الأحد - 21 ديسمبر / كانون الأول 2025
علوم

مرصد جيمس ويب “يرى” أقدم انفجار نجمي في تاريخ الكون

تابع آخر الأخبار على واتساب

أقدم مستعر أعظم: جيمس ويب يرى الكون بعمر 730 مليون سنة

الـخـلاصـة حول أقدم مستعر أعظم

📑 محتويات:

اكتشف مرصد جيمس ويب **أقدم مستعر أعظم** مؤكد حتى الآن، وهو انفجار نجمي حدث عندما كان عمر الكون 730 مليون سنة فقط. جاء الإنذار الأولي من مهمة “سفوم” في مارس 2025، وتضافرت جهود مراصد عالمية لتحديد موقعه. المثير في الاكتشاف هو أن تمدد الكون جعل المستعر الأعظم يبدو وكأنه يتوهج ببطء شديد على مدى أشهر، رغم أن تطوره الحقيقي استغرق أياماً. كما أن خصائص هذا الانفجار القديم تشبه بشكل مفاجئ المستعرات الحديثة، مما يطرح أسئلة حول تكوين النجوم الأولى في فجر الكون. رصد ويب أيضاً المجرة المضيفة الخافتة، مؤكداً اختراقاً في قدرات الرصد العميق.

📎 المختصر المفيد:
• الاكتشاف يمثل أقدم مستعر أعظم مؤكد، حدث عندما كان عمر الكون 730 مليون سنة فقط.
• تمدد الكون تسبب في تمدد المدة الزمنية المرصودة للانفجار، فبدا وكأنه يتوهج ببطء على مدى أشهر بدلاً من أيام.
• رصد مرصد جيمس ويب المجرة المضيفة رغم بعدها الشديد وخفوت ضوئها، وهو إنجاز تقني كبير.
• الخصائص الفيزيائية للمستعر الأعظم القديم تشابه المستعرات الحديثة بشكل مفاجئ، مما يطرح تساؤلات حول تكوين النجوم الأولى.

ℹ️ خلاصة مختصرة لأهم ما جاء في الخبر قبل التفاصيل

في العادة، حين يحدث انفجار هائل في الفضاء، يكون أمام الفلكيين سباقٌ قصير مع الزمن، فالانفجار عبارة عن ومضة لثوان، ثم خفوت سريع، ثم أسئلة تتكاثر أسرع من الضوء نفسه.

لكن في 14 مارس/آذار 2025، جاء الإنذار هذه المرة من عمق غير مألوف، حيث رصد العلماء انفجارا نجميا بعيدا للغاية، وكأن الكون يرسل رسالة من طفولته الأولى.

المستعر الأقدم

بعد شهور من المتابعة، أعلن مرصد جيمس ويب أنه لم يكتفِ بتعقّب أثر الانفجار، بل تأكد من هوية المصدر كمستعر أعظم حدث عندما كان عمر الكون نحو 730 مليون سنة فقط.

هذا هو أقدم مستعر أعظم مؤكد حتى الآن، متجاوزا رقم مرصد جيمس ويب السابق الذي يعود إلى زمن كان فيه عمر الكون 1.8 مليار سنة.

المستعر الأعظم هو انفجار نجمي هائل يحدث في نهاية حياة بعض النجوم، فيجعل النجم يزداد سطوعا فجأة لدرجة أنه قد يلمع مؤقتا أكثر من مجرّة كاملة، ثم يقذف مادته بسرعات عالية في الفضاء.

غالبا يحدث بطريقتين، إما أنه نجم ضخم ينهار قلبه تحت ثقله فينفجر، وإما قزم أبيض في نظام ثنائي يزداد كتلة حتى يفقد استقراره وينفجر.

