علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على العملية التي نفذها جهاز استخبارات بلاده ضد شبكة تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك “رد واضح” على من يهددون أمن تركيا.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها خلال فعالية أُقيمت بالعاصمة أنقرة بمناسبة الذكرى الـ97 لتأسيس جهاز الاستخبارات التركي (MİT)، الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2024، إنّ جهاز الاستخبارات “ردّ بشكل واضح جداً على من يهددوننا عبر تفكيك شبكة التجسس الإسرائيلية في بلادنا”.
أضاف أردوغان، في تعليقه على إحباط عمليات التجسس لصالح إسرائيل في تركيا: “انتظروا، فهذه خطوة أولى، وستعرفون تركيا بحق”.
وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري، أحالت النيابة العامة التركية بمدينة إسطنبول 34 مشتبهاً إلى القضاء، بعد توقيفهم بتهمة ممارسة أنشطة “تجسس دولية” لصالح جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ضد مواطنين أجانب يقيمون في تركيا لأسباب إنسانية.
وأردف: “ندرك أن موقف تركيا الصريح والواعي حيال الأزمات الإقليمية، وخاصة المجازر في غزة أفسد خطط البعض”.
“تركيا تُمهل لكنها لا تدع الخيانة من دون حساب”
في سياق متصل، أفاد الرئيس التركي بأن “الجمهورية التركية ربما تُمهل، لكنها لا تدع الخيانة والإرهاب من دون حساب”، مشيراً إلى أن “الجميع يتقبل حقيقة أن تركيا تعزز يوماً بعد آخر مكانتها كقوة مؤثرة وصانعة ألعاب على رقعة الشطرنج العالمية”.
أضاف: “ندافع بشجاعة عن مصالح أمتنا، سواء في المجال الدبلوماسي أو العسكري، باتخاذ الخطوات الصحيحة في الوقت المناسب”.
ولفت إلى أن “جهاز الاستخبارات التركي لا يدع الإرهابيين يلتقطون أنفاسهم بفضل شبكة مصادره الواسعة وقدراته التكنولوجية المتقدمة”، وتابع: “جعلنا ما يُسمى الكادر القيادي لتنظيم (بي كي كي) غير قادرين على مغادرة أوكارهم بفضل عملياتنا الاستخبارية النوعية في سوريا والعراق”.
وشدّد الرئيس التركي على أنه “لا مكان إطلاقاً للإرهاب والإرهابيين في ‘قرن تركيا'”، مشيراً إلى أن بلاده عازمة على “مواصلة مطاردة خونة تنظيم غولن الإرهابي الذين تسببوا في استشهاد 253 من مواطنينا ليلة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016”.
وقال: “نتلقى يومياً أخباراً عن قاتل ووغد تم تحييده على بُعد مئات الكيلومترات من حدودنا، ونقتصّ لشهدائنا بالمثل”، لافتاً إلى أن الدولة التركية ستواصل ملاحقة الإرهابيين، سواء أكانوا في الداخل أو الخارج.
أضاف: “لن نمنح حق الحياة لأي تنظيم غير قانوني يستهدف شعبنا، بدءاً من داعش، ومروراً بغولن، وحتى (بي كي كي) و(د هـ ك ب/ ج)”، بحسب ما نقلت الأناضول.
وبيّن أنه من “غير المعقول أن يظل مفهوم الأمن التركي على حاله في وقت تزايدت فيه التهديدات غير المتناظرة وتنوعت إلى حد كبير”.
وقال أردوغان: “لن نتسامح أبداً مع المخططات التي تتم على أساس الطائفة والعرق والمعتقد”، مؤكداً أن تركيا تقوم بتجديد وتحديث أولويات أمنها القومي، وإعادة تقييم تصنيف التهديدات وفقاً للظروف المتغيرة.
وتابع: “إلى جانب أنشطة الإرهاب والتجسس الأجنبي، بدأ جهاز استخباراتنا يرصد تهديدات جديدة، مثل الهجرة غير النظامية والتطرف والجريمة المنظّمة وكراهية الإسلام”.