صنّفها موقع “تاست أطلس” كأجود أنواع التمور في العالم.. دقلة النور التونسية لماذا سُميت بهذه التسمية وكيف استطاعت تصدُّر الأسواق الأوروبية؟

صنف موقع “تاست أطلس” المتخصص في الأغذية دقلة النور التونسية كأجود أنواع التمور في العالم، وحظيت دقلة النور بتصنيف من خمسة نجوم وعلامة 4,6 متفوقة على التمور السعودية والمصرية والعراقية والإيرانية والمغربية، في قائمة شملت 17 نوعاً.

وتعتبر دقلة النور تجسيداً للتراث الشعبي التونسي، حيث يقدمها التونسيون للضيوف ترحيباً بالأعياد والمناسبات الخاصة، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الاجتماعية الأخرى.

ما هي دقلة النور التونسية؟  

وفقاً لموقع golden dates ، فإن “دقلة نور” تعبير يعني “أصابع النور”، ويُطلق عادة على أصناف التمور التي تتميز بشفافيتها الطفيفة وشكلها الممتد، ويمكن رؤية بذورها مباشرة عند عرضها للضوء.

وتعود أصول شجرة نخيل التمر في تونس إلى ما يقرب من 5000 سنة، وغالباً ما يُطلق عليها اسم “شجرة الحياة” في المناطق التي يندر فيها الغذاء ومصادر الخشب، ويُعتبر صنف دقلة نور هو الأفضل  ضمن أصناف التمور، حيث يتم تجفيفها جزئياً بالشمس دون أي معالجة كيميائية أو إضافات، ما يحافظ على جودتها وطعمها اللذيذ، ويجعلها تظل طرية ومشبعة، ويمكن استخدامها كوجبة خفيفة مثالية للطاقة خلال التنقل، كما يمكن استخدامها في العديد من الوصفات الغذائية بفضل مذاقها الرائع وخصائصها الصحية.

ويحظى موسم جني التمور من نوع “دقلة النور” بشهرة واسعة في أكثر واحات الجنوب التونسي، خاصة في مناطق الجريد ونفزاوة، حيث تشهد مناطق محافظتي توزر وقبلي حركة نشطة على مستوى الإنتاج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وبفضل هذه الأنشطة، تجذب هاتان الجهتان اهتمام السياح التونسيين والعرب والأجانب على حد سواء.

أصناف الدقلة التونسية

تُعرف تونس بتنوع أصناف التمور، حيث تتوفر عدة أصناف بجانب “دقلة النور”، مثل “الكنتيشي” و”بسر الحلو” و”القصبي” و”المناخر” و”الفطيمي”.

وتُعتبر “دقلة النور” من بين الأصناف التجارية الرئيسية، خاصة في الأسواق الخارجية، نظراً لجودتها العالية وقابليتها للتخزين.

أما “القصبي” فهو نوع لين ذو طعم حلو، ويُفضله سكان الواحات، حيث يتم الجني والنضج على مراحل.

أما “الكنتيشي” فهو نوع نادر في الواحات التونسية، ومع ذلك فهو يُعتبر واحداً من أجود أنواع التمور المحلية.

ويُذكر أيضاً “العليقي” كأحد الأصناف اللينة المتواجدة بشكل شائع في واحات الجريد ونفزاوة، ويتميز بجودته العالية.

وتشمل عملية إنتاج التمور عدة مراحل، بدءاً من تسميد الأراضي وتلقيح النخيل وتدليه العراجين، وحتى عمليات التغليف والمراقبة الصحية قبل الجني، وتخزين التمور، وأخيراً تنظيف الواحات.

ويُمكن تناول أصناف التمور المختلفة قبل الوصول إلى مرحلة النضج الكامل، وهي تُعرف بالمرحلة الرطبة، التي يكون فيها لون التمور متقسّماً بين اللون البني الفاتح بنسبة 50% وبين اللون الأصفر أو الأحمر بنسبة 50%. 

أما بعد النضج الكامل، فيكون لون التمور 100% بنياً، وتمتد فترات نضج ثمار التمر من يوليو إلى سبتمبر، حيث يتم جنيها في هذه الفترة للاستمتاع بمذاقها اللذيذ والغني بالفوائد الصحية.

