الثلاثاء - 2 ديسمبر / كانون الأول 2025

غـــــــــــزة

يــــــــــوم

صحة

فرنسيون يختبرون الحمض النووي لمعرفة “سبب” الموت وتجنبه

تابع آخر الأخبار على واتساب

الـخـلاصـة

📑 محتويات:

الحمض النووي محور اهتمام الفرنسيين الذين يلجأون إلى اختبارات جينية، غالباً خارج فرنسا، لتوقع الأمراض وتأخير الشيخوخة. التحقيق يستعرض قصص أفراد قاموا بتغيير نمط حياتهم جذرياً بعد اكتشاف استعدادهم للإصابة بأمراض معينة. على الرغم من القيود القانونية في فرنسا، يتزايد الإقبال على هذه الاختبارات، مما يثير تساؤلات حول أخلاقيات استخدام هذه التقنية وإمكانية الوصول إليها. المختصون يحذرون من مخاطر الاختبارات العشوائية وضرورة وجود إشراف طبي، مع التأكيد على فوائد الطب الجيني في الوقاية من الأمراض.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

يستعرض تحقيق بصحيفة لوفيغارو الفرنسية ظاهرة جديدة تتنامى بين بعض الفرنسيين تتمثل في اللجوء إلى اختبارات الحمض النووي، غالبا خارج فرنسا بسبب القيود القانونية، بهدف توقع ما قد يصيبهم في المستقبل وتأخير الشيخوخة.

ويبدأ تحقيق كاولين لومي بحكاية لويز إتشيغاراي، 39 عاما، التي أرسلت عيّنة من حمضها النووي إلى شركة أميركية لتكتشف المخاطر “المحتملة”، حسب تعبيرها، للإصابة بمرض السكري في سن الـ60 أو التنكس العيني في سن الـ75.



هذا التشخيص الصادم، كما تصفه لويز، جعل هذه المرأة تصمم لنفسها مشروع حياة جديدا يقوم على الرياضة اليومية، والتوقف عن السكر، والتعرض المستمر للضوء الطبيعي.

هكذا انطلقت لويز في رحلة صامتة لتأخير الشيخوخة وبالتالي تأجيل الموت، كما تعتقد، وهي مقتنعةٌ بأن اختبارات الحمض النووي والفحص الجيني هي المفتاح، واليوم، يشاركها الكثيرون هذا الاعتقاد، على الرغم من الحظر الفرنسي لمثل هذه الاختبارات، وفقا للكاتبة.

وهنا تنقل لومي عن الطبيبة كريستين لوي-فادّات قولها إن القيود القانونية الفرنسية لا تسمح بالاختبارات الجينية إلا في إطار طبي صارم كما هي الحال في علم الوراثة السرطانية، على سبيل المثال، لتقييم المخاطر والتدابير الوقائية، -مثل تعزيز المراقبة- ولذلك يتوجه المهتمون إلى الخارج أو إلى عيادات “سرية”.

ومن بين هؤلاء توماس، 47 عاما، الذي أجرى فحصا شاملا في هيوستن واكتشف “قابلية قوية للإصابة بمرض قلبي”، وعلى إثر ذلك، قام بعد رجوعه إلى باريس بإعادة برمجة حياته بالكامل عبر صوم متقطع، وأجهزة تتبع، ونظام غذائي صارم.

وترى شارلوت كالفِه غرانِه، مؤسسة “نادي ثقافة طول العمر”، في هذه النزعة تحولا ثقافيا: “لقد أصبح طول العمر هدفا اجتماعيا، بل يكاد يتحول إلى عقيدة”، أما الفيلسوف إمانويلي كلاريزيو فيربط هذه الظاهرة بـ”الفردانية والخوف من التدهور”، إذ يغدو الإنسان، من خلالها، مهووسا بفكرة السيطرة على مصيره البيولوجي، حسب رأيه.

وترى لومي في قصة ماريان، 52 عاما، الوجه الأكثر حساسية لهذه الظاهرة، حيث توضح أنها انهارت بعد أن كشف لها الفحص النووي أنها تحمل جين APOE المعرّض لألزهايمر، وتصف ما حل بها قائلة: “في البداية بكيت، ثم أدركت أنها فرصة” ستمكنها من جعل من دماغها “مشروع حياة”، وهي بذلك تقدر ما ستستثمره في هذا المشروع بنحو 1000 يورو شهريا في التغذية، الرياضة الذهنية، والدعم الطبي.

