُعتبر عصير الحليب والتمر خياراً مثالياً للإفطار يجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد الصحية المتعددة.
مشروبات صحية خلال رمضان.. عصير اللوز بالحليب
عصير اللوز بالحليب يُعد وصفةً مغذيةً ومفيدةً للغاية، خصوصاً للصائمين الباحثين عن مصادر طبيعية للطاقة خلال شهر رمضان. لإعداد هذا المشروب الصحي يبدأ العمل من الليلة السابقة بنقع ما بين 10 إلى 12 حبة من اللوز في الماء، نتركها طوال الليل لتصبح أكثر ليونة وسهولة في التقشير، في اليوم التالي يتم تقشير اللوز المنقوع للتخلص من القشرة الخارجية.
الخطوة التالية تشمل خلط حبات اللوز المقشرة مع كوب من الحليب منزوع الدسم، إضافةً إلى ملعقة من عسل النحل للحلاوة الطبيعية، ورشّة من حبات الهيل المقشرة لإضفاء نكهة مميزة وغنية، يتم خفق هذه المكونات معاً جيداً، لضمان امتزاجها بشكل كامل وللحصول على مشروب متجانس.
يتميز عصير اللوز بالحليب بمحتواه العالي من البروتينات، والألياف، والفيتامينات مثل فيتامين E، والمعادن مثل المغنيسيوم والكالسيوم، ما يجعله مثالياً لدعم الجسم بالطاقة اللازمة وتعزيز الصحة العامة. علاوة على ذلك، يساعد هذا المشروب في تحسين عملية الهضم، وتعزيز صحة القلب، ويقدم تأثيراً إيجابياً على مستويات السكر في الدم، ما يجعله خياراً مثالياً لبدء يوم الصيام بنشاط وحيوية.
مخفوق الموز بالحليب
مخفوق الموز أو عصير الموز بالحليب يعتبر من الخيارات المغذية والمشبعة لبدء الفطور خلال رمضان. الموز بمحتواه الغني من البوتاسيوم، والألياف، وفيتامين C، وفيتامين B6، يقدم فوائد صحية متعددة، من بينها تعزيز الطاقة ودعم الجهاز الهضمي والمناعي. لإعداد هذا المشروب الصحي يكفي خفق موزة إلى موزتين، حسب الرغبة، مع كوب من الحليب منزوع الدسم حتى يتجانس الخليط.
تناول كوب من مخفوق الموز في وجبة الإفطار يساعد على منح الجسم دفعة قوية من الطاقة الطبيعية التي تساعد على الصمود خلال ساعات الصيام الطويلة. يُسهم الموز في تحسين المزاج والنشاط الذهني بفضل محتواه من فيتامين B6، الذي يلعب دوراً في تحسين وظائف الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يساعد البوتاسيوم الموجود في الموز على تنظيم ضغط الدم ويحافظ على صحة القلب والعضلات.
مخفوق الموز والحليب يعد أيضاً خياراً ممتازاً لمن يبحثون عن وجبة خفيفة ولكنها مشبعة، تساعد على تجنب الشعور بالجوع لفترات طويلة، إنه يجمع بين النكهة اللذيذة والفوائد الصحية الرائعة، ما يجعله مشروباً مثالياً لكل من يرغب في الحفاظ على نمط حياة صحي ونشط خلال الشهر الفضيل.
الماء أهم المشروبات بعد الصيام
كوب من الماء عند الإفطار يُعتبر أساسياً ولا غنى عنه، فهو يستحق لقب “ملك المشروبات” بجدارة. بعد ساعات الصيام الطويلة يكون الجسم في أمسّ الحاجة إلى الترطيب، ولا يوجد مشروب يقدم هذا الترطيب بفاعلية أكبر من الماء. فهو لا يُعيد ترطيب الجسم فحسب، بل يسهم أيضاً في تعزيز مستويات الطاقة ويدعم عملية الهضم.
يساعد تناول الماء على تحفيز الدورة الدموية، ويعمل على تنظيف الجسم من السموم، ما يعزز من صحة الجهاز الهضمي، ويُسهم في تحسين الامتصاص الغذائي. كما أن له دوراً حيوياً في تسهيل عمل الكلى والحفاظ على صحة البشرة والشعر.
بالإضافة إلى ذلك يُعد الماء عنصراً مهماً لتنظيم درجة حرارة الجسم، خاصةً في الأيام الحارة من رمضان، حيث يمكن أن يساعد شرب الماء على الإفطار والسحور في الحفاظ على توازن درجة حرارة الجسم خلال النهار. إن إدراج الماء كجزء أساسي من وجبة الإفطار يضمن بدء اليوم بترطيب مثالي، ما يساعد الجسم على أداء وظائفه بكفاءة أكبر طوال ساعات الصيام.
عصير الكركديه خلال رمضان
الكركديه المشروب العريق والمفضل في شهر رمضان في بعض دول الشرق الأوسط، يجسد مزيجاً رائعاً من النكهة المنعشة والفوائد الصحية المتعددة. هذا المشروب الغني بالفيتامينات والمعادن يُعد مصدراً مثالياً للطاقة الضرورية للجسم خلال الصيام.
الأبحاث والدراسات العلمية أبرزت قدرة الكركديه على التأثير إيجاباً في عدة جوانب صحية مهمة، بما في ذلك دعم فقدان الوزن، وتقليل نمو البكتيريا والخلايا السرطانية، وتعزيز صحة القلب والكبد.