تصدير دقلة النور في الأسواق العالمية 

وفقاً لموقع ultra tunisia أعلن المرصد التونسي للفلاحة عن ارتفاع قيمة صادرات التمور خلال الفترة من أكتوبر 2023 إلى جانفي 2024 بنسبة 23.4%، لتصل إلى 488.6 مليون دينار، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

 وأوضح المرصد في نشرته الصادرة يوم الأربعاء الموافق 21 فيفري 2024، أن حجم الكميات المصدرة بلغ 70.3 ألف طن، بزيادة قدرها 18.9% مقارنة بالموسم السابق. 

كما سجل المرصد ارتفاعاً في معدل أسعار التمور بنسبة 3.8%، حيث بلغ سعر الكيلوغرام 6.39 دينار مقابل 6.15 دينار في نفس الفترة من العام السابق.

وتتصدر أوروبا قائمة القارات المستوردة للتمور التونسية بنسبة 48.7%، تليها أفريقيا بنسبة 25.2%.

ويعمل أكثر من 60 ألف فلاح في واحات تونس، التي تضم أكثر من 5 ملايين شجرة نخيل، معظمها في محافظتي قبلي وتوزر بالجنوب الغربي للبلاد، وفقاً للأرقام الرسمية.

كما تتركز معظم الواحات في مناطق الجنوب الغربي للبلاد، مثل قبلي وتوزر وقفصة، وأيضاً قابس بالجنوب الشرقي، وتقدر مساحة الواحات بنحو 57 ألف هكتار.

القيمة الغذائية لدقلة النور 

تتميز تمور دقلة النور بقيمتها الغذائية العالية وتوفيرها لمجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية، فمع كل تمرة واحدة (تقريباً 7.1 غرام) من تمور دقلة النور، يمكن الحصول على حوالي 20 سعرة حرارية، بالإضافة إلى:

• بروتين بنسبة 0.174 غرام.
• كربوهيدرات بحوالي 5.32 غرام.
• دهون بنسبة 0.028 غرام.
• ألياف غذائية تقدر بـ 0.568 غرام.
• كالسيوم بمقدار 2.77 ملليغرام.
• مغنيسيوم بمقدار 3.05 ملليغرام.
• حديد بمقدار 0.072 ملليغرام.
• بوتاسيوم بمقدار 46.6 ملليغرام.
• فوسفور بمقدار 4.4 ملليغرام.
• صوديوم بمقدار 0.142 ملليغرام.
• زنك بمقدار 0.021 ملليغرام.
• سيلينيوم بمقدار 0.213 ميكروغرام.

وهذه القيم الغذائية تجعل من تمور دقلة النور خياراً مثالياً لتلبية الاحتياجات الغذائية اليومية بطريقة صحية ولذيذة.

فوائد دقلة النور 

تتمتع دقلة النور، مثل غيرها من أنواع التمور، بعدد كبير من الفوائد الصحية، ومن بين هذه الفوائد:

• غنية بالمغذيات: تمتاز دقلة النور بكونها مصدراً غنياً بالعديد من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، مثل فيتامين C وفيتامين B6 والبوتاسيوم والمغنيسيوم والحديد والكالسيوم.

• مصدر جيد للألياف: تحتوي دقلة النور على كمية كبيرة من الألياف الغذائية التي تساعد في تعزيز صحة الجهاز الهضمي وتحسين عملية الهضم وتقليل مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك.

• تعزيز الطاقة: تحتوي التمور بشكل عام، بما في ذلك دقلة النور، على سكريات طبيعية، ما يجعلها مصدراً فورياً للطاقة  لذلك، يمكن أن تكون تمور دقلة النور وجبة خفيفة مثالية لتعويض الطاقة بعد ممارسة التمارين الرياضية أو في أوقات النشاط البدني.

• تحسين صحة القلب: بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة والبوتاسيوم، يمكن أن تساعد تمور دقلة النور في خفض ضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

• تعزيز الجهاز المناعي: تحتوي التمور على مجموعة من المضادات الحيوية والمضادة للالتهابات التي قد تساعد في تعزيز جهاز المناعة وحماية الجسم من الأمراض والالتهابات.

• مكافحة الشيخوخة: بفضل احتوائها على مضادات الأكسدة، يمكن أن تساعد تمور دقلة النور في مكافحة علامات الشيخوخة المبكرة والحفاظ على صحة البشرة والشعر.