رصد المجرة

الأكثر إثارة أن مرصد ويب فعل شيئا إضافيا، حيث رصد المجرة المضيفة نفسها، رغم أنها بعيدة لدرجة أن ضوءها يذوب في “بضعة بيكسلات” بالكاد ترى. إنها نقطة أو لطخة حمراء خافتة، ومع ذلك، يؤكد فريق الباحثين أن رصدها أساسا يُعد اختراقا.

انفجارات أشعة غاما التي تنتج من المستعرات العظمى هي أكثر الومضات سطوعا في الكون، لكنها سريعة، تستمر فقط لثوانٍ أو بحد أقصى دقائق.

ويشير بيان صحفي رسمي من منصة جيمس ويب إلى أن الانفجار في هذه الحالة استمر نحو 10 ثوانٍ، وهي مدة ترتبط غالبا بانفجارات نجوم ضخمة، لا باندماج نجوم نيوترونية مثلا (الذي قد يعطي ومضاتٍ أقصر).

لكن حكاية المستعر الأعظم لا تنتهي عند تلك الثواني، فالمستعرات العظمى تتوهج عادة خلال أسابيع ثم تخفت تدريجيا، المدهش أنه في هذه الحالة البعيدة بدا المستعر الأعظم وكأنه “يتفتح ببطء شديد” على مدى أشهر.

السبب ليس أنه انفجر ببطء، بل لأن الكون نفسه يمدّد الزمن عندما يمدّد الضوء.

حين يسافر الضوء عبر كون يتوسع، فإن موجاته كذلك تتمدد (يتم مطّها)، ومعها تتمدد المدد الزمنية للأحداث كما نراها نحن. لهذا بدت السوبرنوفا وكأنها استغرقت أشهرا لتصل إلى ذروة لمعانها المرصود، رغم أن تطورها الحقيقي أقرب لما نعرفه في المستعرات اليوم، حيث تنمو خلال أيام.

تعاون المراصد

وفق بيان مرصد جيمس ويب، كان هذا الاكتشاف تعاونا بين مراصد عدة، بدأ السباق بإنذار من مهمة “سفوم”، وهي مهمة فرنسية وصينية أُطلقت في عام 2024 لرصد الظواهر العابرة (التغيرات الحاصلة في السماء ساعة بساعة).

وبعد ساعة ونصف تقريبا، حدّد مرصد “سويفت” موقع المصدر بالأشعة السينية، ما سمح بتوجيه أرصاد لاحقة، سويفت هو قمر صناعي أميركي يدور حول الأرض في مدار أرضي منخفض على ارتفاع يقارب 600 كيلو متر.

بعد 11 ساعة، التقط التلسكوب البصري الاسكندنافي توهّج ما بعد الانفجار في نطاق الأشعة تحت الحمراء، وهو تلسكوب متوسط الحجم قطر مرآته نحو 2.56 متر، موجود في مرصد روكي دي لوس موتشاتشوس على جزيرة لا بالما ضمن جزر الكناري الإسبانية.

وبعدها بـ4 ساعات تقريبا، قدّر التلسكوب الكبير جدا في تشيلي أن الحدث يعود إلى زمن مبكر جدا يقارب 730 مليون سنة بعد الانفجار العظيم. وعندما جاء دور مرصد ويب، استخدم كاميرا “نيركام” لالتقاط المشهد بدقة وحساسية عاليتين.

مفاجأة للعلماء

بعد التأكد أن الضوء المرصود يعود لمستعر أعظم، قارن الباحثون خصائصه بمستعرات عظمى أخرى حديثة وقديمة، فخرجوا بنتيجة مربكة على نحو جميل، حيث ظهر أن التشابه كبير.

يُعدّ ذلك مفاجئا، لأن النجوم الأولى يُتوقع أن تكون أفقر في العناصر الثقيلة (المعادن)، وربما كانت أكثر كتلة وأقصر عمرا، كما أنها عاشت في زمن كانت فيه البيئة الكونية مختلفة جذريا، حيث كان الغاز بين المجرّات أكثر عتامة للأشعة عالية الطاقة.

