فن إدارة الوقت | الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك عبارة تُنسب “للإمام الشافعي”
كثيراً ما ترددت على مسامعنا منذ نعومة أظافرنا، ولكن إذا فكرنا قليلاً بمعناها نجد أنها غاية في الأهمية وتعبر عن مدى خسارة الإنسان إن لم يستغل وقته جيدا في شيء مفيد .
فإذا لم تستغل وقتك مثلاً في القراءة أو تعلم شيء جديد ستجد عقلك أقل نضجاً، إن لم تستغل وقتك في القيام بعملك قد تخسره، وكذلك إن لم تستغل وقتك في فعل الأشياء التي تحبها ستخسر سعادتك وتجد أنك فقدت جزءاً كبيراً من حياتك في هذه السلسلة دون جدوى بسبب إهدار الوقت .
لو أدرك الناس قيمة الوقت لما تنافسوا على شيء سواه، لكننا لا نراهم يتزاحمون على بابه أو يتحاسدون عليه، (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ) (حديث شريف) ولن نجدهم تناحروا من أجله مثلما يتناحرون على مشرب للماء أو شبر من الأرض، وسيظل رغم غفلة البعض عن وزنه وقيمته الحقيقية سر الشعوب الآخذة بناصيته وسبب تأخر الزاهدين في ثمرته، وسر نهوض أمة وركود أخرى، وإنطلاق قوم وتخبط آخرين.
لكن عزيزي القارئ حتى لا نبدد وقتك ونحن نتحدث عن الوقت وأهميته: تمهل قليلاً وتأمل هذه الأسئلة، ثم أجب عليها من فضلك بصدق واصفاً حالك:
- هل تردد كثيراً ليس لديّ وقت لإنجاز شيء أود القيام به؟
- هل تتأخر دائماً عن مواعيدك؟ وتأخذ المهمات التي تقوم بها وقتاً أكبر مما تحدده لها؟
- هل تُقدم تنفيذ العمل الذي تحبه أو الأكثر إلحاحاً على العمل الأهم؟
- هل تفاجئك الأزمات، وبعدها تتصرف وتتخذ الإجراءات حسبما يتفق لك وتسمح به الظروف، وليس بما تخطط له؟
إذا كانت إجاباتك على كل ما سبق بـ (لا) فأنت لست بحاجة إلى إكمال قراءة هذا المقال، أنت بالتأكيد أحد شخصين:
إما أنك منظم جداً تعرف كيف تستثمر وقتك جيداً
إما أنك لا تجد ما تشغل فراغك به، فإذا كنت كذلك فابحث لنفسك عن هدف يملأ حياتك.
أما إذا كانت إجاباتك بـ (نعم) حتى ولو على تساؤل واحد منها، فأهلاً بك عزيزي القارئ
ولعلك تنتظر من هذا المقال أن يرشدك إلى أدوات خارج ذاتك لإدارة وقتك .. إذا كان الأمر كذلك فانتبه إلى أن أهم الممتلكات (الذي يسمى بالوقت) يوزع بالتساوي على كل البشر بغض النظر عن المرحلة السنية أو الموقع الوظيفي أو المكان الجغرافي أو الاعتقاد الديني، فكل شخص لديه سبعة أيام في الأسبوع، وأربع و عشرون ساعة في اليوم!
إذن: هل الوقت هو المشكلة أم إننا نحن المشكلة؟
ولأنك لا تستطيع السيطرة على مقدار الوقت ذاته فأنت في حاجة إلى إدارة ذاتك من خلال السيطرة على إستخدام الوقت.
فما هي الخطوات التي تقود إلى هذه السيطرة ؟
سنحاول في هذا المقال تقديم بعض الحلول أو المقترحات في فن إدارة الوقت لمساعدتك في حل هذه المشكلة.
- حاول أن تستمتع بكل عمل تقوم به حيث أن شغفك بما تفعل ينعكس سريعا على ما تقوم به فإذا كنت مجبراً شيء سيظهر ذلك بكل بالتأكيد .
- تفائل وكن إيجابياً نظرتك للأشياء، سوف تؤثر كثيرا على طريقة تفكيرك وتصرفاتك وكونك إيجابياً سيجعل منك شخصية مختلفة عن الكثيرين من حولك لا يرى ما حوله إلا بعين الجمال والتفاؤل.
- لا تضيع وقتك ندماً على فشل، اجعل من فشلك نقطة إنطلاق لنجاحك وبداية تتجنب فيها أخطائك القديمة وبداية لنجاح مذهل، ومن منا لم يسقط في حياته من قبل ؟
- أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما يضيع وقتك سواء كان أشخاص أو أفعال ابتعد دائما عن أي شيء يحاول تضيع وقتك بأي شكل من الأشكال.
- خطط ليومك دائما وحدد أهدافك وأولوياتك من الليلة التي تسبق يومك أو من الصباح الباكر، ضع مهامك حسب أهميتها وأبدأ بالأهم.
- ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل و توقف عن أي نشاط غير منتج.
- أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، حتى لا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك.
- أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن.
- أحمل معك كتيبات صغيرة عندما تخرج لمكان حتى لا تضيع أوقات الإنتظار بدون هدف .
- تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم.
- لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل أو تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل أجعلها في خدمتك.
أخيراً لابد من تقسيم وقتك بشكل سليم يعود عليك بالمنفعة، ولا تقتصر المنفعة على الجانب العملي فقط وإنما على كل جوانب الحياة من عمل وتعليم وصحة وترفيه وصلة رحم وأعمال خيرية، حتى يمضي الوقت دون تضييعه قدر المستطا و تتعلم فن إدارة الوقت.