التوظيف السياسي لهجوم سيدني يفشل أمام المنقذ المسلم
الـخـلاصـة حول التوظيف السياسي
- 🔹 الملخص
- 🔹 تحليل
- 🔹 أسئلة شائعة
التوظيف السياسي لهجوم سيدني، الذي استهدف يهوداً في بوندي، كان محاولة إسرائيلية واضحة لربط الحادثة بخطاب معاداة السامية عالمياً والضغط على الحكومات الغربية، خاصة أستراليا التي أبدت مواقف داعمة لفلسطين. سارعت تل أبيب، ممثلة بنتنياهو، لربط الهجوم بالاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة. لكن هذه السردية الجاهزة تلقت ضربة قوية بعدما كشفت التحقيقات أن الرجل الذي تصدى للمهاجم وانتزع سلاحه كان مسلماً. هذا التفصيل الإنساني قلّص من قدرة إسرائيل على تعميم العداء الديني، وأعاد تسليط الضوء على خطورة الخلط بين النقد السياسي ومعاداة السامية، مما أضعف تأثير المصطلح في الرأي العام الغربي.
📎 المختصر المفيد:
• سارعت إسرائيل لربط هجوم سيدني بخطاب معاداة السامية والاحتجاجات المناهضة لحرب غزة، بهدف الضغط على الحكومات الغربية.
• أربكت التحقيقات السردية الإسرائيلية بعد الكشف عن هوية المنقذ الذي تصدى للمهاجم كونه مسلماً، مما قلص من قدرة إسرائيل على تعميم العداء الديني.
• أكدت السلطات الأسترالية رفضها للتوظيف السياسي للحادثة وتمسكها بحماية النسيج الاجتماعي وحرية التعبير.
• يرى محللون أن الاستخدام المكثف لمصطلح معاداة السامية أدى إلى تآكل تأثيره في الرأي العام الغربي.
• بات الرأي العام الأوروبي أكثر وعياً بالفصل بين اليهودية كديانة، والصهيونية كمشروع سياسي.
ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل
أثار الهجوم الذي استهدف يهودا كانوا يحتفلون بعيد الحانوكا بمنطقة شاطئ بوندي الشهير قرب مدينة سيدني وأسفر عن سقوط قتلى، تفاعلات سياسية وإعلامية واسعة، تجاوزت إطار التعاطي الأمني مع الحادثة، لتفتح نقاشا حول دلالاتها وسياقات توظيفها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
فبينما ركزت السلطات الأسترالية على توصيف ما جرى كجريمة مدانة تستدعي التحقيق والمساءلة، سارعت إسرائيل إلى ربط الهجوم بسرديات أوسع، تتعلق بمعاداة السامية والاعتراف بدولة فلسطين، ما أطلق قراءات متباينة حول أهداف هذا الربط وحدوده.
وناقش برنامج ما وراء الخبر أبعاد الحادثة، حيث رأى الدكتور راتب جنيد، رئيس الاتحاد الفدرالي للمجالس الإسلامية في أستراليا، أن الهجوم يجب فصله عن أي توظيف سياسي، مؤكدا أن استهداف المدنيين مرفوض أيا كانت الدوافع.
وتقاطع هذا الموقف مع إدانات دينية ومجتمعية واسعة داخل أستراليا، شددت على حماية النسيج الاجتماعي، ورفض تحميل أي جماعة أو مواقف سياسية مسؤولية أفعال فردية، في ظل حساسية المشهد بعد الحرب المستمرة على غزة.
بيد أن المسار الذي اختارته الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الحادثة اتجه نحو توسيع دلالاتها، وهو ما يقرؤه مراقبون في سياق سياسة إسرائيلية معتادة، تسعى لربط أي عنف يقع خارج حدودها بخطاب معاداة السامية عالميا.
استثمار سياسي
الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى رأى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استثمر الحادثة سياسيا، من خلال ربطها بالاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة، ومحاولة تصوير هذه التحركات بوصفها تهديدا أمنيا لليهود في الغرب.
ويأتي هذا الربط، بحسب التحليل، في وقت شهدت فيه أستراليا مواقف رسمية غير منسجمة مع السياسات الإسرائيلية، من بينها الاعتراف بدولة فلسطين، والسماح بتظاهرات واسعة دعما لغزة، ما جعلها هدفا مباشرا للانتقادات الإسرائيلية.
غير أن تفاصيل الحادثة نفسها أربكت هذا الخطاب، بعدما كشفت التحقيقات أن الرجل الذي تصدى لأحد منفذي الهجوم وانتزع سلاحه كان مسلما، في مشهد لقي إشادة واسعة داخل المجتمع الأسترالي.
هذا التفصيل الإنساني، الذي عكس تعقيد الواقع وتناقضه مع السرديات الجاهزة، قلّص من قدرة إسرائيل على تقديم الحادثة كدليل على تصاعد العداء الديني، وأعاد تسليط الضوء على خطورة التعميم السياسي.
ورغم تراجع نتنياهو لاحقا عن توصيفه الأولي لهوية من حاول إحباط الهجوم، فإن الخطاب الإسرائيلي، كما يرى محللون، واصل تجاهل هذا البعد، مفضلا التركيز على ما يخدم هدف الضغط السياسي على الحكومات الغربية.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور مهند مصطفى إلى أن إسرائيل وسّعت مفهوم معاداة السامية إلى حد بات يشمل أي نقد لسياساتها أو اعتراض على حربها في غزة، ما أدى إلى تآكل تأثير هذا المصطلح في الرأي العام الغربي.