إذا كانت المكونات مختلفة، فلماذا يبدو المنتَج النهائي مألوفا؟ الإجابة عن هذا السؤال تحتاج المزيد من الأحداث المشابهة لرصد فروق دقيقة جدا ربما لم يتمكن العلماء من رصدها الآن.

🔍 تحليل أقدم مستعر أعظم وتفاصيل إضافية

تُشير هذه التطورات بوضوح إلى أن السباق نحو التفوق العلمي والفلكي لم يعد مجرد مسألة أكاديمية، بل أصبح مؤشراً حيوياً للقوة الجيوسياسية والقدرة التكنولوجية للدول. إن التعاون الدولي المعقد الذي أثمر عن رصد **أقدم مستعر أعظم**، والذي شمل وكالات من الولايات المتحدة والصين وفرنسا والدول الاسكندنافية، يجسد نموذجاً للقيادة التكنولوجية التي تسعى القوى الكبرى لترسيخها. الاستثمار في مشاريع ضخمة مثل مرصد جيمس ويب ليس إنفاقاً ترفياً، بل هو استثمار استراتيجي يغذي الابتكار في قطاعات حساسة مثل البصريات الدقيقة، ومعالجة البيانات، وتكنولوجيا الفضاء، مما يعزز الميزة التنافسية للدول الرائدة. كما أن القدرة على رصد **أقدم مستعر أعظم** بهذه الدقة تفتح أسواقاً جديدة في مجال تطوير أجهزة الاستشعار فائقة الحساسية. في ظل التنافس المحتدم، فإن الدول التي تستطيع قيادة مثل هذه الاكتشافات المعقدة هي التي تسيطر على السرد العلمي العالمي، وتستقطب أفضل العقول، وتضمن تفوقها الاقتصادي المستقبلي. إن رصد **أقدم مستعر أعظم** يمثل دليلاً على أن التفوق في الفضاء هو امتداد للتفوق على الأرض.

💡 إضاءة: المستعر الأعظم المرصود هو الأقدم المؤكد حتى الآن، حدث عندما كان عمر الكون 730 مليون سنة فقط، وبدا وكأنه يتوهج ببطء على مدى أشهر بسبب تمدد الكون الذي يمطّ المدد الزمنية المرصودة.

❓ أسرار الكون المبكر: أسئلة وأجوبة حول أقدم مستعر أعظم

شو يعني مستعر أعظم؟
هو انفجار نجمي هائل يحدث في نهاية حياة بعض النجوم، يجعله يلمع مؤقتاً أكثر من مجرة كاملة.
ليش هذا الانفجار بالذات مهم؟
لأنه أقدم مستعر أعظم مؤكد تم رصده، مما يوفر نافذة نادرة لفهم خصائص النجوم التي تشكلت في فجر الكون.
كيف عرفوا إنو عمره 730 مليون سنة؟
تم تقدير عمره بناءً على قياس الانزياح الأحمر لضوئه، والذي يشير إلى مدى تمدد الكون منذ انبعاث هذا الضوء.
ليش الانفجار استمر أشهر بدل ثواني؟
لم يستمر أشهراً فعلياً، بل بدا كذلك لنا. تمدد الكون يمطّ موجات الضوء، مما يمدّد المدة الزمنية للأحداث كما نراها نحن على الأرض.
هل مرصد جيمس ويب هو اللي اكتشفه لحاله؟
لا، بدأ الاكتشاف بإنذار من مهمة “سفوم” الفرنسية الصينية، ثم تعاونت مراصد عدة مثل “سويفت” و”التلسكوب الكبير جداً” لتحديد موقعه قبل أن يرصده ويب بدقة.
شو هي المفاجأة اللي خلت العلماء يحتاروا؟
التشابه الكبير بين خصائص هذا المستعر الأعظم القديم والمستعرات الحديثة، رغم التوقعات بأن تكون النجوم الأولى مختلفة في تكوينها الكيميائي (أفقر بالمعادن).