لكن المختصين ينبهون، وفقا للكاتبة، إلى خطر اتساع الهوة بين من يملكون القدرة المالية للوصول إلى هذه التقنيات ومن لا يملكونها، غير أن ثمة أيضا من يرون أن المتحمسين لهذه التقنية سيُسهِمون لاحقا في انتشار هذه الخدمات وجعلها في متناول الكثيرين.

من ناحية أخرى، يشدّد إسماعيل إيميليان، الشريك المؤسس لعيادة “زوي” المختصة في الفحوص الطبية، على ضرورة التفريق بين الوقاية والتنبؤ، داعيا إلى فتح المجال لهذه الاختبارات ضمن إطار طبي مراقب ومضبوط”.

ويحذّر أيضا أخصائي السرطان ومؤسس معهد الوقاية وطول العمر الدكتور فابريس ديني من الاختبارات العشوائية دون إشراف طبي، مستشهدا بحالات ذعر أصابت بعض المرضى، لكنه يذكر بقدرات مذهلة للطب الجيني، مثل منع مئات حالات الجلطات عبر معرفة قابلية النساء لتأثيرات بعض الهرمونات.

وتختم لوي تحقيقها بالقول إن لويز تخلت اليوم عن السكر، وتوماس أصبح يحصي نبضات قلبه، وماريان تُقوّي ذاكرتها، وكل منهم، على طريقته الخاصة، يحاول تحدي ما تسميه: “الصدفة”، وفرض منطق بسيط على سر الحياة على أمل الوصول إلى مستقبل يستطيع الشخص التحكم فيه.

تحليل وتفاصيل إضافية

يسلط المقال الضوء على اتجاه متزايد في المجتمع الفرنسي نحو استخدام اختبارات الحمض النووي كوسيلة للتنبؤ بالمخاطر الصحية المحتملة وتأخير الشيخوخة. هذا الاتجاه يعكس هاجسًا متزايدًا بالسيطرة على المصير البيولوجي، ولكنه يثير أيضًا مخاوف أخلاقية واجتماعية. القيود القانونية في فرنسا تدفع الأفراد إلى البحث عن هذه الخدمات في الخارج، مما يخلق فجوة بين أولئك القادرين على تحمل تكاليفها وأولئك غير القادرين. كما أن هناك تحذيرات من سوء تفسير نتائج الاختبارات وإمكانية حدوث ذعر غير مبرر. ومع ذلك، يشير المقال أيضًا إلى الإمكانات الهائلة للطب الجيني في الوقاية من الأمراض وتحسين الصحة العامة، بشرط أن يتم استخدامه بشكل مسؤول وتحت إشراف طبي.

أسئلة شائعة حول الحمض النووي

ما هو الهدف من إجراء اختبارات الحمض النووي في فرنسا؟
يهدف الفرنسيون من خلال إجراء اختبارات الحمض النووي إلى توقع الأمراض المحتملة في المستقبل وتأخير عملية الشيخوخة.
لماذا يلجأ بعض الفرنسيين إلى إجراء هذه الاختبارات خارج فرنسا؟
يلجأ بعض الفرنسيين إلى إجراء هذه الاختبارات خارج فرنسا بسبب القيود القانونية المفروضة على الاختبارات الجينية داخل البلاد.
ما هي المخاطر المحتملة لإجراء اختبارات الحمض النووي دون إشراف طبي؟
تشمل المخاطر المحتملة سوء تفسير النتائج، الذعر غير المبرر، واتخاذ قرارات صحية غير سليمة.
ما هي الفوائد المحتملة للطب الجيني؟
تشمل الفوائد المحتملة الوقاية من الأمراض، تحسين الصحة العامة، واتخاذ قرارات صحية أكثر استنارة.
ما هي أبرز المخاوف الأخلاقية المتعلقة باختبارات الحمض النووي؟
تشمل المخاوف الأخلاقية إمكانية التمييز على أساس المعلومات الجينية، خصوصية البيانات، وإمكانية الوصول غير المتكافئ إلى هذه التقنيات.
هل يمكن للجميع الاستفادة من اختبارات الحمض النووي في الوقت الحالي؟
لا، الوصول إلى اختبارات الحمض النووي قد يكون محدودًا بسبب التكلفة والقيود القانونية، مما يخلق فجوة بين من يملكون القدرة المالية ومن لا يملكونها.

تابع صوت الغد على مواقع التواصل الاجتماعي : نبض | فيسبوك | تيك توك | إنستغرام | واتساب | تويتر × | تيلغرام