عصير الكركديه خلال رمضان – المصدر: shutterstock
وفقاً لدراسات حديثة، يمكن لمشروب الكركديه أن يعمل كعامل مساعد في فقدان الوزن الزائد بطريقة طبيعية وبدون الآثار الجانبية المرتبطة بأدوية إنقاص الوزن، وذلك عن طريق المساهمة في التخلص من الدهون المتراكمة. يرجع جزء كبير من هذه الفوائد إلى المركبات النشطة الموجودة في زهرة الكركديه، التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب.
إضافة إلى ذلك يُسهم الكركديه في تنظيم ضغط الدم بفضل خصائصه المدرة للبول، ما يجعله خياراً ممتازاً لمن يسعون إلى تحسين صحة القلب والدورة الدموية. كما أن تناوله بارداً يقدم تأثيراً منعشاً يُثري تجربة الإفطار ويساعد الجسم على الشعور بالانتعاش والترطيب خلال الأيام الحارة من رمضان.
رمضان واستهلاك عصير المشمش
عصير المشمش (قمر الدين) يحظى بمكانة متميزة بين المشروبات التي تُزين مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، وذلك لمذاقه الفريد وفوائده الصحية العديدة. يتميز المشمش بأنه مصدر غني بالألياف وفيتامين A، وهذه العناصر الغذائية تلعب دوراً مهماً في تعزيز صحة الجسم ووظائفه.
فيتامين A، المعروف أيضاً بقدرته على تحسين الرؤية، يُسهم في صحة البشرة ويقوي الجهاز المناعي، ما يجعل عصير المشمش خياراً مثالياً لبدء الإفطار.
إضافة إلى ذلك يحتوي المشمش على مادة الريتينول، وهي شكل من أشكال فيتامين A، يتميز بسهولة امتصاصه في الجسم، ما يعزز من كفاءة عملية الهضم. هذا الأمر يجعل عصير المشمش ليس فقط مشروباً لذيذاً، بل أيضاً يُساعد في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتعزيز الامتصاص الغذائي.
يُعد عصير المشمش أيضاً مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة، التي تلعب دوراً في مكافحة الجذور الحرة والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. تناوله بانتظام خلال شهر رمضان يمكن أن يُسهم في تعزيز الصحة العامة وتقوية الجهاز المناعي، ما يُسهم في تجربة صيام أكثر راحة وفائدة.
مشروبات صحية خلال رمضان.. عصير النعناع والليمون
عصير الليمون بالنعناع يعتبر واحداً من المشروبات المثالية لإفطار رمضان، بفضل مزيجه الغني بفيتامين C والألياف، والذي يضفي إحساساً بالانتعاش والترطيب بعد يوم طويل من الصيام. هذا المشروب الذي يتكون من الليمون، والماء، وأوراق النعناع الطازجة، يمكن تحليته بملعقة من عسل النحل لإضافة نكهة مميزة وفوائد صحية إضافية.
الليمون، المعروف بمحتواه العالي من فيتامين C، يعزز من قوة الجهاز المناعي ويساعد في محاربة العدوى. كما أن له دوراً في تعزيز صحة البشرة والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب. من جانب آخر يعد النعناع مهدئاً طبيعياً للمعدة، ويساعد في تحسين عملية الهضم، بينما يقدم عسل النحل خصائص مضادة للبكتيريا ومصدراً طبيعياً للطاقة.
كوب من عصير الليمون بالنعناع ليس فقط يروي العطش ويمنح الجسم الترطيب الذي يحتاجه بعد ساعات الصيام، بل يُعد أيضاً مصدراً للطاقة والانتعاش يساعد على تجديد النشاط والحيوية. إضافة إلى ذلك يُسهم هذا المشروب في تنظيم درجة حرارة الجسم ويقدم تأثيراً إيجابياً على الحالة المزاجية.
عصير الطماطم والتفاح
عصير التفاح والطماطم يُعد اختياراً ممتازاً لبداية إفطارك في رمضان، إذ يجمع بين فوائد التفاح الغني بالفيتامينات والألياف، والطماطم المليئة بالحديد ومضادات الأكسدة، ليوفر لك مشروباً متكاملاً ينصح به خبراء التغذية لوجبة الإفطار.
خطوات إعداد هذا العصير بسيطة، حيث يُخلط التفاح المقشر وحبات الطماطم مع إضافة القليل من الماء لتسهيل الخلط، وبضع قطرات من الليمون لإضافة النكهة وتعزيز محتوى فيتامين C، وملعقة من عسل النحل للتحلية الطبيعية.
هذا المزيج يخلق توازناً مثالياً بين الطعم والفائدة، مقدماً شراباً غنياً بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم. التفاح يُسهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي ويقلل من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة بفضل محتواه العالي من الألياف. بينما تقدم الطماطم مضادات أكسدة قوية مثل الليكوبين، الذي يُعرف بخصائصه المضادة للسرطان وفوائده لصحة القلب والأوعية الدموية.
إضافة الليمون تعزز من امتصاص الحديد الموجود في الطماطم، ما يجعل هذا المشروب مثالياً لتحسين مستويات الطاقة والحفاظ على صحة الدم. عسل النحل، من جانبه، يضيف لمسة من الحلاوة مع فوائد مضادة للميكروبات والالتهابات، ما يُسهم في تعزيز الجهاز المناعي.