هذا التآكل، وفق متابعين، لم يأت من فراغ، بل نتيجة الاستخدام المكثف للمصطلح خلال العامين الماضيين، حتى فقد جزءا من قدرته على ردع الانتقادات أو إحداث الخوف السياسي الذي راهنت عليه تل أبيب طويلا.
التعاطي الأوروبي
على المستوى الأوروبي، تناول الأكاديمي المختص في قضايا العالم العربي والإسلامي الدكتور صلاح الدين القادري أبعاد التعاطي مع الحادثة، مميزا بين مواقف بعض الحكومات الغربية، والمزاج الشعبي المتنامي داخل مجتمعاتها.
ويرى القادري أن قطاعات واسعة من الرأي العام الأوروبي باتت أكثر وعيا بالفصل بين اليهودية كديانة، والصهيونية كمشروع سياسي، ما يجعل محاولات ربط التضامن مع الفلسطينيين بمعاداة السامية أقل قابلية للتسويق.
وتعزز هذا الوعي، بحسب التحليل، بفعل المشاهد القادمة من غزة، وحجم الخسائر البشرية، خصوصا بين المدنيين والأطفال، وهو ما أعاد تشكيل أولويات التعاطف الإنساني لدى شرائح واسعة من المجتمعات الغربية.
كما أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في كسر احتكار الرواية التقليدية، عبر نقل صور الحرب وتفاصيلها دون وسيط، ما أضعف قدرة الخطاب الرسمي الإسرائيلي على التحكم في اتجاهات الرأي العام.
في أستراليا تحديدا، تبدو فرص استجابة الحكومة للضغوط الإسرائيلية محدودة، في ظل التأكيد الرسمي على حماية حرية التعبير، ورفض الخلط بين الاحتجاج السلمي والعنف، وهو موقف ينسجم مع طبيعة المجتمع التعددي.
ويرى مراقبون أن أي تراجع أسترالي عن هذه المبادئ قد يفتح الباب أمام توترات داخلية، ويقوض الثقة المتبادلة بين مكونات المجتمع، وهو ما يجعل كلفة الاستجابة للابتزاز السياسي مرتفعة.
🔍 تحليل التوظيف السياسي وتفاصيل إضافية
تُشير هذه التطورات بوضوح إلى تحول استراتيجي في آليات الضغط الإسرائيلي على الغرب، حيث لم يعد خطاب معاداة السامية يحقق النتائج المرجوة منه كما في السابق. إن محاولة إسرائيل المستمرة لربط أي نقد لسياساتها العدوانية في غزة بـ **التوظيف السياسي** للعنف الخارجي، قد أدت إلى إجهاد هذا المصطلح وتآكل مصداقيته لدى الرأي العام الأوروبي والأسترالي. هذا التآكل ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لتدفق المعلومات غير المفلترة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كشفت الفجوة بين الرواية الرسمية والمشاهد الإنسانية القادمة من القطاع. لقد أثبتت حادثة سيدني أن التعميم السياسي أصبح صعباً في المجتمعات التعددية. إن فشل **التوظيف السياسي** للحادثة، والذي تجسد في إبراز دور المنقذ المسلم، يعكس وعياً متزايداً لدى الحكومات الغربية بخطورة الانجرار وراء الابتزاز السياسي الذي يهدد النسيج الاجتماعي الداخلي. بالتالي، فإن قدرة تل أبيب على استخدام **التوظيف السياسي** كأداة ردع ضد الحكومات التي تفكر في الاعتراف بدولة فلسطين أو دعم حرية التعبير المؤيدة لغزة، باتت محدودة بشكل كبير، مما يفرض عليها إعادة تقييم استراتيجياتها الإعلامية والدبلوماسية.
💡 إضاءة: التفصيل الإنساني المتمثل في كون الرجل الذي تصدى لأحد منفذي الهجوم وانتزع سلاحه كان مسلماً، مما أربك السردية الإسرائيلية التي سعت لربط الحادثة بالعداء الديني.
❓ أسئلة شائعة: ما وراء هجوم سيدني
شو كان الهدف الأساسي لنتنياهو من ربط هجوم سيدني بالحرب على غزة؟
ليش أستراليا تحديداً كانت هدف للانتقادات الإسرائيلية؟
كيف أثر المنقذ المسلم على الرواية الإسرائيلية؟
هل مصطلح معاداة السامية لسا (ما زال) قوي ومؤثر بالغرب؟
كيف صار الرأي العام الأوروبي يشوف الصراع؟
هل الحكومة الأسترالية ممكن تستجيب لضغوط إسرائيل؟
📖 اقرأ أيضًا
- ارتفاع عدد قتلى الهجوم في أستراليا إلى 16 قتيلاً
- التكريم الإيطالي الأهم لابن حمديس.. روحانيات تتجاوز السياسة في الثقافة الإيطالية المعاصرة
- أهم 10 أحداث أثرت في الاقتصاد العالمي خلال 2025
- القوزاق.. مقاتلو الإمبراطورية الروسية الشرسون وحُماة حدودها
- غضب في أميركا بعد انتشار فيديو موظفة سينابون وهي توجه ألفاظا عنصرية لزوجين صوماليين

